واشنطن:وعدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاثنين بأن تبذل الولايات المتحدة ما في وسعها لتحرير الجندي الاميركي الاسير في افغانستان الذي بثت حركة طالبان شريطًا عنه الاحد. وصرحت كلينتون التي تقوم حاليًا بزيارة الى الهند لقناة ايه بي سي التلفزيونية quot;نحاول بذل كل ما في وسعنا لتحديد مكانه والافراج عنهquot;. واعتبرت الوزيرة الاميركية خطف الجندي بوي برغدال (23 سنة) في الثاني من تموز/يوليو في جنوب شرق افغانستان بأنه quot;مشينquot;.

وقالت quot;انه دليل على اليأس وتصرف اجرامي من طرف تلك الحركات الارهابية. سنبذل كل ما في وسعنا لاستعادتهquot;. وبثت حركة طالبان لاول مرة الاحد شريط فيديو ظهر فيه برغدهال وهو يدعو الى حسب القوات الاجنبية من البلاد في رسالة اقرت واشنطن بصحتها ونددت بها على انها عملية quot;دعائيةquot;. ومن ناحيته، قال وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس الاثنين في واشنطن quot;لن يوفر قادتنا اي جهد من اجل العثور على هذا الجندي الشابquot; مضيفا انه quot;مشمئز شخصيًا من الاستغلال الذي يتعرض له هذا الجندي الشابquot;.

وقد بثت حركة طالبان ليل السبت الاحد شريط فيديو، هو الاول من نوعه، يظهر جنديًا اميركيًا خطفته في جنوب افغانستان يدعو فيه الى سحب القوات الاجنبية من افغانستان، في تسجيل اكد الجيش الاميركي صحته واعتبره عملية quot;دعائيةquot;.

وفي هذا الشريط، الذي تبلغ مدته 28 دقيقة والذي ابلغ المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد احد مراسلي وكالة فرانس برس بعنوانه على الانترنت، يظهر الجندي الشاب حليق الرأس مع لحية خفيفة وهو يرتدي قميصًا افغانيًا طويلاً ازرق يجلس متربعًا على وسادات.

وفي واشنطن اوضح البنتاغون ان الرهينة هو الجندي بو بيرغدال (23 عامًا).

وهو اول جندي اميركي يأسره متمردو طالبان منذ بداية الغزو الاميركي لافغانستان في نهاية 2001.

واوضح الرهينة ان عمره 23 عامًا وانه من ولاية ايداهو الاميركية ويعمل في قاعدة في ولاية بكتيكا (جنوب شرق).

واجاب الجندي باللغة الانكليزية على اسئلة طرحها عليه رجل لم يظهر في التسجيل، وقال quot;لقد اسرت خارج القاعدة. كنا خلف دورية عندما اسرتquot;. وتتناقض هذه الشهادة مع ما كان اعلنه الجيش الاميركي من ان الجندي اسر ليلاً بعد ان غادر قاعدته برفقة جنود افغان.

ورفض المتحدث باسم البنتاغون بريان وايتمان اعطاء المزيد من التفاصيل موضحًا فقط ان الجندي لم يخطف خلال عمليات عسكرية.

على صعيد آخر، اعلن مسؤولون عسكريون اميركيون ان الجيش الاميركي يدرس امكانية اعادة النظر في ظروف الاعتقال في سجن بغرام الاميركي بافغانستان كي لا تساهم التجاوزات في زيادة شعبية المنظمات الارهابية.

ورفع الجنرال دوغلاس ستون المعروف عنه انه كلف اعادة رسم ممارسات الاعتقال في العراق، تقريرًا الى وزير الدفاع روبرت غيتس والى قائد الجيوش الاميركية مايكل مولن.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز افادت الاثنين ان تقريرًا عسكريًا اميركيًا دعا الى اعادة النظر في ظروف الاعتقال في سجن بغرام الاميركي في افغانستان.

واكدت الصحيفة استنادًا الى مسؤولين لم تذكر هويتهم ان الاميرال مايك مولن قائد اركان الجيوش الاميركية وجه رسالة سرية الى المسؤولين العسكريين طالبًا منهم تكثيف الجهود لتوعية رجالهم بأهمية معاملة المساجين كما ينبغي.

ويوصي هذا التقرير الذي لم ينشر بعد بفصل السجناء الذي يعتبرون مقاتلين معتدلين عن المتطرفين، حسب ما قال بيل سبيكس، المتحدث باسم القيادة الوسطى في الجيش الاميركي التي تتبع لها افغانستان.

وقال سفير افغانستان في الولايات المتحدةسعيد جواد quot;نحن دائما نؤيد اعادة النظر في نظامquot; السجون.

واضاف سبيكس ان quot;الهدف من التقرير هو بحث سياسة الاعتقال المتعلقة بالتصدي للتمرد (طالبان) والتأكد من انها غير منتجة وانها لا تقدم وسائل للمتطرفين من اجل التجنيد وخلق شبكات والتخطيط لعملياتquot; ارهابية.

ومن بين التوصيات، يقترح الجنرال ستون توفير التأهيل المهني للسجناء الاكثر اعتدالاً من اجل اعادة دمجهم في المجتمع، حسب ما قال مسؤول اميركي فضل عدم الكشف عن هويته.

ويضم سجن بغرام الواقع في القاعدة الاميركية التي تحمل نفس الاسم، شمال كابول، حوالى 600 سجين يشتبه في انهم ارهابيون. وسوف يستبدل خلال الخريف المقبل بسجن اخر.

وتنوي واشنطن بالمقابل المساعدة على تمويل سجن جديد يديره الافغان بانفسهم ويخصص للمتطرفين المعتقلين حاليًا في السجون الافغانية التي تفتقر الى ادنى التجهيزات. واضاف المصدر ان الولايات المتحدة ستشارك في تأهيل حراس سجون ومدعين عامين وقضاة افغان.

وفي المرسوم الذي وقعه لاغلاق سجن غوانتانامو في كانون الثاني/يناير 2010، امر الرئيس الاميركي باراك اوباما بمراجعة كاملة لسياسة اعتقال الارهابيين. وسيرفع اليه تقرير بهذا الخصوص اليوم الثلاثاء ولكن قد يتم تأجيله، حسب الصحف الاميركية.