نيويورك: أشارت صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; إلى أن العراقيين يطالبون سوريا بإعادة المشتبه بهم، لفتت فيه إلى طلب الحكومة العراقية من سوريا إعادة رجلين متهمين بالمساعدة في التخطيط للانفجار القاتل الأسبوع الماضي، وهو ما زاد التوتر بين الدولتين المتجاورتين في الوقت الذي يحاول فيه المسؤولون العراقيون التأكيد على سيطرتهم على الوضع الأمني.

وأوضحت أن بغداد يسودها جو من القلق، بينما توقفت عملية إزالة الجدران العازلة، وتزايدت نقاط التفتيش على مداخل ومخارج العاصمة، وإن الشاحنات المحملة بالوقود أُعيدت ولم يُسمح لها بدخول العاصمة، ما تسبب في نقص الوقود بالمحطات. وأضافت أن المسؤولين العراقيين إستدعوا سفيرهم لدى سوريا لاستشارته، ما دفع السوريين إلى استدعاء سفيرهم أيضاً، إذ صرح المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ، بأن إثنين يُعتقد في صلتهما بالحادث-محمد يونس الأحمد وسطام فرحان، لا يزالان طلقاء في سوريا، وأن الحكومة العراقية طالبت باعتقالهم وتسليمهم إليها قائلاً إنهم طالبوا سوريا أيضاً بـquot;تسليم جميع المطلوبين قضائياً ممن ارتكبوا جرائم قتل وتدمير بحق العراقيين، وطرد المنظمات الإرهابية التي تتخذ من سوريا مقراً ومنطلقاً للتخطيط للعمليات الإرهابية ضد الشعب العراقيquot;. هذا وقد أصدر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بياناً من المتوقع أن يثير المزيد من توتر العلاقات. إذ تحدث عن وقوف quot;دول وحكومات أخرىquot; خلف تفجيرات الأربعاء الماضي، رغم عدم ذكره اسم سوريا صراحة. كما أضاف محذراً أنه ينبغي على الدول المجاورة quot;التعامل كجيران صالحين لأننا نستطيع أن نفعل معهم مثلما يفعلون معناquot;.

وأشارت الصحيفة إلى أن تلك اللهجة الشديدة من الحكومة العراقية قد تعقد جهود إدارة أوباما لإقامة علاقات أفضل مع سوريا لأن أحد أسباب الخلاف الأساسية بينهما كانت الأمن الإقليمي.

والجدير بالذكر أن العلاقات الرسمية بين العراق وسوريا متوقفة منذ العام 1982، وأُعيدت فقط في العام 2006، ولفتت الصحيفة إلى أن بينما ركز العراقيون على تورط عناصر خارجية في التفجيرات، أعلنت جماعة دولة العراق الإسلامية-وثيقة الصلة بتنظيم القاعدة- مسؤوليتها عن التفجيرات في بيان لها على شبكة الإنترنت، وصفت فيه حكومة العراق بأنها quot;عميل لإيرانquot;، فيما بدا محاولة لإثارة التوتر الطائفي بقولهم إنه من الأكرم لشعب دولة العراق الإسلامية أن يموت عن بكرة أبيه ولا يحكمه شيعي واحد.

هذا وكان المسؤولون الأمنيون الأميركيون والعراقيون يعتقدون في وجود صلة بين البعثيين وعناصر من تنظيم quot;القاعدةquot; في أثناء موجة العنف التي اجتاحت العراق عامي 2006 و2007 غير أن هذه الصلات لم تعد مثلما كانت في السنوات الأخيرة طبقاً لتقديرات المسؤولين العراقيين. في الوقت نفسه، لا يوجد دليل قوي عن هوية المسؤول الحقيقي عن تفجيرات بغداد، ولا يبقى سوى معرفة طبيعة الهجوم لتحديد المسؤولين عنه. ومن هذا المنطلق، فإن هجمات الأربعاء الماضي تحمل بصمات وأسلوب هجمات القاعدة لأنها ضخمة وحدثت في وقت واحد، كما تزامنت والذكرى السادسة لقصف مبنى الأمم المتحدة في بغداد. ورغم ذلك يصر المسؤولون العراقيون على اتهام الدول المجاورة، ولاسيما إيران وسوريا، بالوقوف خلف تزايد العنف في العراق، وهي التهمة التي تنكرها الدولتان.