فيينا: عبّر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن القلق البالغ لاستمرار مظاهر ممارسة شتى مظاهر التعذيب الجسدي والنفسي وسوء معاملة البشر بكل أشكالها القاسية والمهينة واللاإنسانية على نطاق واسع وشجب مواقف حكومات بعض الدول التي تتسامح مع مرتكبي تلك الجرائم وتؤمن لهم غطاء الإفلات من العقاب.

وأكد بان كي مون في رسالة له بمناسبة اليوم العالمي لدعم ضحايا التعذيب الذي يصادف غدٍاً الجمعة أن تعذيب البشر هو عمل مدان ويشكل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان. ورأى هذه المناسبة تشكل فرصة للتعبير عن التضامن مع ضحايا التعذيب وأسرهم وتأكيد الحاجة من جديد إلى التزام عالمي بضرورة إعادة تأهيل ضحايا التعذيب وحماية حقوقهم والتعويض عن الأضرار التي لحقت بهم.

وأعرب في رسالته التي وزّعها مكتب الأمم المتحدة في فيينا اليوم عن اعتقاده أن اليوم العالمي للتضامن مع ضحايا التعذيب هو مناسبة أيضاً للتأكيد على أهمية تكريس حقوق الرجال والنساء والأطفال في الحياة الحرة والكريمة والخالية من أي شكل من أشكال القمع والتخويف والترهيب والتعذيب.

وقال لا يوجد مبرر لممارسة التعذيب او أي شكل من سوء المعاملة القاسية واللاإنسانية والمهينة في أي مجتمع وفي أي وقت من الأوقات وتحت أي ظرف من الظروف.

كما وجّه الأمين العام للأمم المتحدة رسالة بمناسبة اليوم الدولي لمكافحة المخدرات والذي يصادف غداً الجمعة أيضاً أوضح فيها أن مشكلة تعاطي المخدرات بطريقة غير مشروعة يمكن تجنبها ومعالجتها والسيطرة عليها متى توفرت الإرادة ومتى التزمت حكومات الدول بتعهداتها في خفض المعروض من المخدرات من خلال مساعدة المزارعين على استبدال زراعة المخدرات بمحاصيل زراعية بديلة، فضلاً عن استمرار الجهود البناءة التي تبذلها على صعيد تنفيذ القوانين ومكافحة المخدرات.

ورأى بان كي مون أن أصعب التحديات التي يواجهها المجتمع الدولي في مختلف مجالات المكافحة العالمية للمخدرات ما زال متمثلاً في خفض الطلب والذي يؤدي بدوره إلى خفض العرض ومن ثمَ تقليص الدول التي تسوّل للشبكات الإجرامية الاتجار غير المشروع بالمخدرات.

وقال إن مكافحة تعاطي المخدرات تمثل جهداً جماعياً فهي تقتضي قيادة سياسة رشيدة وموارد كافية تتطلب المزيد من مرافق العلاج الأفضل والأكفاء للمدمنين، فضلاَ عما تقتضيه من وقاية من خلال مشاركة الأباء والمعلمين ومؤسسات الرعاية الصحية والتوعية الإعلامية بمخاطر المخدرات وما تشكله من تهديدات.

وأضاف أن تعاطي المخدرات يجلب معه الأسى والمعاناة للأفراد وعائلاتهم على السواء، بل ويؤدي إلى تآكل نسيج الرفاه وما يشكله من تهديد لحياة الفرد والأسرة والمجتمع، وهو بذلك آفة ينبغي التصدي لها بكل الوسائل المتاحة من أجل تحصين الشباب ولذلك علينا في مثل هذا اليوم الدولي لمكافحة المخدرات والاتجار بها بطريقة غير مشروعة أن نؤكد أنه ليس للمخدرات مكاناً في حياتنا أو مجتمعاتنا.