جماعة دينية تستمر بتحدي حماس واغلاق لمنطقة رفح

غزة: عاد الهدوء الحذر إلى رفح جنوب قطاع غزة، في وقت متأخر من ليل الجمعة بعد اشتباكات دامية أسفرت عن 17 قتيلاً ونحو 150 جريحاً بعضهم في حالة الخطر الشديد، وذلك في محيط مسجد تحصن فيه متشددون أعلنوا إقامة إمارة إسلامية. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية التابعة للحكومة المقالة بغزة، إيهاب الغصين، في تصريح أن أجهزة الأمن أحكمت سيطرتها الكاملة على مسجد ابن تيمية في رفح والمنطقة التي تحصن فيها quot;مسلحون تكفيريونquot; معلناً رفح ومستشفيات القطاع منطقة عسكرية مغلقة حفاظاً على الأمن العام.

وذكر أن الأجهزة الأمنية تقوم بأعمال تمشيط لافتاً إلى أن وزارته تدقق في تفاصيل ما جرى متعهداً بأن تعرض ذلك خلال مؤتمر صحافي. وقال إن الأجهزة الأمنية طلبت من المسلحين تسليم أنفسهم إلا أنهم رفضوا وأطلقوا النار وقتلوا أحد رجال الأمن ما اضطر الوزارة للتعامل معهم، مشيراً إلى أن محاولات سابقة جرت لإقناع العناصر المسلحة من قبل دعاة وعلماء للعدول عن فكرهم المنحرف دون جدوى.

وقال مصدر طبي إن حصيلة القتلى ارتفعت إلى 17 قتيلاً بينهم طفلة، و150 جريحاً بينهم ما لا يقل عن 20 في حالة الخطر تم نقلهم إلى أربع مشافي في رفح وخان يونس وغزة، لافتاً إلى أن عدد الضحايا مرشح للزيادة بسبب وجود العديد من الحالات الخطيرة.

وقال مصدر أمني إن بين القتلى 6 من قوى الأمن أحدهم محمد الشمالي القيادي البارز في كتائب القسام الذراع المسلح لحركة حماس، و8 من عناصر الجماعة المسلحة، إلى جانب ثلاثة مدنيين بينهم طفلة. وذكر ان الأجهزة الأمنية تمكنت من اعتقال عدد من المسلحين فيما أصيب آخرون وجرى التحفظ عليهم في المستشفيات، لافتاً إلى ضبط كمية من الأسلحة والأحزمة الناسفة. وقال إن اعتقالات جرت لأعضاء منتسبين للجماعة في أرجاء متفرقة من القطاع.

وتضاربت الأنباء حول مصير رجل الدين المتشدد عبد اللطيف موسى الذي فجر إعلانه عن إمارة إسلامية خلال خطبة الجمعة واتهاماته لحكومة حماس بالردة، الأزمة، التي بدأت بحصار وانتهت باشتباكات دامية تخللها تفجير كبير في منزل رجل الدين عزاه الناطق باسم وزارة الداخلية لتفجير داخلي.

وبينما قالت مصادر إنه قتل أو فجر نفسه، قالت مصادر أخرى إنه اعتقل، وقال آخرون أنه تمكن من الفرار وأن قوات الشرطة تلاحقه. ورفض الناطق باسم وزارة الداخلية إعطاء إجابة محددة حول مصير موسى قائلاً إن الوزارة ما تزال تتابع التفاصيل وستعلنها في الوقت المناسب.

وكان عبد اللطيف موسى الذي يطلق عليه أنصاره أبا النور المقدسي، قد أعلن في خطبة الجمعة باسم القيادة العسكرية لمسجد ابن تيمية قيام الإمارة الإسلامية في أكناف بيت المقدس وسط هتافات تكبير من العشرات من أنصاره الذين كان بعضهم مسلحا.

وهاجم موسى في خطبته حركة حماس بشدة، ودعا ذراعها المسلح إلى تسليم أسلحته والانضمام إلى جماعته، وقال quot;سنقاتل من يقاتلناquot;. وموسى من مواليد قطاع غزة ويبلغ من العمر خمسين عامًا، وحاصل على بكالوريوس في الطب من جامعة الإسكندرية المصرية. وله بعض الكتب من بينها quot;الياقوت والمرجان في عقيدة أهل الإيمانquot;. وكان حتى وقت قريب عضواً كبيراً في جمعية دار الكتاب والسنة وهي جماعة سلفية سلمية، قبل أن يتحول فكرياً حيث بدأ منذ فترة بإلقاء خطب الجمعة وإعطاء الدروس المؤيدة لأسامة بن لادن وأيمن الظواهري وأبو مصعب الزرقاوي وأبو عمر البغدادي.

وحملت الحكومة الفلسطينية المقالة التي تديرها حركة quot;حماسquot; رجل الدين المتشدد ومن معه المسؤولية عن الاشتباكات التي وقعت، وتحدث الناطق باسمها عن علاقة بينه وبين الأجهزة الأمنية السابقة التابعة للسلطة الفلسطينية.

وقال الناطق باسم الحكومة طاهر النونو في مؤتمر صحافي في وقت متأخر من مساء الجمعة quot;نحمل عبد اللطيف موسى ومن معه المسوؤلية الكاملة من خلال إعلانه المتهور في خطبة الجمعة عن تجاوز القانون وتشكيل ما يسمى الإمارة الإسلامية وأخذ القانون باليدquot;.

وأضاف quot;نعبر عن بالغ الحزن على الشهداء من أبناء شعبنا الذين سقطوا على ايدي مجموعة باغية خارجة على الصف الوطني والإسلاميquot;، وأكد أن الحكومة quot;لن تسمح بعودة الفلتان الأمني تحت أي مظلة كانت ومهما حاولت تضليل المواطنين والتغول عليهمquot;.

وقال quot;لا بد أن يخضع الجميع لسيادة القانون فلا أحد فوق القانون والنظام العام مهما سمى نفسه بأسماء فارغة القانونquot;، ودعا quot;كل من ينتمي للمجموعة الى ان يسلم نفسه وسلاحه للشرطة وإلا سيعرض نفسه للمساءلةquot;. وأشار إلى ان العديد من الاتصالات جرت في الفترة الماضية مع المجموعة في محاولة لإقناعها بخطأ توجهاتها الفكرية إلا أنهم لم يلتفتوا لهذه الجهود والوساطات.

وقال quot;تفجرت الإحداث ظهر الجمعة عندما قامت مجموعة بالاحتشاد في احد المساجد برفح على رأسه المدعو عبد اللطيف موسى المعروفة بعلاقته الوثيقة بالأجهزة الأمنية البائدة وأعلنوا قيام كيان لا يعترف بالقانون والنظام ويبيح دماء المواطنين ويكفر شعبنا المسلم quot;.