20 متظاهرا سيحاكمون بتهمة المساس بالأمن في إيران

طهران، لندن: انتقد رجل الدين الايراني المنشق آية الله حسين علي منتظري الاربعاء، المسؤولين الايرانيين لوفاة متظاهرين في السجون، وذلك في رسالة وجهها الى ثلاثة من قادة المعارضة، وقال منتظري في الرسالة الى مسؤولي المعارضة ان quot;المعتقلين في السجون يتم اجبارهم على الادلاء باعترافات تحت التعذيب، وكل يوم تسلم جثة لاهلهاquot;.

وكان المرشحون الخاسرون في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 12 حزيران/يونيو، مير حسين موسوي ومهدي كروبي والرئيس السابق محمد خاتمي، طلبوا من الشخصيات الدينية في مدينة قم وبينهم منتظري، التدخل لادانة quot;القمعquot; بحق المعتقلين الذين تم توقيفهم بعد الاضطرابات عقب الانتخابات المثيرة للجدل والتي اعيد فيها انتخاب الرئيس محمد احمدي نجاد.

وذكرت الصحف في الايام القليلة الماضية ان اربعة متظاهرين موقوفين توفوا في السجن. واكدت السلطات ان اثنين منهم توفيا اثر اصابتهما بالتهاب السحايا. وفي الرسالة التي حملت لهجة حادة، سأل النائب السابق للامام الخميني مؤسس الجمهورية الاسلامية والذي تم عزله، السلطات الايرانية quot;ما الجريمة التي ارتكبوها فهم لم يفعلوا الا التظاهر سلميا ضد المخالفات الكبيرة والتزوير في الانتخاباتquot;. وكتب quot;هل انشاء حرس الثورة والميليشيا الاسلامية (الباسيج) كان الهدف منها قتل الاخوة وقمع الناس؟quot;، واعرب عن quot;قلقه الكبيرquot; مطالبا المسؤولين باللجوء quot;الى العقلانية والشريعة الاسلامية قبل ان تتفاقم هذه الازمةquot;.

موسوي سيزور الخميس مقبرة ضحايا التظاهرات (موقع الكتروني)

الى ذلك، اعلن مير حسين موسوي ومهدي كروبي اللذان خسرا في الانتخابات الرئاسية في ايران انهما سيزوران الخميس مقبرة ضحايا تظاهرة 20 حزيران/يونيو، كما ذكر الاربعاء حزب quot;اعتماد مليquot; التابع لكروبي على موقعه الالكتروني.

وقال الموقع الالكتروني quot;بعدما رفضت وزارة الداخلية منح ترخيص لاقامة حفل تأبين بمناسبة الذكرى الاربعين لقتلى حوادث 20 حزيران/يونيو في المصلى الكبير في طهران (...) سيزور مير حسين موسوي ومهدي كروبي بعد ظهر الخميس مقبرة الضحايا للوقوف الى جانب عائلاتهم واحياء لذكراهمquot;.

وذكرت وكالات ايرانية ان السلطات ستبدأ السبت محاكمة حوالى عشرين quot;مشاغباquot; اوقفوا في تظاهرات الاحتجاج على اعادة انتخاب محمود احمدي نجاد رئيسا، فيما ظل الاخير الاربعاء هدفا لانتقادات معسكره، وتاتي هذه الهجمات من بعض quot;اصدقاءquot; احمدي نجاد بعد اسبوع على توليه السلطة، لتأخره في تنفيذ امر المرشد الاعلى للجمهورية آية الله علي خامنئي باقالة نائبه الاول المثير للجدل. وافادت وكالة الانباء الايرانية الرسمية (ايرنا) ان quot;المشاغبينquot; متهمون quot;بزعزعة النظام والامنquot; وquot;بالارتباط مع الخبثاءquot;، وهي التسمية التي يطلقها النظام على مجاهدي خلق، كبرى حركات المعارضة في المنفى.

كما اتهموا quot;بمحاولات تفجير عبوات، وحيازة الاسلحة النارية والقنابل اليدوية، ومهاجمة قوى الامن والميليشيات الاسلامية وارسال صور (التظاهرات) الى وسائل اعلام الاعداءquot;، واوقف مئات الاشخاص في تظاهرات احتجاج ضخمة ضد اعادة انتخاب الرئيس احمدي نجاد في 12 حزيران/يونيو، وما زال حوالى 200 شخص محتجزا بحسب عضو في لجنة مصير السجناء في مجلس الشورى.

واعلن المدعي العام قربان علي دري نجف ابادي الاربعاء ان جزءا كبيرا من المتظاهرين المحتجزين سيفرج عنه مع حلول يوم الجمعة، على ما نقلت وكالة الانباء العمالية ايلنا، وافرجت السلطات عن 140 متظاهرا موقوفا في الاسابيع المنصرمة، كما امر خامنئي باغلاق مركز احتجاز كهريزاك (جنوب طهران) حيث كان يحتجز متظاهرون، في بادرة لتخفيف التوتر. وطلب احمدي نجاد مساء الثلاثاء في رسالة الى رئيس السلطة القضائية آية الله محمود هاشمي شاهرودي الافراج عن المتظاهرين الذين لم توجه اليهم اتهامات خطيرة قبل 7 آب/اغسطس، ذكرى مولد الامام المهدي.

وبعد تعرض احمدي نجاد لانتقادات المعارضة التي تطلب الغاء نتيجة استحقاق 12 حزيران/يونيو، يتحتم عليه منذ اسبوع مواجهة هجمات متصاعدة من المعسكر المحافظ المتشدد، ودعت صحيفة quot;يا لثارات الحسينquot; الاسبوعية المحافظة المتشددة احمدي نجاد الى quot;تقديم اعتذارات الى الشعبquot; لانه تأخر في تنفيذ اوامر المرشد الاعلى.

وكان المحافظون دانوا بشدة تعيين الرئيس احمدي نجاد اسفنديار رحيم مشائي نائبا اول له، وهم مستاؤون من مشائي لتصريحه في 2008 ان ايران quot;صديقة للشعب الاسرائيليquot; وينتقدون احمدي نجاد لتأخره في تنفيذ امر المرشد الاعلى للجمهورية آية الله علي خامنئي باقالته.

وقالت الصحيفة quot;ادلينا باصواتنا لكم بسبب وفائكم الثابت للمرشد الاعلى لكننا رأينا في الاسابيع الاخيرة من تصرفات من قبلكم يثير الشكوك في كل ذلكquot;. كما انتقدت الصحيفة اقالة وزيري الاستخبارات والثقافة مشيرة الى انهما quot;معروفان بولائهما للمرشدquot;، واضافت quot;اذا استمر ذلك سنطلب منكم اعادة اصواتنا لنا لاننا لم نصوت لشخص بل لمبادىء الثورة والوفاء للمرشد الاعلىquot;.

من جهة اخرى، نشرت الصحف رسالة من جمعية المهندسين المسلمين المحافظة ذات النفوذ التي يرأسها محمد رضا باهونار نائب رئيس مجلس الشورى، وحذرت الرسالة احمدي نجاد من اي quot;اوهامquot; حول سبب فوزه في الانتخابات الرئاسية، موضحة انه جاء من وفائه للمرشد الاعلى فقط.

وقالت الرسالة ان quot;الاصدقاء الذين دعموكم والشعب وكل المحافظين يراقبون باهتمام سلوككم وخصوصا امران هما الخضوع التام للمرشد الاعلى والفاعليةquot;. كما انتقدت الجمعية قرار احمدي نجاد تعيين مشائي نائبه الاول، معتبرة اياه مؤشرا على عدم انصياعه للمرشد الاعلى، وطالبته quot;باثبات جدي لطاعته للمرشدquot;.

ومنذ 48 ساعة انضم التلفزيون الحكومي الى جوقة الاحتجاجات لانتقاد quot;التعيينات والصداقات الغريبة التي تربط بين احمدي نجاد واشخاص مثل مشائيquot;، على حد تعبير صحيفة quot;سرمايةquot;.

quot;العفو الدوليةquot; وعبادي تحذران..

من جهة أخرى، حذرت الأمينة العامة لمنظمة quot;العفو الدوليةquot; آيرين خان وناشطة حقوق الإنسان الايرانية الحائزة على جائزة نوبل للسلام شيرين عبادي في بيان مشترك اليوم الأربعاء، من أن التنصيب المنتظر لمحمود أحمدي نجاد رئيساً لولاية ثانية في ايران الأسبوع المقبل قد يشعل فتيل حملة قمع جديدة واسعة النطاق في البلاد.

وقالت خان quot;إن آلاف الأشخاص شاركوا في أكثر من 100 مدينة في مختلف أنحاء العالم في يوم عالمي للتحرك احتجاجاً على الاعتقالات والضرب والقتل الذي رافق محاولة السلطات الايرانية فرض نتائج الانتخابات المعلنة بالقوة، رغم كونها موضع خلاف على نطاق واسعquot;. وكانت الانتخابات الرئاسية الايرانية التي جرت في 12 حزيران/يونيو الماضي وفاز فيها أحمدي نجاد، شهدت مظاهرات واضطرابات احتجاجا على نتائجها، أوقعت قتلى وجرحى.

وقالت خان اليوم quot;ينبغي على الأمم المتحدة، على وجه الخصوص، أن تلعب دوراً أكثر تصميماً وحسماً، والمباشرة في تحقيق عبر آلياتها لحقوق الإنسان حول الانتهاكات التي تحدث في إيران، وجمع الأدلة التي يمكن استخدامها في يوم من الأيام لمحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكاتquot;.

من جابنها، قالت عبادي التي تزور لندن بدعوة من quot;العفو الدوليةquot;، انه quot;جرى القبض على زملائي بسبب عملهم من أجل تعزيز العدالة وحكم القانون ومن أجل الدفاع عن الحقوق الإنسانية للناس في إيران، وهم الآن يقبعون في السجن مثل آخرين كثر في بلادي بسبب وقفتهم من أجل القيم العالمية وحقوق البشر في حرية الرأي والتعبير وفي تسجيل المرء احتجاجه السلمي دونما خشية من الاعتقال أو الاعتداء على أيدي قوى مسلحة قوية مثل 'الباسيج'quot;، أي قوات التعبئة التابعة للحرس الثوري الايراني.

وأضافت عبادي التي حازت على جائزة نوبل لسلام عام 2003، quot;أن الناس في إيران بحاجة إلى الدعم الدولي أكثر من أي وقت مضى مع ما بدأ يتكشف على مسرح الأحداث من انقسامات سياسية في إيرانquot;.

ودعت إلى quot;الإبقاء على الاهتمام والضغط الدوليين وتشديدهما كي يكون لهما التأثير المطلوب على من يتخذون القرارات الحاسمة في طهرانquot;، ويقسم أحمدي نجاد اليمين الدستورية في 5 غسطس/آب المقبل في مجلس الشورى الاسلامي (البرلمان) بحضور رؤساء السلطات وكبار المسؤولين السياسيين والعسكريين في ايران.