نضال وتد من تل أبيب: فيما رفض ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التعقيب على إفتتاح المؤتمر السادس لحركة فتح في بيت لحم، فقد أشارت الصحف الإسرائيلية، إلى سيناريوهات تتحدث عن تشديد في لهجة السلطة الفلسطينية وحركة فتح مع إبراز مشاركة أعضاء كنيست عرب في المؤتمر، وتحديدا كلمة عضو الكنيست أحمد الطيبي ودعوته إلى إزالة المستوطنات كليا. إلى ذلك أبرزت يديعوت أحرونوت وهآرتس مقابلات مع عضو المؤتمر خالد أبو أصبع الذي شارك في العملية الفدائية عام 1978 مع دلال المغربي، وأسفرت عن مصرع 35 إسرائيليا، وكان هو أحد الناجين منها، وأطلق سراحه من الأسر في صفقة أحمد جبريل.

إلى ذلك توقفت الصحف الإسرائيلية عند خطر الانشقاق الذي يهدد حزب العمل، بعد سيل من المواجهات بين معسكر إيهود براك، ومعسكر كعارضيه وعلى رأسهم السكرتير العام السابق للحزب عضو الكنيست، إيتان كابل. ونقلت الصحف الإسرائيلية، تصريحات براك أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست التي قال فيها إن الولايات المتحدة ستطرح قريبا مبادرتها لسلام إقليمي في المنطقة.

حزب العمل على وشك الانقسام

يعقد مؤتمر حزب العمل مساء اليوم في تل أبيب اجتماعا خاصا للتصويت على تعديل دستوره وفق طلب رئيس الحزب، إيهود براك في الوقت الذي يهدد فيه معارضوه بالانشقاق إذا ما تم إقرار التعديلات. فبالإضافة إلى أعضاء الكنيست المعارضين لبراك في الكنيست، فقد أعلن الوزيران يتسحاق هرتسوغ وأفيشاي برافرمان أنهما لا يعتزمان دعم براك.
وبحسب يديعوت أحرونوت فإنه إذا لم يتم التوصل إلى تسوية بين براك ومعارضيه، فسوف يصوت سبعة من ممثلي الحزب في الكنيست، من أصل 13 ضد اقتراح براك، مما يعني ضربة كبيرة لبراك، واقتراب الانشقاق من الحزب، خصوصا إذا ما قرر رئيس الكتلة، عضو الكنيست دانيل بن سيمون الانضمام إلى معسكر المعارضين الأربعة الذين يهددون بالانشقاق عن حزب العمل وهم : يولي تمير، وعمير بيرتس، وإيتان كابل وأوفير بينيس.

ويرى معارضو براك أن التعديلات التي يطالب براك بإقرارها تعني تحويله إلى دكتاتور يتمتع بصلاحيات مطلقة، فهو يطالب بأن يكون التنافس على قيادة الحزب فقط عشية الانتخابات العامة للكنيست، وليس بعد 14 شهرا من الانتخابات في حال مني الحزب بهزيمة، كما يطالب براك بصلاحيات رئيس المؤتمر ورئيس اللجنة المركزية للحزب، وبحقه بتحصين مقعدين على لائحة مرشحي الحزب في أماكن مضمونة، وإلغاء منصب السكرتير العام للحزب، وتعيين مدير عام يخضع لرئيس الحزب، وإلغاء جهاز الاستئناف القضائي للحزب.

وفي الوقت الذي نقلت فيه الصحيفة عن إيتان كابل قوله إن إقرار المؤتمر لاقتراحات براك سيعني زيادة عدد المعارضين له في الكنيست وإقناع عضوين آخري من أعضاء الحزب في الكنيست بالانضمام لكتلته حتى يتسنى لهم الانشقاق عن الحزب، فإن المقربين من براك واثقون من قدرة الأخير على إقناع الحزب بقبول اقتراحاته تماما مثلما نجح بإقناعه بالانضمام لحكومة نتنياهو.

فلسطين نظيفة من المستوطنين!

اختارت صحيفة يسرائيل هيوم، الجملة أعلاه التي وردت في كلمة عضو الكنيست، الدكتور أحمد الطيبي، نائب رئيس الكنيست أمام المؤتمر السادس لحركة فتح في بيت لحم عنوانا رئيسا لخبر امتد على صفحتين في تغطية مؤتمر فتح. وقالت الصحيفة، إن مؤتمر فتح باشر أعماله بعد عشرين عاما، على آخر مؤتمر عقد للحركة بمشاركة أكثر من 2000 مندوب جاءوا من كافة الدول العربية، وناقشوا إجراءات انتخاب قيادة جديدة للحركة، والمصادقة على برنامجها الجديد، لكن من خطف العرض الأساسي في أول أيام المؤتمر كان بالذات عضو الكنيست أحمد الطيبي، نائب رئيس الكنيست. فقد تمت دعوة كل من أعضاء الكنيست، أحمد الطيبي، ومحمد بركة، وطلب الصانع كضيوف شرف، واستقبلوا بحفاوة بالغة من قبل مندوبي المؤتمر الذين اصطفوا لمصافحتهم والحديث معهم.

وأشارت الصحيفة إلى أن الطيبي حظي بتصفيق عارم عندما أعلن في كلمته أمام المؤتمر أن العرب في إسرائيل هم جزء من الشعب الفلسطيني وأنه يؤمن بسلام يرتكز إلى مبدأ الدولتين، ثم حمل على المستوطنين مطالبا أن تكون أراضي الدولة الفلسطينية خالية من المستوطنين اليهودquot;. وقد دفعت أقوال الطيبي هذه بالصحافي والكاتب الإسرائيلي المخضرم، دان مرغليت إلى وصفه بأنه quot;يوديراينquot; وهي إشارة إلى اليهود الذين تعاونوا مع النازية في معسكرات الاعتقال النازية في ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية. بينما نقلت الصحيفة عن عضو الكنيست المتطرف ميخائيل بن أريه مطالبته لرئيس الكنيست بأن يدرس إمكانية حرمان النواب الثلاثة من رواتبهم، والتوجه للمستشار القضائي للحكومة ومطالبته بإلزام الشرطة بالتحقيق مع الطيبي بتهمة التحريض العنصري

الأميركيون سيعرضون مبادرتهم للسلام الإقليمي قريبا

أكد وزير الأمن، إيهود براك، في حديثه أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، أن quot; الأميركيين سيقومن في الأشهر القريبة بإحراز تقدم في المسيرة السلمية في الشرق الأوسط، على كافة المسارات. وقال براك إن الموضوع الفلسطيني سيكون في محور مبادرة الرئيس أوباما. وأشار براك إلى أن الولايات المتحدة لم تبلور مبادرتها هذه بصورة نهائية، ولكن عندما ستطرح هذه المبادرة سيكون علينا القبول بها والانضمام لمبادرة كهذه. وأكد براك أنه في كل تسوية سلمية سيتم التوصل إليها، ستبقى كتل استيطانية داخل أراضي إسرائيل، وأن اللاجئين سيوطنون خارجها.

ووفقا لبراك(الذي كشفت الصحف أمس عن استئنافه للاتصالات مع مجلس المستوطنات) فإن إسرائيل لا تعتزم إقامة مستوطنات جديدة وهي تتبنى رؤيا الدولتين للشعبين.
وادعى براك أنه على الرغم من استعداد سوريا لاستئناف الاتصالات مع إسرائيل إلا أنها تواصل مساندة الإرهاب. quot; فسوريا تساعد حزب الله بالتسلح أيضا، وترعى قواعد الإرهاب في دمشق، وعلى الرغم من الانتقادات الموجهة لها، فإن إحراز تقدم في المفاوضات معها قد يفضي إلى نتائج إيجابية على المسار اللبناني في المستقبل.