روما: قال وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني ان دول مجموعة الثماني ستتبنى موقفا quot;صارماquot; حيال ايران بشأن الاضطربات التي اعقبت الانتخابات. جاءت تصريحات فراتيني في مستهل قمة وزراء خارجية دول الثماني التي تستضيفها ايطاليا وتستغرق ثلاثة ايام.

الا ان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قال ان سياسة عزل ايران ستكون quot; مقاربة خاطئةquot; من قبل مجموعة الثماني. ولن تحضر ايران القمة التي من المتوقع ان تركز اعمالها على استقرار افغانستان، اضافة الى التطورات التي تشهدها ايران.

وانسحب وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي من المشاركة في القمة بعد ان اوضحت ايطاليا انها لا ترحب به. وقال متكي في وقت مبكر الاسبوع الجاري انه quot; ليس لديه خطط للسفر الى ايطالياquot;.

وقال وزير الخارجية الايطالي ان ايران تمر quot; بمرحلة تحولquot; وذلك في اعقاب الاحتجاجات والاشتباكات التي شهدتها البلاد وقتل فيها 17 شخصا على الاقل. واضاف quot; ان ايران يجب ان تختار ما اذا كانت ستحافظ على الباب مفتوحا للحوار مع المجتمع الدوليquot;.

وقال ان quot; اليد التي مدتها الولايات المتحدة والتي ايدناها لا يمكن ان ترجع مخضبة بالدماءquot;.

ودعا فراتيني الى موقف مشترك من الاتحاد الاوروبي من اجل فتح السفارات لاستقبال quot;الاشخاص الفارين والمحتاجين لعناية طبيةquot; نتيجة قمع المحتجين في ايران. وقال quot; سنتبنى موقفا صارما وواضحا بشكل خاصquot;. الا ان وزير الخارجية الروسي قال عقب اجتماع مع فراتيني انه quot; لا احدquot; يرغب في ادانة طهران وان عزل ايران هو quot; المقاربة الخاطئةquot;.

وفي ايران قال زعيم المعارضة الايرانية مير حسين موسوي انه وأنصاره سيواصلون الاحتجاج على quot;التلاعب بنتائج الانتخاباتquot; رغم الضغوط.

وأضاف قائلا على موقعه على الانترنت: quot;أنا مستعد لاثبات ان المسؤولين عن التلاعب في نتائج الانتخابات هم المسؤولون عن سفك الدماءquot; وأكد أن الاستمرار في الأعمال الاحتجاجية السلمية والقانونية سيضمن تحقيق الأهداف.

واشتكى موسوي من قيود مفروضة عليه تجعل الوصول الى الناس صعبا، وحذر من أن هذا سيؤدي الى تصعيد العنف. وقال موسوي quot;لن اتراجع عن حماية حقوق الشعب الايراني بسبب المصالح الشخصية او الخوف من التهديداتquot;. وأضاف أنه يخضغ لضغوط لسحب طلبه بالغاء الانتخابات الرئاسية التي جرت في 12 يونيو/حزيران الجاري.

وكان مكتب الحملة الانتخابية لموسوي قد أصدر منذ يومين تقريرا تحدث فيه عن تزوير ومخالفات مفترضة اثناء الاقتراع مطالبا بتشكيل quot;لجنة لإعادة النظر في العملية الانتخابية.

وندد التقرير بما وصفه بالاستخدام الواسع النطاق لامكانيات الحكومة لمصلحة الرئيس محمود أحمدي نجاد.

كما ذكر التقرير انه تم اختيار اعضاء اللجان التي كلفت بتنظيم الانتخابات من بين انصار احمدي نجاد.

على صعيد آخر قاطع نحو ثلثي نواب البرلمان الإيراني احتفالا أقيم مساء أمس الأربعاء بفوز الرئيس محمود احمدي نجاد بولاية ثانية.

وكان جميع النواب البالغ عددهم 290 قد تلقوا دعوة لحضور الحفل الذي أقيم مساء الأربعاء، ولكن 105 فقط حضروا.

وبحسب المصادر الصحفية الإيرانية كان ضمن الغائبين علي لاريجاني الذي يعرف عنه تأييده لبعض توجهات احمدي نجاد.

وكان لاريجاني قد انتقد تعامل الحكومة مع مظاهرات الاحتجاج.

من ناحية أخرى طالب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعدم التدخل بالشؤون الداخلية الإيرانية. ونسبت وكالة فارس شبه الرسمية لأحمدي نجاد القول : quot;لقد ارتكب أوباما خطأ حين قال تلك الأشياء، ولكن لماذا فعل ذلك ؟ لماذا وقع في المطب وقال أشياء كان يقولها سلفه ؟quot;.

وأضاف الرئيس الإيراني مخاطبا اوباما quot;آمل أن تتفادوا التدخل في شؤون إيران وأن تعبروا عن الاسف بطريقة يمكن للشعب الإيراني الاطلاع عليهاquot;.

من جهة اخرى وجه احمدي نجاد تهمة جديدة لبضع القادة الاوروبيين وقالquot;خلال الأيام الأخيرة قامت بريطانيا وبعض الدول الاوروبية ببعض الامور لكن ذلك ليس مهماquot; مضيفا أن quot;حكومات بريطانيا وتلك الدول الاوروبية تقودها عصابة من المتخلفين سياسياquot;.

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد ادان بشدة يوم الثلاثاء الماضي quot;الإجراءات غير العادلةquot; التي اتخذتها السلطات الإيرانية لقمع المحتجين على نتائج الانتخابات الرئاسية التي شهدتها البلاد في الثاني عشر من الشهر الجاري.