الكويت: اكد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي محمد صباح السالم الصباح ان الحقائق المتعلقة بسخاء دولة الكويت والتزامها بدعم الدول المحتاجة والاقل نموا في العالم يصعب تجاهلها.

وقال محمد في رد على مقالة الكاتب روبرت فيسك في صحيفة الاندبندنت البريطانية التي حملت عنوان (تركة حرب الخليج تلتهب مع ضغوط الكويت البخيلة على العراق) ان الكويت تعتز وتتشرف بانها كانت وما زالت في طليعة الدول التي تقدم المساعدات الدولية للدول الاقل حظا وان من يعرفون الكويت معرفة حقيقية يعرفون بان اطلاق صفات مثل البخل وغيرها على الكويت هو امر لا اساس له ولا سند.

واستعرض محمد في رده امثلة عديدة على حجم المساعدات التي قدمتها وما زالت تقدمها دولة الكويت الى دول العالم شرقا وغربا وخاصة تلك التي تم تقديمها خلال السنوات الثلاث الماضية.

وفيما يلي نص الترجمة العربية لرسالة محمد الصباح:

لقد قرأت مقالة السيد روبرت فيسك عن الكويت والتي حملت عنوان (تركة حرب الخليج تلتهب مع ضغوط الكويت البخيلة على العراق) ويجب أن أقر بخيبة أملي الكبيرة من محتويات المقالة التي يمكن وصفها في أفضل الأحوال بأنها عدائية ولذلك من الضروري أن نورد بعض الملاحظات لوضع الأمور في نصابها الصحيح.

ان أولئك الذين يعرفون الكويت حق المعرفة سيوافقون بالتأكيد على أن استخدام صفات مثل بخيلة وقاسية وجشعة وسارقة ولصة ودنيئة في وصف بلادي هي صفات بلا أساس أو سند.

ان من دواعي اعتزازنا وشرفنا في الكويت أن نكون في طليعة البلدان التي تقدم المساعدات الدولية لمساعدة البلدان الأقل حظا من خلال التبرعات والمنح العديدة المقدمة من حكومة الكويت وكانت هذه ولا تزال حجر الزاوية في السياسة الخارجية للكويت منذ استقلالها

- دعوني أورد بعض الحقائق التي تبرز بعض هذه الجهود التي قمنا بها خلال السنوات الثلاث الأخيرة فقط حقيقة ...جاء في تقرير أهداف التنمية الألفية للأمم المتحدة لعام 2005 ان اجمالي متوسط مساعدات التنمية الرسمية الكويتية يشكل 1.31 بالمئة من اجمالي الناتج المحلي وهذا يمثل نحو ضعف هدف الأمم المتحدة المتفق عليه والبالغ 0.7 بالمئة من اجمالي الناتج المحلي للبلدان المتقدمة في حين أن متوسط مساعدات دول منظمة التعاون والتنمية الأوروبية هو0.46 من اجمالي الناتج المحلي وهذا يبين ان سخاء الكويت يعادل ثلاثة أضعاف معدله في معظم البلدان المتقدمة.

حقيقة...تم انشاء الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية في عام 1961 ليكون وسيلة تقدم من خلالها حكومة الكويت المعونة والمساعدة وقد قدمت الكويت العديد من المساعدات المالية والفنية لأكثر من 100 بلد في العالم وباجمالي14.5 مليار دولار.

حقيقة... كان من بين الجهود الأخيرة التي قامت بها الحكومة انشاء (صندوق الحياة الكريمة) الذي ساهمت فيه الكويت بمبلغ 100 مليون دولار كصندوق طواريء لمساعدة البلدان الأقل تطورا على مواجهة ارتفاع أسعار المواد الغذائية وفضلا عن ذلك خصصت الكويت مبلغ 300 مليون دولار من أجل القضاء على الجوع والأوبئة في أفريقيا.

حقيقة...اضافة الى ذلك دعا صاحب ال امير البلاد الى تشجيع ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة في العالم العربي بانشاء صندوق برأسمال ملياري دولار ساهمت فيه الكويت بمبلغ 500 مليون دولار لاطلاق الصندوق ويجب أن نتذكر ان كل هذه المبادرات السخية اتخذت خلال أزمة اقتصادية عالمية غير مسبوقة الا أن الكويت لم تغفل قط عن الصورة الكبيرة وبقيت ملتزمة بالاستمرار في أداء دورها الدولي كمتصدرة لتقديم المعونات والمساعدات الأجنبية على الرغم من ظروف الاضطراب الاقتصادي الراهنة.

حقيقة...مدت الكويت يد المساعدة للبنان بمنحه 300 مليون دولار للمساعدة في جهود اعادة الاعمار بعد العدوان الاسرائيلي عام 2006.

حقيقة...دعمت الكويت الفلسطينيين بتقديم مساعدة مالية بلغت 500 مليون دولار خصص 200 مليون منها لغزة.

أود أن أذكر الكاتب بأن الحقائق أمور عنيدة وما سبق ذكره يصعب تفسيره على انه سلوك دولة بخيلة على حد تعبيره.

وهذا يطرح السؤال كيف يمكن بلوغ حد اتهام بلد كالكويت بأن لديها نوايا خبيثة كما يقول الكاتب أود أن أؤكد لقرائكم ان الكويت لا تعيش أبدا على أمجادها ولن تتوقف عن المحافظة على موقعها العالمي المتقدم في مساعدة المحتاجين.

انه لمن دواعي الاعتزاز أن أشير الى انه ما من بلد آخر في المنطقة ضحى أكثر مما ضحت الكويت بمساهمتها في المهمة التاريخية المتمثلة في تحرير العراق وشعبه من نظام الطاغية صدام حسين ولا شك في أن المقالة تجاهلت أيضا مسألة بالغة الأهمية بالنسبة للمحافظة على القانون والنظام الدوليين وهي حرمة قرارات مجلس الأمن.

ليس للدول أن تختار القرارات والمواد والبنود التي ترغب في تطبيقها وتلك التي تريد أن تتجاهلها وان قرارات الأمم المتحدة ملزمة بطبيعتها ويجب على كل الأطراف التقيد بها.

ان العامل الأساسي بالنسبة للكويت في مسألة التعويضات هو مثلما كان دائما مسألة مبدئية ولم يكن ولن يكون أبدا مسألة نقود وانه لمن المحزن حقا أن يبدأ البعض باضفاء مصداقية على اتهامات قديمة أثبتت الحقائق عدم صدقيتها وأنا أشير هنا بشكل خاص الى أكاذيب الطاغية السابق عن سرقة الكويت للنفط العراقي كمبرر لغزو بلد ذي سيادة.

لقد حاولت المقالة بوقاحة تصوير طاغية قاس على انه ضحية بزعمها ان الكويت كانت تسطو على نفط العراق وهذه الروايات ليست فقط محاولة لاعادة كتابة التاريخ بل تدفعنا أيضا الى التساؤل عن الدوافع وراء مثل هذا الطرح.

وينبغي أيضا أن نشيد بشكل خاص بالعراق وبشعبه الشقيق فالعراق هو من دون شك واحد من أغنى بلدان العالم تراثا وحضارة وموارد طبيعية ونحن في الكويت ملتزمون التزاما كاملا ببذل الجهود لاشاعة الاستقرار فيه واعادة تأهيله لكي يتمكن من النهوض ليكون لاعبا محوريا في سلام وأمن المنطقة وذلك انطلاقا من أولوية السعي الى بناء علاقة نموذجية مع العراق قائمة على الاحترام المتبادل والنوايا الحسنة.

أخيرا وفي حين انه قد يكون صحيحا ان معاهدة فرساي ساهمت في ظهور ادولف هتلر فانني واثق من أن استراتيجية الاسترضاء في مؤتمر ميونيخ عام 1938 أفضت الى اندلاع الحرب العالمية الثانية وقد يكون من المفيد الرجوع الى بعض كتب التاريخ.