أنقرة: قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان يوم الاربعاء ان حكومته تعمل لاعداد خطوات تهدف الى حل المشكلة الكردية التي أشاعت العنف والفقر على مدى عقود في جنوب شرق البلاد.
وجاء هذا الاعلان في أعقاب توقعات محللين بأن أنقرة ستكشف النقاب عن اصلاحات خلال شهر لتحبط quot;خريطة طريقquot; بخصوص المشكلة يتوقع أن يعلنها في 15 أغسطس اب عبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون.

وقال اردوغان خلال مؤتمر صحفي قبل أن يتوجه لزيارة سوريا quot;سواء سميناها المشكلة الكردية أو مشكلة الجنوب الشرقي أو المشكلة الشرقية أو سميناها المبادرة الكردية فقد بدأنا العمل بخصوص هذا الامر.quot;
ولم يحدد موعدا لاعلان الخطة ولا الاصلاحات التي قد تتضمنها لكنه قال ان وزارة الداخلية تناقش الخطوات التي يمكن اتخاذها مع قيادة الجيش ووكالة المخابرات الوطنية ووزارات أخرى.

كما ستجري مشاورات بخصوص الموضوع مع أعضاء البرلمان من جنوب شرق البلاد الذي يغلب الاكراد على سكانه وستعلن الخطة بعد تقييم نهائي ستجريه الحكومة.
ووسعت حكومة حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه اردوغان والتي تواجه ضغطا من الاتحاد الاوروبي الذي تسعى تركيا للانضمام إليه نطاق الحقوق السياسية والثقافية لاكراد البلاد البالغ عددهم 12 مليون نسمة والذين يشكون منذ زمن طويل من تمييز الدولة التركية ضدهم.

وأشار اردوغان مجددا في المؤتمر الصحفي الى اجراءات لفتح أقسام للغة والاداب الكردية في الجامعات التركية ولاستكمال قناة تلفزيونية حكومية ناطقة باللغة الكردية أطلقت في مطلع العام الجاري. ولم يذكر أي اصلاحات أخرى محتملة.
وحمل حزب العمال الكردستاني بزعامة أوجلان السلاح في وجه الدولة عام 1984 سعيا الى حكم ذاتي للاكراد في جنوب شرق تركيا. وقتل زهاء 40 ألف شخص في الصراع.

وقال محللون سياسيون لرويترز هذا الاسبوع ان الحكومة ستحرص على العمل قبل 15 أغسطس اب لتفادي اعطاء انطباع بأن أوجلان يأخذ زمام المبادرة بخصوص القضية.
وكان محامو أوجلان اتصلوا بأكاديميين وصحفيين هذا الشهر لاستطلاع اراءهم بخصوص quot;خريطة الطريقquot; التي يعدها ويستعد لاعلانها يوم 15 أغسطس اب في الذكرى الخامسة والعشرين لاول هجوم مسلح نفذه حزب العمال الكردستاني.

واعتقل أوجلان عام 1999 وهو محتجز انفراديا في سجن باحدى الجزر. ويرجح أن ترفض الحكومة اقتراحاته لانهاء الصراع الذي خرب الاقتصاد في جنوب شرق تركيا المتاخم لسوريا والعراق وايران.

وقالت تركيا عضو حلف شمال الاطلسي مرارا انها لن تتفاوض مع جماعة تصفها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وتركيا نفسها بأنها منظمة ارهابية.
ومما يشير الى حساسية الموضوع أن اردوغان دعا النواب أعضاء حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي اليه الى تفادي أي تعلقيات يمكن أن تقوض وحدة الحكومة. وقال ان ذلك من شأنه أن يخدم مصالح الذين يسعون الى تقسيم البلاد في اشارة الى حزب العمال الكردستاني.