لندن : سعى رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون يوم الاربعاء الى تخفيف مخاوف البريطانيين بشأن ارتفاع عدد الجنود القتلى في افغانستان قائلا ان القوات البريطانية لديها كل العتاد الذي تحتاجه للنجاح في المعركة.
وقال قادة الجيش انهم بحاجة الى المزيد من القوات والعتاد مثل طائرات الهليكوبتر والعربات المدرعة لتقليص الخسائر البشرية في الصراع مما يترك الحكومة عرضة لاتهامات بانها تتبع استراتيجية خاطئة وتعرض حياة الجنود للخطر.

وزادت متاعب براون عندما قال مارك مالوك براون وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية يوم الاربعاء ان الجنود البريطانيين في افغانستان بحاجة الى المزيد من طائرات الهليكوبتر رغم انه نفى انه ينتقد الحكومة.
وأظهر استطلاع للرأي اجرته مؤسسة بوبيلوس ونشر في صحيفة التايمز يوم الاربعاء ان ثلثي الاشخاص الذين شملهم الاستطلاع يعتقدون ان الجنود البريطانيين يقتلون او يصابون بسبب مشاكل العتاد. وقالت نسبة مماثلة انه يتعين على بريطانيا ان تسحب قواتها بسرعة.

وزادت بريطانيا عدد قواتها في افغانستان الى حوالي 9150 من 8100 جندي هذا العام وشنت هجوما في الجنوب في محاولة لطرد مقاتلي طالبان وتحسين الامن قبل انتخابات الرئاسة المقرر اجراؤها في 20 اغسطس اب.
وتخطط بعد ذلك لخفض مستويات القوات الى 8300 جندي على الرغم من ان المزيد من طائرات الهليكوبتر والمعدات الاخرى في طريقها الى افغانستان. واشار قادة الجيش الى ان مستويات الجنود ربما تكون بحاجة الى ان تظل أعلى من ذلك لفترة أطول الى ان يتمكن الجيش الافغاني من الاضطلاع بالمزيد من المسؤولية.

وفي مسعى لاظهار المعدات التي يحصل عليها الجنود في الخطوط الامامية اخذت وزارة الدفاع الصحفيين الى معسكر يوم الاربعاء حيث استعرضت كتيبة ستنشر في وقت لاحق من العام الجاري طائرات الهليكوبتر والعربات المدرعة.
وقال بيل راميل وزير الدولة لشؤون القوات المسلحة رافضا القضية المثارة بشأن نقص طائرات الهليكوبتر quot;هذه ليست حكومة تحرم جيشها من الموارد.quot;

وفيما يتعلق بالقوات قال ان الحكومة quot;اوضحت بجلاءquot; انها ستجعل عدد القوات موضع مراجعة دائمة ولم يستبعد احتمال نشر المزيد في المستقبل.
ومع انخفاض شعبيته في استطلاعات الرأي قبل اقل من عام على الانتخابات واجه براون انتقادات مستمرة بشأن القيادة هذا العام توجت بمحاولة فاشلة للاطاحة به بينما عانى حزب العمال هزيمة كبيرة في الانتخابات الاوروبية في يونيو حزيران.

ولم ينته الامر عند ذلك. بل ان حكومة حزب العمال تحملت عبء السخط الشعبي بسبب فضيحة نفقات والان افغانستان حيث زاد عدد القتلى البريطانيين مؤخرا عن عدد اولئك الذين قتلوا في غزو العراق واحتلاله على مدى خمس سنوات.
ولعبت مشاركة بريطانيا في العراق دورا كبيرا في تحويل الرأي العام عن توني بلير سلف براون والذي تنحى في 2007. وتهدد المزيد من الخسائر في افغانستان بخفض معدلات شعبية براون الى مستويات ادنى.

وفقدت بريطانيا 187 جنديا في افغانستان بعد ثماني سنوات من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة مقارنة مع 179 في العراق.
وهذا الشهر قتل 18 جنديا من بينهم ثمانية في يوم واحد. وكان غالبيتهم ضحايا لقنابل زرعت على الطرق.

وبرزت فجوات بين ما تعتقد الحكومة التي تواجه ضغوطا في الميزانية انه كاف وما يقول القادة العسكريون انهم يريدونه وهو انقسام ادى الى زيادة الغضب الشعبي.

وقال براون ان المزيد من طائرات الهليكوبتر لن تنقذ حياة الجنود.

واضاف قائلا quot;فيما يتعلق بالعملية التي نضطلع بها الان لدينا طائرات الهليكوبتر التي نحتاجها.quot;

ومضى قائلا quot;تحدثت للتو الي شخص على الارض قال انه سواء شئنا ام أبينا فان طائرات الهليكوبتر لم تكن لتؤثر في فقدان الارواح الذي واجهناه.quot;

لكن مع وجود اقل من عشر طائرات هليكوبتر للنقل الثقيل فان قدرة بريطانيا على النقل الجوي محدودة للغاية مقارنة بالولايات المتحدة التي لديها تقريبا نفس العدد من الجنود في جنوب افغانستان لكن مع اربعة اضعاف طائرات الهليكوبتر.