وزير الأوقاف دافع عنه ومفكرون طالبوا بانسحابه من المؤتمر
آراء متباينة لعلماء الدين حول ظهور شيخ الأزهر مع شيمون بيريز

محمد حميدة من القاهرة: ما بين مؤيد ومعترض انقسم رجال دين ومفكرون حول مشاركة شيخ الأزهر لمائدة واحدة مع الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز وحاخامات يهود في مؤتمر حوار الأديان الذي عقد مؤخرًا في كازاخستان . ففي الوقت الذي دافع فيه الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف المصري عن ظهور شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي بجوار بيريز في المؤتمر قائلاً إنهما كانا على مائدة مستديرة جمعت كل المشاركين، ومن بينهم الوفد الإيراني،إلا ان رجال دين آخرين أبدوا رفضهم لمشاركة الأزهر في المؤتمر مشيرين الى انهم لو كانوا مكانه لانسحبوا من المؤتمر نظرًا لعدم وجود مبرر لحضوره حيث انه رجل سياسة وليس رجل دين.

وأكد الدكتور عبد المعطى بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية في تصريحات انه لو كان مكان شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي لانسحب من المؤتمر،مشيرًا إلى أنه كان سيجد لنفسه مبررًا لعدم الجلوس مع بيريز الذي تعتبر يديه ملطخة بدماء الفلسطينيين،وطالما انه يصر على مراوغة الفلسطينيين وعدم الانسحاب من الاراضي الفلسطينية.

وتساءل الدكتور عبد المعطي عن quot;سبب حضور رجل سياسة في مؤتمر خاص بحوار الأديان ويحضره رجال دين فقط، ولاسيما انه رجل صهيوني تغتصب بلاده الأرض والعرض وتسفك دماء الفلسطينيين بدم بارد بآلة عسكرية جبارةquot;.

بيد ان الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف أكد في تصريحات على هامش افتتاح معسكر أبي بكر الصديق بالإسكندرية الذي اقامه المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية أن حاخامات إسرائيل حاولوا مصافحة شيخ الأزهر في المؤتمر ، إلا أن الشيخ تجاهلهم، بينما لم يجد ما يستنكر جلوس طنطاوي وبيريز على منصة واحدة في المؤتمر، وقال زقزوق quot;وإيه يعنى لو جلس شيخ الأزهر بجوار بيريز، هو لم يتحدث معه واللقاء كان على رؤوس الأشهادquot;.

وقد طالب سبعة نواب في مجلس الشعب بمساءلة فضيلة الإمام الأكبر وعزله من رئاسة الأزهر، مشيرين إلى أنها تأتي قبل أقل من عام على المصافحة الشهيرة بينه وبين بيريز في مؤتمر مماثل في نوفمبر/تشرين ثان الماضي، والتي أثارت ضجة كبيرة في الشارع المصري والعربي وتسببت في إصابة شيخ الأزهر بالتهابات في الأعصاب ودخوله على أثرها مستشفى وادي النيل.

ومن جانبه قال امين شهاب كاتب اسلامي ان مقاطعة مؤتمر ما يجب ان تتم وفق اعتبارات مدروسة لكن وجه الاعتراض على بيريز يأتي من واقع انه رجل سياسة وليس رجل دين، فمن الجائز ان أقابل رجل دين يهوديًا وخاصة لو كان هناك مبرر لذلك مثل الاجتماع في مؤتمر يتعلق بشؤون الدين لكن لماذا اجلس مع رجل سياسة فى مؤتمر عن الاديان ؟. وقال ان الالتزام بالسياسة العامة للدولة لا تحتم على شيخ الأزهر التوافق معها في هذا الشأن وخاصة ان بيريز رجل سياسة وليس رجل دين .