كابول: ضربت الغارة الجوية التي نفذها حلف شمال الاطلسي في افغانستان وادت الى مقتل حوالى 90 شخصا بحسب بعض المعلومات، في الصميم المخططات لاحداث تغيير تكتيكي في استراتيجية القوات الدولية في مواجهة متمردي طالبان.
وتشكل مسالة سقوط خسائر من المدنيين في الحرب التي يشنها حلف شمال الاطلسي لهزم حركة طالبان في افغانستان، موضوعا شائكا في العلاقة بين حكومة كابول والدول الغربية المانحة ومصدر استياء شديد في صفوف الشعب الافغاني.

فقد اعتاد المتمردون الاسلاميون في افغانستان او باكستان او اماكن اخرى تغيير اوضاع ميدان المعارك للتسبب بسقوط قتلى من المدنيين بشكل يثير حساسيات الشعب ازاء وجود القوات الاجنبية في البلاد.
وقال النائب احمد بهزد لوكالة فرانس برس quot;انهم يقومون بذلك لتاجيج استياء الشعب من وجود القوات الاجنبية وعملياتها العسكرية لما فيه خدمة قضيتهمquot;.

واطلق حلف شمال الاطلسي ضربة جوية الجمعة على ناشطين من طالبان سرقوا شاحنتي صهريج تنقلان امدادات للقوات الدولية العاملة ضمن القوة الدولية للمساعدة على ارساء الامن في افغانستان (ايساف).
وبحسب ايساف فان المتمردين كانوا يحاولون نقل الشاحنتين الى قرب الحدود الطاجيكية حين تعطلت احداها، فدعوا حينئذ القرويين للقدوم من اجل الحصول على الوقود.

وقال شهود انه فيما كان المدنيون يحصلون على الوقود حصلت الضربة الجوية ما ادى الى مقتل العشرات وتسبب بحروق بالغة للعديد.
وقال مسؤولون ان ما يصل الى 90 شخصا قتلوا بينهم عدد كبير من الناشطين رغم ان الحصيلة الدقيقة لم تتضح. وتجري تحقيقات حاليا في الحادث.

وياتي ذلك في وقت ادلى فيه رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون بخطاب انتقد فيه الاستراتيجية الغربية لمواجهة المتمردين قائلا في الوقت نفسه انها ضرورية لوقف التهديد بالارهاب في العالم.
وقال مستشار في السياسة الخارجية في كابول ان quot;ضربة قندوز اتت في اسوأ توقيت للقوى الغربية التي تحاول تبرير وجودها في هذا البلدquot;.

وجاء تحذير الرئيس الافغاني حميد كرزاي من ان استهداف المدنيين غير مقبول ليسلط الضوء على نقطة خلاف رئيسية بين حكومته والدول الغربية المؤيدة لها.
ويقول بعض النقاد ان كرزاي استخدم مسالة الضحايا المدنيين عمدا في محاولة لتحسين شعبيته التي تسجل تراجعا داخليا، مع تجاهل العدد الكبير من القتلى المدنيين الذين يسقطون من جراء هجمات حركة طالبان مباشرة.

واضاف بهزد انه quot;مع تجاهل دور طالبان في التسبب بضحايا مدنيين في عملياتهم المباشرة او عبر الاختباء بين الناس للتسبب بضحايا مدنيين بعمليات القوات الاجنبية، انما الحكومة تساعد طالبان في حملتها الدعائية ضد القوى الاجنبية ووجودهاquot;.
لكن القادة العسكريين حددوا الضربات الجوية على انه السبب الابرز في الاستياء الشعبي من الوجود العسكري الاجنبي.

وامر قائد القوات الاميركية وقوات الاطلسي في افغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال بفرض قيود صارمة في جهد للحد من القتلى في صفوف المدنيين.

وتحركت حكومات اوروبية سريعا لتدعو الى تحقيق في الضربة الجوية حيث قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند ان مثل هذه الحوادث quot;تقوضquot; التزام حلف شمال الاطلسي وافغانستان.

وقال ميليباند quot;اتطلع الى تحقيق سريع في حقيقة ما حصلquot;.
وعبرت واشنطن quot;عن قلقها الشديدquot; ازاء مقتل مدنيين في القصف.

وتقول الامم المتحدة ان حوالى ثلثي المدنيين ال828 الذين قتلوا على ايدي القوات الموالية للحكومة في النزاع السنة الماضية، سقطوا في غارات جوية.
والشهر الماضي، اصدر ماكريستال توجيهات لمواجهة التمرد تشدد على ضرورة تجنيب المدنيين الحرب ضد طالبان.

وقال بهزد ان quot;الحكومة الافغانية ساعدت طالبان عبر تجاهل الضحايا المدنيين الذين تسببهم عمليات طالبان والدور الكبير الذي تلعبه طالبان في التسبب بضحايا مدنيين على ايدي القوات الاجنبيةquot;.
واضاف quot;على الحكومة ان تعالج هذه الامور والتحدث عنها في الاعلام وتوضيح حقيقة ان وجود طالبان في افغانستان هو الذي يسبب ضحايا مدنيينquot;.