ما هي تأثيرات تخلي الولايات المتحدة الاميركية عن منظومتها الصاروخية في شرق أوروبا؟وما الموجبات الحالية على دول الطوق الموالية والمعارضة؟ قرار الولايات المتحدة وما تبعه من رد فعل إيجابي روسي يرجح فرضية الصفقة بين الدولتين العظمتين.

موسكو: اشادت موسكو بقرار الولايات المتحدة التخلي عن مشروع الدرع الصاروخية في اوروبا باعتباره خطوة كبيرة نحو انتعاش العلاقات بين البلدين لكن تقديم الروس تنازلات في ملفات اخرى خلافية بين القوتين ليس امرا مؤكدا.

ورحب الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف بالقرار quot;المسؤولquot; لنظيره الاميركي بالتخلي عن نشر درعها الصاروخية في اوروبا الذي كان موضع معارضة موسكو، معتبرا ان الظروف باتت مواتية لقيام تعاون ضد الخطر البالستي.

كما اشاد رئيس الوزراء الروسي فلادمير بوتين بهذا القرار الاميركي quot;الصائب والشجاعquot;.

واشار نيكولاي بورديوجا الامين العام لمنظمة معاهدة الامن الجماعي وهي تحالف عسكري يضم بلدان الاتحاد السوفياتي السابق الى ان هذا القرار quot;يشكل عمليا اول اشارة حقيقية لانتعاش العلاقاتquot; بين البلدين.

واكد مصدر دبلوماسي روسي الجمعة لوكالة انترفاكس ان موسكو quot;ستجمدquot; وربما quot;تلغيquot; مشروعها نشر صواريخ اسكندر في كالينينغراد الجيب الروسي الواقع بين بولندا وليتوانيا الذي شكل رد فعل على نشر الدرع الاميركية.

ورغم نفي واشنطن وموسكو وجود اي صفقة، طرحت تساؤلات بشأن التنازلات التي ستقدمها روسيا في مقابل هذا الموقف الاميركي الجديد.

ونقلت صحيفة quot;كومرسانتquot; الروسية عن مصدر دبلوماسي روسي ان واشنطن تريد مقابل التخلي عن مشروع الدرع المضادة للصواريخ، ان تتبنى موسكو موقفا اكثر حزما من البرنامج النووي الايراني المثير للجدل.

وقال هذا الدبلوماسي رفيع المستوى ان quot;الاميركيين يشددون على مسالتين اساسيتين. فهم يطلبون منا وقف تسليم ايران صواريخ اس-300 ودعم قرار في مجلس الامن الدولي ينص على فرض عقوبات على طهرانquot;.

غير ان العديد من كبار المسؤولين الروس جهدوا منذ الخميس في نفي وجود اي صفقة روسية اميركية بشأن هذه الملفات.

وقال ديمتري روغوزين السفير الروسي لدى الحلف الاطلسي quot;لا مجال للمساومة (الامر يتمثل في ان) الاميركيين يصلحون خطأ ارتكبوه بانفسهمquot;.

وجدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف معارضته لفرض اي عقوبات اضافية على ايران.

وقال ان quot;هناك فرصة حقيقية لانجاز مباحثاتquot; معتبرا ان quot;عدم انتهاز هذه الفرصة من خلال المطالبة بعقوبات يشكل خطأ كبيراquot;.

غير ان القرار الاميركي باقامة درع يستهدف صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى وليس طويلة المدى، بسبب تراجع في مستوى التهديد الايراني، سيتيح مع ذلك تحقيق تقدم خصوصا في مستوى خفض الترسانتين النوويتين الروسية والاميركية.

ويتعين على موسكو وواشنطن التوصل الى اتفاق حول التسلح النووي قبل انتهاء معاهدة ستارت نهاية 2009. وكانت روسيا تلح في سبيل ذلك، على ضرورة التخلي عن مشروع الدرع الصاروخية الذي رات فيه تهديدا لها.

وقال المحلل الروسي الكسندر غولتز quot;تخلى الاميركيون عن الدرع وهو ما كان يمثل مطلبنا الاهم وبامكاننا من جهتنا تقديم تنازلات في مفاوضات ستارتquot;.

غير ان المحلل لم يستبعد ان تختار موسكو عدم تقديم اي تنازل لواشنطن. وقال ان quot;مفاوضات بلا نهاية مع القوة الاولى تعزز مكانتناquot;.

وكان روغوزين اشار الى ان اي quot;فرحquot; سابق لاوانه اذ ان quot;لا احد في واشنطن، حتى في صلب ادارة اوباما الديموقراطية، يريد التخلي عن خطط الولايات المتحدة للهيمنة على العالمquot;.