بروكسل:يتولى الامين العام للحلف الاطلسي الجديد الدنماركي اندرس فوغ راسموسن مهامه رسميا الاثنين على خلفية مواجهة الحلف تحديات في افغانستان، ووسط اطلاقه اعادة نظر مهمة في دوره في المستقبل.
وسيتطلب هذا المنصب المعرض للانتقاد من الامين العام الجديد ان يثبت سريعا انه ليس في هذا المنصب ليشن حربا صليبية على العالم الاسلامي ولا لتحويل الحلف الاطلسي الى شرطة العالم، بحسب دبلوماسيين ومسؤولين في الحلف.

وتبدو المهمة حساسة بالنسبة الى هذا الليبرالي الدنماركي الذي دعم في اثناء توليه رئاسة وزراء بلاده، التدخل الاميركي في العراق ودافع عن حق الصحافة الدنماركية في نشر رسوم كاريكاتورية عن النبي محمد.
وبسبب هذه الصورة الاشكالية رفضت تركيا تعيينه في هذا المنصب في مرحلة اولى، قبل ان تعود لتوافق عليه.

واعتبرت انقرة ان تسمية راسموسن تشكل مجازفة قد تؤدي الى اتهام الحلف بمعاداة الاسلام في حين يكثف عملياته في افغانستان.
ولفت مسؤول رفيع في الحلف الاطلسي ان راسموسن التفت الى تركيا منذ تعيينه. وقال quot;قام بجولة على العواصم بدءا من انقرة، واتخذ السفير الدنماركي في تركيا حاليا جيسبر فار رئيسا لمكتبهquot;.

واضاف المسؤول ان quot;المشكلةquot; التي سيواجهها على الفور هي اقناع الحلفاء الاخرين بالقبول بوعود قطعت لانقرة.
ويبدو ان تركيا حصلت مقابل موافقتها، على تخصيص منصب انشئ حديثا لها وهو مساعد امين السر لشؤون شراكات الحلف الاطلسي.

وينطلق راسموسن وفي جعبته مكسب واحد على الاقل، وهو طي الصفحة العراقية التي هزت الحلف الاطلسي بقوة.
فسلفه الهولندي ياب دي هوب شيفر تولى منصبه في كانون الثاني/يناير 2004 عقب الازمة الكبرى التي ولدها اجتياح العراق، وquot;ساهم في تهدئة النفوسquot;، بحسب دبلوماسي.

وتحسن الوضع بشكل خاص مع عودة فرنسا التي ايدت ترشيح الدنماركي الى هيكلية الحلف العسكرية في اذار/مارس.
غير ان ملفا مهما ينتظر راسموسن، وهو العلاقات مع روسيا والتي تقسم الحلف.

فالدول التي قادت معارضة التدخل في العراق، اي فرنسا والمانيا وبلجيكا، هي نفسها التي تبدي التردد حيال ضم اوكرانيا وجورجيا الى الحلف الاطلسي، الامر الذي تدفع واشنطن ولندن باتجاهه.
واعيد مؤخرا احياء شراكة الحلف الاطلسي-روسيا بعد انقطاعها لفترة وجيزة نتيجة النزاع الروسي الجورجي في اب/اغسطس 2008.

ويتولى راسموسن الامانة العامة في وقت يطلق الحلف الاطلسي نقاشا حول quot;مفهوم استراتيجيquot; جديد يفترض ان يحدد اطر عمله في السنوات المقبلة.
ويفترض ان تنتهي صياغة هذا النص المرجعي مع نهاية 2010. وحتى ذلك الموعد تبدو النقاشات المقبلة شاقة بين المصرين على الدور quot;العالميquot; للحلف، على غرار الولايات المتحدة، وبين المتمسكين بوضعه التقليدي كحلف عسكري اقليمي، على غرار فرنسا والمانيا.

وهنا ايضا تتابع روسيا النقاشات بحذر. فمساعد الامين العام لمجلس الامن الروسي فلاديمير نازاروف قالها للحلفاء في 22 تموز/يوليو: على الحلف الا يطمح للعب دور quot;شرطي العالمquot;.
غير ان راسموسن ليس متوهما حيال صعوبة مهمته. ففي صفحته على موقع فيسبوك، اشار في 21 حزيران/يونيو الى ان عطلته الصيفية في فرنسا في تموز/يوليو ليست مبالغة لانه كان quot;بحاجة ماسة الى الراحة قبل الغوص في البرنامج المثقلquot; الذي ينتظره.