لندن: أكد رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون عزمه البقاء في منصبه وقيادة حزب العمال في الانتخابات العامة التي ستعقد في يونيو 2010 والعمل على العودة السريعة للنمو الاقتصادي واعطاء المزيد من السلطة للشعب فيما يتصل بالخدمات العامة بما في ذلك الشرطة. جاء ذلك في مقابلة اجرتها صحيفة (ذي تايمز) الصادرة اليوم مع براون بعد تعرضه لازمة الثقة في قيادته لحزب العمال وتراجع الحزب في الانتخابات الأوروبية بنسبة 16 في المئة وفضيحة نفقات النواب.

واستبعد رئيس وزراء بريطانيا الاقتراحات التي تدعوه الى الاستقالة من منصبه ومن قيادة حزب العمال مؤكدا انه لن يتنحى قبل عقد الانتخابات المقبلة موضحا quot;ان لديه عمل يتعين عليه القيام بهquot; مضيفا ان هذا العمل اقوم به quot;كل يوم بحماس جديدquot;. واشارت الصحيفة الى انه من المقرر ان ينشر براون يوم الاثنين المقبل مخطط السياسة الجديدة التي ستتبعها بريطانيا في المستقبل بما في ذلك مشروع برنامج يقدمه الى الدورة البرلمانية الأخيرة قبل اجراء الانتخابات.

وعلى الصعيد الاقتصادي قال براون ان لديه quot;مهمةquot; اخراج بريطانيا من الفترة العصيبة التي تمر بها مبينا ان المواطنين سوف يرون في النهاية انه محق فيما يتعلق بالقرارات التي اتخذها لمعالجة الركود. وشدد على عزمه الاستمرار بهذا المنصب الذي تولاه ولن يتنحى مؤكدا ان اهم شيء بالنسبة له هو القيام بالعمل الذي يتطلبه هذا المنصب دون التفكير في أي شيء آخر.

وتظهر تصريحات براون انه ليست لديه النية بتقليل هجومه على خطط حزب المحافظين المعارض لخفض الانفاق العام ففي الوقت الذي يصر فيه على أن الحكومة سوف تصل الى هدفها المتمثل في خفض العجز المالي خلال خمس سنوات فانه يشير الى أن النمو الاقتصادي سيكون وسيلة لخفض الديون والاقتراض دون الاضرار بالخدمات العامة. ويصر رئيس الوزراء على أنه وبسبب استثمار بريطانيا في صناعات المستقبل في القطاعين العام والخاص على حد سواء أكثر من بلدان أخرى - مثل خفض انبعاث الكربون والتكنولوجيا الحيوية والتكنولوجيا الرقمية والاتصالات والفنون الابداعية - فان لديها quot;امكانات هائلةquot; لتحقيق النمو وفرص العمل في المستقبل.

وتوقع براون أن الكثير من هذا سوف يأتي من الشركات في الخارج التي لديها استثمارات في بريطانيا وصمدت على الرغم من الركود الاقتصادي الذي تشهده البلاد مضيفا انه quot;عندما يكون لديك نمو وفرص عمل فسيكون لديك ديون اقل وعجز اقل اضافة الى المزيد من الموارد للخدمات العامةquot;.

وكانت ملاحظات ابداها براون في مقابلة صحافية أجراها مؤخرا قد جرى تفسيرها على أنه مستعد للتنحي عن منصبه في حال شعر أنه عقبة في طريق تقدم حزب العمال .
وقال براون انه يكافح من أجل تحقيق النمو وتوفير فرص العمل وتحسين الخدمات العامة واقامة اقتصاد ومجتمع قوي مضيفا quot;لقد حصلت على هذا العمل الذي يمكنه من القيام بذلكquot; وأنه مستمر به. ويعتزم رئيس الوزراء بما لا يدع مجالا للشك ان يستخدم الركود الاقتصادي والجدل حول الاستقطاعات والاستثمار في حملته الانتخابية.