جنيف:اعتبرت منظمة (هيومن رايتس ووتش) المعنية بحقوق الانسان اليوم الهجمات الصاروخية الاسرائيلية عن طريق طائراتها الاستطلاعية بدون ربان في عملية الجيش الاسرائيلي الاخيرة ضد قطاع غزة خرق لقوانين الحرب. جاء هذا الموقف في تقرير لها حول هذه العملية صادر اليوم حيث قالت فيه ان هذه الهجمات نفذت باستخدام ادق الاسلحة فى الترسانة الاسرائيلية ما اسفر عن مقتل مدنيين فلسطينيين لم يشاركوا فى اية اعمال قتالية وكانوا بعيدين عن القتال الدائر بين القوات الاسرائيلية وحركة (حماس).

ويعرض التقرير الذي يحمل عنوان (عين الخطا .. قتلى غزة من المدنيين جراء صواريخ طائرات الاستطلاع الاسرائيلية) تفصيلات ست وقائع ادت الى مقتل 29 مدنيا من بينهم ثمانية اطفال. وقد خلصت هيومن رايتس ووتش الى ان القوات الاسرائيلية اخفقت في اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة للتحقق من ان الاهداف quot;اذا كانت اهداف تخص المقاتلين او اهداف ذات طابع مدني حسب ما تتطلب قوانين الحربquot;. وكانت منظمات تعنى حقوق الانسان في اسرائيل و الاراضي الفلسطينية قد كشفت عن وقوع 42 هجمة بطائرات الاستطلاع اسفرت عن مقتل مدنيين بلغ عددهم 87 شخصا في العملية العسكرية الاسرائيلية ضد قطاع غزة و التي بدأت في نهاية العام الماضيquot; من جانبه قال المحلل العسكري في منظمة (هيومن رايتس ووتش) مارك جارلاسكو الذي شارك فى كتابة التقرير quot;يمكن لمشغلى هذه طائرات ان يروا بوضوح اهدافهم على الارض و ان يبعدوا الصواريخ عن مسارها حتى بعد اطلاقهاquot;.

وتابع جارلاسكو قائلا quot;ونظرا لهذه الامكانات فعلى اسرائيل ان توضح اسباب مقتل هؤلاء المدنيينquot;. واوضح ان استخدام طائرة الاستطلاع وصواريخها الموجهة الدقيقة التوجيه يساعد العسكريين على تقليل الخسائر فى صفوف المدنيين quot;لكن دقة تلك الطائرات في التوجيه وعدم تعرضها لارواح المدنيين مرتبطة بدقة من يأمر بتشغيلها ومن يشغلهاquot;.

و تقرير (عين الخطا) يستند الى ابحاث ميدانية فى غزة وهناك قابل باحثو (هيومن رايتس ووتش) ضحايا وشهود عيان على الهجمات وتفحصوا مواقع الهجمات وجمعوا بقايا من الصواريخ لفحصها بالاضافة الى السجلات الطبية الخاصة بالضحايا.

وفي الحالات الست الموثقة فى التقرير لم تعثر (هيومن رايتس ووتش) على اية ادلة على تواجد مقاتلين فلسطينيين في المنطقة المجاورة لموقع الهجوم وقت وقوعه. وقد رفضت قيادة الجيش الاسرائيلي عدة مرات طلبات (هيومن رايتس ووتش) بالترتيب لمقابلات مع عسكريين اسرائيليين ولم تجب على اسئلة قدمتها (هيومن رايتس ووتش) كتابة.

وتحمل طائرات الاستطلاع الاسرائيلية مجموعة من المجسات المتطورة حيث تجمع ما بين الرادار القتالي والكاميرات الكهربية البصرية و كاميرات الاشعة تحت الحمراء والليزر وهذه المجسات توفر صورة جيدة للاشخاص على الارض في اي وقت مع القدرة على التمييز بين الاطفال والكبار.