بغداد: حثت وزيرة البيئة العراقية نرمين عثمان المجتمع الدولي على تكثيف جهوده لمساعدة العراق على ازالة الملايين من الألغام التي تهدد حياة مواطني بلادها وتعترض إقامة العديد من مشاريع الطاقة والبنى التحتية.

وقالت عثمان في حديث لوكالة (آكي) الايطالية للأنباء اليوم الخميس quot; نبذل منذ تموز/يوليو 2008 جهودا كبيرة على طريق التخلص من الألغام والقنابل غير المنفلقة التي تعود غالبيتها إلى سنوات الحرب مع ايران (1980-1988) وحرب الخليج الأولى (1991)، والتي يقدر عددها بحسب التقديرات الأممية بنحو 25 مليون لغم، ونحاول بكل طاقتنا التقليل من الخطر الذي تسببه على أرواح الناس، فضلا عن تأثيراتها السلبية على الاستثمار والزراعة والمشاريع الخدمية لاسيما في جنوب البلاد التي تعاني بشكل كبير من هذا الخطرquot; وفق تعبيرها.

وأكدت الوزيرة العراقية على ان quot;المهمة طويلة وشاقة وتحتاج إلى أموال طائلة ودعم كبير من المنظمات المحلية والدولية، لكننا لازلنا نواصل العمل ونحقق نتائج جيدة رغم جميع التحديات التي تعترضناquot;، وأشارت إلى أن وزارتها quot;منذ تكليفها بهذه المهمة عقب انضمام العراق لاتفاقية (أوتاوا) الخاصة بحظر انتشار الألغام العام الماضي، وضعت قاعدة بيانات وأعدت دراسات مفصلة للكشف عن مواقع الألغام، وفوضت شركات عالمية كبرى للعمل على تقديم الخبرات وتأهيل وتدريب الملاكات العراقية على كيفية تنظيف هذه المواقع، كما أن الوزارة تتعاون مع عدد من المؤسسات الحكومية كوزارة الدفاع لتطهير المناطق وبالأخص الحدودية منها من الألغام، ونحن الآن نعّد برنامجاً للتوعية يتضمن زيارات ميدانية لتعريف طلبة المدارس على هذا الخطر وكيفية تجنبه، وهناك جهود تبذل بمشاركة منظمة الصحة العالمية لمساعدة ضحايا الألغام والعمل متواصل في هذا الجانب على قدم وساقquot; حسب تعبيرها.

ونوهت وزيرة البيئة العراقية بأن quot;السعي حثيث للتخلص من المشكلة نهائياً والاعلان عن خلو البلاد من الألغام بحلول عام 2018، لكننا ندعو بالمقابل المجتمع الدولي والمنظمات الأممية المعنية والدول المانحة إلى تكثيف دعمها ومساعدتنا على تجاوز جميع التحديات والصعوبات وانجاز هذه المهمةquot; على حد قولها.

وبشأن مشكلة المياه التي تعاني منها البلاد منذ سنوات، حذرت عثمان من quot;تداعيات هذه المشكلة على البيئة لان انخفاض مناسيب المياه وموجة الجفاف الحادة التي تضرب المنطقة ينذران بكارثة بيئية، خاصة بعد الاتساع الواضح وبشكل كبير للمناطق الصحراوية في البلاد مما دفع إلى حدوث تغييرات مناخية حادة، وظهر التصحر بصورة جلية في منطقة الأهوار التي تحولت مساحات واسعة منها إلى أراض يابسة، مما أحدث أضراراً بالغة في بيئة هذه المنطقةquot;، داعية دول الجوار العراقي إلى quot;تقدير حاجة العراق الملحة للمياه والمشاركة في تبني استراتيجية متكاملة تضمن تقيسم عادل للثروة المائيةquot; على حد تعبيرها.

وحول مشروع الحزام الأخضر الذي تبنته الوزارة لمكافحة ظاهر التصحر، ردّت عثمان بالقول quot;العمل في هذا المشروع لازال متواصلاً وقد قطعنا أشواطاً جيدة في مجال تنفيذه، لكنه بكل تأكيد يحتاج إلى سنوات طويلة كي يتم انجازه بشكل نهائيquot; على حد قولها.

وكان قد كشف بيان سابق لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف) وبرنامج الامم المتحدة الانمائي، ان العراقيين يعيشون وسط واحد من أكبر تجمعات الالغام الأرضية والذخائر غير المتفجرة من مخلفات الحرب في العالم وأن العديد من برامج التنمية تتعثر بسببه.