لندن: ما تزال تطورات المواجهة المستمرة بين الإصلاحيين والمحافظين في إيران بسبب الخلاف على نتائج الإنتخابات الرئاسية والتي فاز فيها الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد المقرب من الجناح المحافظ في ايران تستحوذ على جل اهتمامات الصحف البريطانية في باب تناولها لشؤون الشرق الاوسط.

صحيفة الغارديان تناولت اخر المواجهات بين المتظاهرين من انصار المرشح الاصلاحي مير حسين موسوي وقوات الامن في العاصمة وقالت ان طهران اصبحت اشبه بساحة حرب حيث قام المئات من قوات الامن بالتصدي لمئات المتظاهرين الذين حاولوا التجمع قرب مبنى البرلمان اذ نقلت الصحيفة عن احدى المتظاهرات ان مئات عناصر الامن بالملابس المدنية خرجوا من احد المساجد وهاجموا المتظاهرين بالعصي.

وتنقل الصحيفة عن موقع quot;روزquot; الاصلاحي شمقابلة مع احد الاشخاص الذين جلبتهم الحكومة من الارياف والمناطق النائية للقيام بمهمة قمع المظاهرات في طهران وتنقل الصحيفة عنه قوله quot;ان الحكومة تدفع لي مبلغ مليوني ريال (حوالي 200 دولار) للمشاركة في الهجوم على المتظاهرين بالهراواتquot; ويضيف الموقع نقلا عن الشخص الذي رفض الكشف عن اسمه ان العديد من الاشخاص جلبتهم الحكومة من المناطق الريفية النائية ويقيمون في امكان خاصة في الاحياء الشرقية من العاصمة.

كما تناولت الصحيفة مصير اسرة الفتاة الايرانية ندى سلطان التي اصبحت تسمى الان quot;ملاك الحريةquot; من قبل نشطاء المعارضة والاصلاحيين في ايران بعد ان شاهد العالم لحظات موتها وقالت ان الاسرة ارغمت على مغادرة منزلها من قبل قوات الامن وان الجهات الامنية الايرانية لم تسلم جثة ندى الى ذويها لاجراء مراسم الدفن وقامت بدفنها دون اعلام الاسرة كما منعتها من اقامة مراسم العزاء.

ومن المفارقات ان الحكومة الايرانية تصف ندى بانها شهيدة قوات الباسيج حتى ان صحيفة مقربة من الحكومة قالت ان ندى قتلت على يد جناة استأجرهم مراسل بي بي سي الذي طردته طهران جون لاين. وتنقل الصحيفة عن احدى جارات اسرة سلطان ان عائلتها لم تنم منذ مقتل ندى بسبب التواجد الكثيف لقوات الباسيج في الحي ومضايقتهم للناس.

شرخ في صفوف النخبة

في صفحة الرأي في الاندبندنت تساءل باتريك كوكبيرن هل ماتت الثورة الايرانية في مهدها؟ وهل كانت ثورة فعلا؟ وهل ستؤدي الى انقسام داخل النظام في ايران واضعافه؟ ويقول ان الفرق بين المظاهرات الحالية وتلك التي شهدتها ايران قبل الثورة الايرانية عام 1979 ان المعارضة الحالية لا تملك نواة قيادة تقوم بتنظيم هذه المظاهرات وتعبئة الشارع بينما كانت هناك شبكة كبيرة من رجال الدين والاحزاب اليسارية الذين كان يقومون بتنظيم التظاهرات والاحتجاجات خلال عامي 1978 و1979 رغم قمع نظام الشاه.

ويقول الكاتب ان الحكم قد نجح في قمع الظاهرات حتى الان بفضل الاجراءات الامنية المشددة وسيطرة رجال الامن على الشارع لكن اهم نتيجة لهذه الاحتجاجات ان ادت الى احداث شرخ في صفوف الصفوة الحاكمة في ايران وهو ما سيكون له تداعيات على مستقبل ايران.

جلاد طهران

صحيفة التايمز تناولت الازمة الايرانية من زواية مختلفة وتناولت شخصية سعيد مرتضوي الملقب بجزار الصحافة لدوره في قمع وسائل الاعلام والذي يقوم الان بدور المحقق مع المعارضين والمتظاهرين الذين القي القبض عليهم مؤخرا.

وتنقل الصحيفة عن اقارب عدد من المعتقلين ان مرتضوي يقوم شخصيا بالتحقيق مع المعتقلين الامر الذي اثار مخاوفهم بسبب دور مرتضوي في مقتل الصحفية الكندية من اصل ايراني زهراء كاظمي عام 2003 بعد تعرضها للتعذيب والضرب والاغتصاب اثناء اعتقالها في سجن افين الذائع الصيت في طهران قبل ان تلقى حتفها.

وتنقل الصحيفة عن مديرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في منظمة هيومان رايتس ووتش سارة لي ويستون ان تسلم مرتضوي ملف التحقيق مع المعتقلين بمثابة انذار لكل الذين يعرفون تاريخه حيث انه كان المسؤول عن اغلاق اكثر من 100 صحيفة وموقع الكتروني معارض عام 2003 وهو المسؤول عن اعتقال اكثر من 20 شخصا من اصحاب المدونات الالكترونية والصحفيين في زنازين انفرادية سرية لمدد طويلة.

كما كان مرتضوي المشرف على اعتقال الصحيفة روكسانا صابري والحكم عليها بالسجن لمدة ثماني سنوات قبل الافراج عنها واعتقال الشخصية الاصلاحية سعيد هجاريان، احد مساعدي الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي.

عزل ايران

في شأن له علاقة بايران ايضا لكن من زاوية اخرى قالت التايمز ان عودة السفير الاميركي الى العاصمة السورية دمشق بعد قطيعة اربع سنوات يهدف الى عزل ايران عن طريق اغراء سورية للابتعاد عن ايران.

وتقول الصحيفة مع تراجع فرص انخراط الولايات المتحدة في حوار مع ايران حول الملف النووي الايراني بعد قمع المظاهرات وانتقاد الرئيس اوباما لطهران تبدو افاق الحوار مع دمشق مجدية وان زيارات الممسؤولين الاميركيين الى دمشق مؤخرا اتت اكلها واعطت ثمارا بعكس المساعي الاميركية لاحداث اختراق في عملية السلام على المسار الفلسطيني بعد بروز الخلاف بين واشنطن واسرائيل حول ملف المستوطنات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية المحتلة وهو الخلاف الذي كان السبب وراء تأجيل لقاء رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الاجتماع المقرر بالمبعوث الاميركي للسلام في الشرق الاوسط جورج ميتشل في باريس.