كابل: قال مسؤولون أميركيون انه من المتوقع ان يصدر الجنرال ستانلي ماكريستال القائد الجديد للقوات الأميركية في أفغانستان أوامره بالحد من الغارات الجوية لتقليص الخسائر بين المدنيين. ومن المقرر ان يأمر الجنرال ماكريستال قواته باختيار الانسحاب من الاشتباكات مع مسلحي طالبان عن ان يدعون القوات الجوية الى تنفيذ ضربات قد تصيب السكان المدنيين.

يأتي هذا التغيير وسط تصاعد التوتر بين واشنطن وكابول بسبب ارتفاع الخسائر بين المدنيين.

وكانت غارة جوية نفذها الطيران الاميركي في الشهر الماضي في اقليم فرح الافغاني قد اودى بحياة اكثر من 100 من المدنيين حسب الحكومة الافغانية ومنظمات حقوق الانسان، ولو ان الولايات المتحدة اصرت على ان عدد ضحايا تلك الغارة لم يتجاوز 26.

وكان الجيش الأميركي قد قال إن الغارة المذكورة نفذتها قاذفة أميركية لم تلتزم بالقواعد الصارمة المطبقة وربما تسببت في سقوط ضحايا مدنيين. وتوترت العلاقة بين الحكومة الأفغانية والحكومة الأميركية على خلفية تزايد سقوط الضحايا المدنيين في أفغانستان علما بأن سقوط 140 ضحية كما تقول الحكومة الأفغانية يشكل أعلى حصيلة دموية في صفوف المدنيين منذ الغزو الأميركي عام 2001.

وتقول الامم المتحدة إن القوات الاميركية والافغانية والاطلسية قد قتلت 829 مدنيا اثناء المعارك التي خاضتها مع مقاتلي طالبان في العام الماضي.

وكان الجنرال ماكريستال قد تسلم مهام منصبه الجديد قائدا للقوات الاميركية العاملة في افغانستان في الشهر الجاري. وقال الادميرال جريج سميث الناطق باسم القوات الاميركية المسلحة إن الجنرال ماكريستال سيصدر امرا quot;خلال ايامquot; يسمح بموجبه للقوات الامريكية بمهاجمة المسلحين الذين يختبئون في دور عائدة لمدنيين افغان في حال تعرض الجنود الاميركيين او الاطلسيين لخطر داهم.

الا ان الادميرال سميث اضاف: quot;ولكن اذا كان الجنود في وضع يسمح لهم بمغادرة المنطقة بامان دون تعريض وحداتهم للخطر فعليهم اتخاذ هذا السبيل لأننا نعلم ان مقاتلي طالبان يميلون الى اتخاذ السكان المدنيين كرهائن.quot;

وكان سلف الجنرال ماكريستال في قيادة القوات الاميركية في افغانستان الجنرال ديفيد ماكيرنان قد اصدر اوامره لقادته الميدانيين اواخر العام الماضي بوضع شروط من شأنها quot;تقليل الحاجة للجوء الى استخدام القوة القاتلة.quot; الا ان الاوامر التي سيصدرها الجنرال ماكريستال اكثر دقة ومصاغة بلغة اكثر شدة تأمر القوات بالانسحاب من المعارك حفاظا على حياة المدنيين، حسب قول الناطق العسكري.

وكان ماكريستال قد قال علنا إن معيار فاعليته كقائد يجب ان يكون عدد الافغان الذين يحميهم من التعرض لاعمال العنف عوضا عن عدد المقاتلين الذين يقتلهم.

وكان الجنرال ماكريستال قد قال بعد تعيينه إنه من الضروري استخدام الضربات الجوية بشكل مسؤول.

وقال: quot;إن القدرات الجوية تحمل في طياتها بذور دمارنا اذا اسأنا استخدامها، وقد تؤدي الى خسارتنا لهذه الحرب.quot; واضاف: quot;عندما نفتح النار على مجمع سكني ما، يجب ان يتم ذلك فقط عند تعرض قواتنا لخطر داهم. اريد منكم جميعا استيعاب ذلك.quot;

ويقول الخبراء في مجال محاربة الحركات المسلحة إن سياسة مبنية على مبدأ quot;المدنيون اولاquot; استخدمت بنجاح في العراق بعد ضخ قوات امريكية اضافية الى ذلك البلد في عام 2007.

الا ان منتقدي هذه السياسة يقولون إن عدد القوات الامريكية والدولية في افغانستان اقل من عددهم في العراق بكثير، ولذا فإن القوات البرية المنتشرة في مساحات شاسعة ووعرة قد يحتاجون اكثر الى الدعم الجوي.

جورجيا

إلى ذلك اعلنت مصادر اميركية متطابقة الاثنين ان جورجيا تعهدت ارسال حوالى 500 جندي الى افغانستان للانضمام الى قوات الحلف الاطلسي (ايساف).

وقال مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية لوكالة فرانس برس ان جورجيا التي ترغب في الانضمام الى الحلف الاطلسي بالرغم من احتجاجات روسيا، ستنشر quot;ما يوازي كتيبةquot; في افغانستان عام 2010.

واشادت وزارة الخارجية الاميركية بقرار تبليسي بمناسبة زيارة وزيرة الخارجية الجورجي غريغول فاشادزي.

وقال مساعد وزيرة الخارجية جيمس ستينبرغ خلال لقاء مع الصحافيين الى جانب نظيره ان quot;جورجيا قدمت مساهمات قيمة لعملياتنا في العراق ونحن ممتنون للقيام بنفس الشيء في افغانستانquot;.

وشاركت جورجيا بالفي جندي في العراق منذ اب/اغسطس 2003 قبل ان تنهي هذه المهمة فجأة في اب/اغسطس الماضي بعد المعارك التي اندلعت مع الجيش الروسي في جمهورية اوسيتيا الجنوبية الانفصالية.

وكان الجنود الجورجيون في العراق بشكلون الكتيبة الثالثة من حيث الحجم بعد الولايات المتحدة وبريطانيا.