سريناغار: دعا زعيم انفصالي في كشمير السبت الولايات المتحدة الى حل النزاع في هذه المنطقة في جبال الهيمالايا والمقسمة بين الهند وباكستان، في ما يبدو انه دعوة الى وساطة جديدة قد لا ترغب فيها نيودلهي.

وقال مرويز عمر فاروق رئيس مؤتمر كل احزاب الحرية (تجمع احزاب كشميرية انفصالية) quot;ان قضية كشمير ليست مسالة دينية، ولا علاقة لها بالارهاب او التطرف. انها قضية نزاع سياسي، وعلى الولايات المتحدة ان تقوم بدور لدفع الهند وباكستان الى تسويتهquot;.

وكان فاروق يتحدث في حين تقوم وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بزيارة الى بومباي حيث دعت العالم الى القضاء على الارهاب وحيت ذكرى ضحايا اعتداءات تشرين الثاني/نوفمبر 2008 التي اوقعت 174 قتيلا ونسبت الى مجموعة اسلامية باكستانية ناشطة في كشمير.

وتشكل كشمير المقسمة منذ 60 عاما الى قسمين، نقطة خلاف بين الهند وباكستان، وتسببت بنشوب حربين من اصل ثلاث حروب بين quot;الاخوة الاعداءquot; في جنوب اسيا. وتشهد المنطقة الهندية ذات الغالبية المسلمة اعمال عنف منذ انطلاق التمرد الانفصالي العام 1989 الذي تخوضه مجموعات اسلامية مسلحة تقاتل ضد quot;الاحتلال الهنديquot;.

وقد ادى هذا النزاع الى مقتل نحو 47 الف شخص في غضون 20 عاما.

وتقيم الولايات المتحدة علاقة تحالف مع كل من الهند وباكستان، وقد دعا الرئيس باراك اوباما في حملته الانتخابية نهاية العام 2008 الى تسوية ملف كشمير.

ووفقا لسياسة واشنطن الخارجية الجديدة التي تبحث عن حل شامل للازمات في جنوب اسيا (التوتر بين الهند وباكستان، كشمير، الحرب في افغانستان، التمرد والارهاب الاسلاميان في باكستان)، فقد عين اوباما ريتشارد هولبروك مبعوثا خاصا لباكستان وافغانستان.

وكانت نيودلهي طلبت عدم ادراج قضية كشمير في جدول اعمال هولبروك، رافضة اي تدخل خارجي في ما تعتبره شانا هنديا باكستانيا.

الا ان مرويز اكد ان لا سلام في جنوب اسيا quot;من دون حل مسالة كشمير المركزيةquot;.

هيلاري في الهند

هذا ودعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون التي زارت بومباي السبت، العالم الى مكافحة الارهاب ووجهت تحية في ذكرى ضحايا الهجمات الاسلامية التي طاولت العاصمة الاقتصادية للهند في تشرين الثاني/نوفمبر.

وتزور كلينتون الهند منذ الجمعة بهدف تعزيز الشراكة مع عاشر قوة اقتصادية عالمية باتت لاعبا اساسيا في قضايا النووي وتحرير التجارة والتبدل المناخي.

وزارت الوزيرة الاميركية الفندقين اللذين قضى فيهما 31 شخصا جراء الهجمات التي وقعت بين 26 و29 تشرين الثاني/نوفمبر ونفذتها مجموعة اسلامية باكستانية مستهدفة ايضا فنادق ومطعما ومحطة للسكة الحديد ومركزا يهوديا ما اسفر عن مقتل 174 شخصا.

وربطت بين هذه الاعتداءات وهجمات 11 ايلول/سبتمبر وتلك التي نفذت في جاكرتا الجمعة، قائلة quot;لقد انطبعت هذه الاحداث في ذاكرتنا الجماعيةquot;.

واضافت ان quot;تفجيري جاكرتا امس اعادا تذكيرنا بصورة مؤلمة بأن تهديد العنف المتطرف لا يزال حقيقيا. انه عالمي، وشرس ومدمرquot;.

وتابعت quot;فلننقذ العالم من الكراهية والتطرفquot;.

واكدت كلينتون ان quot;الولايات المتحدة ستعمل مع الحكومة الهندية وحكومة اندونيسيا وغيرها من الدول والشعوب من اجل تحقيق السلام والامن ومواجهة هؤلاء المتطرفينquot;.

والارهاب في جنوب شرق اسيا موضوع ستبحثه كلينتون الاثنين في نيودلهي مع رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ ووزير الخارجية اس ام كريشنا.

وتنسب الهند اعتداءات بومباي الى مجموعة عسكر طيبة الاسلامية الباكستانية بالتواطؤ مع الاستخبارات العسكرية في اسلام اباد. وتسببت تلك الهجمات بتجميد عملية السلام الشاقة التي بدأت في كانون الثاني/يناير 2004 بين الهند وباكستان.

واقرت باكستان بان اعتداءات بومباي تم التخطيط لها quot;جزئياquot; داخل اراضيها.

والتقى سينغ نظيره الباكستاني يوسف رضا جيلاني في مصر الاسبوع الماضي، واتفقا على محاربة التطرف، لكن الهند نبهت الى ان جهود السلام ستبقى معلقة حتى التخلص من الخلايا الارهابية الاسلامية الناشطة في باكستان.

ونفت كلينتون ان تكون ادارة الرئيس باراك اوباما تمارس ضغوطا على الهند من اجل تسوية خلاقاتها وتطبيع علاقاتها مع باكستان حتى تتفرغ الاخيرة لمكافحة التمرد الاسلامي على حدودها مع افغانستان، الامر الذي يشكل اولوية بالنسبة للولايات المتحدة.

وقالت ان quot;الولايات المتحدة تدعم بشكل كبير الخطوات التي تتخذها الحكومتان ولكننا لا نشارك او ندفع باتجاه اتخاذ موقف معينquot;.

في هذا الوقت، حض زعيم انفصالي في كشمير واشنطن على تسوية النزاع في هذا الاقليم المنقسم بين الهند وباكستان، الامر الذي لا ترغب نيودلهي فيه.

وتسعى كلينتون ايضا مع الهند الى تعاون اكبر حول العديد من المسائل الدولية: التبدل المناخي والانتشار النووي وتحرير التجارة العالمية، وخصوصا بعد خلافات هندية اميركية العام 2008 حول دورة الدوحة ومنظمة التجارة العالمية.

وقالت اوساط الوزيرة الاميركية انها تامل باعلان اسمي الموقعين اللذين اختارتهما الهند لاقامة محطتين نوويتين اميركيتين. ووقع البلدان في تشرين الاول/اكتوبر اتفاق تعاون في المجال النووي المدني، ما كرس تقاربا تاريخيا بينهما بعد توتر ابان الحرب الباردة وخلال التجارب النووية الهندي بين العامين 1974 و1998.