بغداد، طهران: نفت الحكومة العراقية يوم الاربعاء أن يكون أي منفيين ايرانيين قد قتلوا في اشتباكات مع قوات أمنية عندما سيطروا على معسكرهم ولكن سكانا قالوا ان ثمانية قتلوا ووزعوا صورا للجثث، وسيطرت قوات عراقية يوم الثلاثاء على معسكر أشرف الى الشمال من بغداد الذي ظل يأوي لمدة 20 عاما أعضاء في جماعة مجاهدي خلق الايرانية.
وقال بزهد سفاري وهو من سكان أشرف ويعمل محاميا ان القوات داهمت المعسكر وأطلقت النار على الكثير من الناس أو ضربتهم مما أسفر عن مقتل ثمانية واصابة 500. وأضاف أنه ألقي القبض على كثيرين اخرين، وتقول الحكومة العراقية انها ستغلق المعسكر وتعيد 3500 هم سكان المعسكر الى ايران أو الى دولة ثالثة.
وقال علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة quot;التقرير الصباحي لهذا اليوم (الاربعاء) هو لا يوجد اي قتيل بين افراد منظمة مجاهدي خلقquot;، وأضاف أن بعض السكان هاجموا الشرطة بمدي وحجارة. وأردف قائلا quot;الشرطة عندها أوامر ان لا تضرب بأي اطلاق حي ولا تستخدم أي شيء.quot;
وأظهرت لقطات تلفزيونية وصور حصلت رويترز عليها من أحد سكان المعسكر ثلاث جثث أصيبت بطلقات نارية واضحة وسكانا اخرين مصابين بجروح شديدة بالرأس. ومن المستحيل التحقق من المكان الذي التقطت فيه تلك الصور أو وقتها.
وفي مؤتمر صحافي عقد ببغداد قال قائد القوات الأميركية في العراق اللفتنانت جنرال تشارلز جاكوبي انه لم تكن هناك قوات أميركية قرب المعسكر وانه لم يعلم أن القوات العراقية كانت تخطط لشن عملية هناك، ورفض الفريق الركن علي غيدان قائد القوات البرية العراقية استدراجه الى مسألة وقوع قتلى في معسكر أشرف قائلا انه سينتظر تقريرا من قادته.
الى ذلك، اعلنت مصادر طبية عراقية وفاة اثنين من الشرطة الاربعاء اثر اصابتهما بجروح امس الثلاثاء خلال المواجهات مع انصار مجاهدي خلق الايرانية المعارضة في منطقة اشرف حيث يسود هدوء حذر حاليا. وقال الطبيب عبدالله التميمي من مستشفى الخالص قرب مخيم اشرف، ان quot; اثنين من عناصر الشرطة توفيا اليوم متاثرين بجروحهماquot;، واضاف quot;احدهما تلقى ضربة في راسه ادت الى نزيف في الدماغ، في حين تلقى الاخر طعنة من حربة في رقبته اسفرت عن قطع شريان كبيرquot;.
الى ذلك، اشارت مصادر عراقية الى مفاوضات تولاها قائد شرطة محافظة ديالى اللواء عبد الحسين الشمري ليل الثلاثاء الاربعاء للتوصل الى اتفاق يقضي بانسحاب قوات مكافحة الشغب بعد المواجهات التي دارت امس ليتولى الجيش المسؤولية، لكن لم يتسن التاكد من التوصل الى ذلك.
من جهته، افاد مراسل فرانس برس قرب الموقع ان الشرطة والجيش لا يزالان داخل اشرف التي تبعد اكثر من مئة كلم شمال بغداد، ويقيم حوالى 3500 ايراني من انصار المنظمة في معسكر اشرف في ناحية العظيم (100 كلم شمال بغداد) بينهم نساء واطفال.
من جهة اخرى، اكدت المصادر ارتفاع حصيلة جرحى اشتباكات الامس الى ثلاثمئة ايراني بينهم 25 امراة، و110 من قوات الامن العراقية من شرطة وجيش، وتم اجلاء الجرحى الايرانيين الى مستشفى اشرف فيما تلقى جرحى قوات الامن العراقية العلاج في مستشفيات حكومية في المحافظة، وفقا للمصادر.
لكن المتحدث باسم مجاهدي خلق شهريار كيا اعلن quot;مقتل ستة اشخاص واصابة 385 اخرين بجروحquot;، الا ان المصادر العراقية الرسمية تنفي ذلك، وكان مصدر امني عراقي اكد امس اصابة مئتي ايراني و60 من عناصر الامن العراقي عندما اقتحمت قوات من الجيش والشرطة معسكر منظمة quot;مجاهدي خلقquot; المقيمة في العراق منذ 22 عاما، وادى اقتحام قوة قوامها الف عسكري الثلاثاء الى اندلاع مواجهات بالسلاح الابيض.
يذكر ان القوات الاميركية اقدمت بعد الاجتياح العام 2003 على نزع اسلحة مجاهدي خلق وتم نقل السلطات في محيط المخيم الى القوات العراقية قبل ثلاثة اشهر، وتحاول الحكومة العراقية منذ مدة طويلة اغلاق المخيم والتوصل الى حل للمقيمين بداخله اما بعودتهم الى ايران او عبر نقلهم الى اماكن في عمق الصحراء او الى بلد ثالث لكن الامور بقيت على حالها.
وقد شطبت منظمة مجاهدي خلق اواخر كانون الثاني/يناير الماضي من لائحة الاتحاد الاوروبي للمنظمات الارهابية ودانت الحكومة الايرانية بشدة هذا القرار، وتأسست مجاهدي خلق في 1965 بهدف اطاحة نظام شاه ايران، وبعد الثورة الاسلامية في 1979 عارضت النظام الاسلامي. وتتهم السلطات الايرانية مجاهدي خلق بالخيانة لتحالفها في الثمانينات مع نظام صدام حسين خلال الحرب بين البلدين، والمنظمة هي الجناح المسلح للمجلس الوطني للمقاومة في ايران، ومقره فرنسا، الا انها اعلنت تخليها عن العنف في حزيران/يونيو 2001.
وفي حين أن مسؤولين عراقين يصرون على أنهم يحترمون حقوق هؤلاء المعارضين يتهم سكان المعسكر القوات العراقية بفرض حصار عليه ومنع دخول الاطعمة والادوية اليه أحيانا.
هذا ورحب رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني الاربعاء باستعادة القوات العراقية السيطرة على معسكر منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة، ونقلت وكالة مهر عن لاريجاني قوله ان quot;تحرك الحكومة العراقية موضع ترحيب ولو جاء متأخراquot;، من جانبه طالب حسين صبحاني نيا العضو في لجنة الامن القومي في البرلمان، الحكومة العراقية بتسليم طهران افراد هذه المجموعة لمحاكمتهم quot;للجرائم التي ارتكبوهاquot;.
التعليقات