تنوعت المواضيع التي تناولتها الصحف الإسرائيلية، فتحدثت عن القمة المرتقبة بين محمود عباس وبنيامين نتنياهو، فيما تطرقت للقرار الأميركي بعدم نشر الدرع الصاروخي في أوروبا، مشيرة إلى أن الرئيس الإسرائيلي هو من يقف وراء هذا القرار.
أجمعت الصحف الإسرائيلية الصادرة الاثنين على أن لقاء القمة المرتقب بين الرئيس أوباما وكل من نتنياهو ومحمود عباس، داء في نهاية المطاف في أعقاب ضغوط أميركية هائلة على عباس اضطرته للتراجع عن شروطه المسبقة والموافقة على لقاء نتنياهو. مع ذلك أكدت الصحف الإسرائيلية أن ذلك لا يعني أن اللقاء سيفضي إلى نتائج ملموسة أو إلى انطلاقة في المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية واستئناف هذه المفاوضات.
واعتبرت الصحف أن نتنياهو يعتبر أن أهمية مشاركته في اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة، تكمن في خطابه المرتقب أمام الجمعية والذي ينتظر أن يخصصه نتنياهو للملف الإيراني.
وعلى صعيد الملف الإيراني كشفت صحيفة معاريف اليوم، أن قرار الرئيس الأميركي بعد نشر منظومة الصواريخ الدفاعية في أوروبا، مقابل موافقة روسيا على فرض عقوبات حقيقية على إيران، هو ثمرة نصف عام من العمل الدؤوب والسري واللقاءات المتواصلة التي عقدها الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيرس، مع قادة كل من روسيا من جهة والإدارة الأميركية من جهة أخرى، وأن إعلان الرئيس أوباما عن القرار جاء تتويجا لجهود بيرس.
يسرائيل هيوم : قمة رمزية- نتنياهو أصر على موقفه وأبو مازن تراجع
قالت يسرائيل هيوم إنه بعد أسابيع طويلة من تبادل الاتهامات، ولي الأذرع ووضع شروط ثم رفضها، سيعقد أخيرا اللقاء. فللمرة الأولى منذ توليه منصبه قبل نحو خمسة أشهر، سيلتقي رئيس الحكومة، بينيامين نتنياهو، برئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، أبو مازن. وسيجري اللقاء غدًا على هامش دورة الجمعية العمومية للأمم المتحدة ، في نيويورك تحت رعاية الرئيس الأميركي براك أوباما.
وقالت الصحيفة إنه فقط بين ليلية السبت والأحد ، وبعد عودة المبعوث الأميركي، جورج ميتشل من جولة مكوكية في الشرق الأوسط بين رام الله والقدس وعدد من العواصم العربية في المنطقة أصدر البيت الأبيض بيانًا أعلن فيه أن لقاء قمة سيدمع في نيويورك الزعماء الثلاثة.
ولفتت الصحيفة إلى أن لقاء القمة سيعقد على الرغم من عدم وجود موافقة فلسطينية لبدء مفاوضات مع حكومة نتنياهو. وقد عرضت القدس أن مجرد عقد اللقاء هو إنجاز وادعوا أنه في الوقت الذي أصر فيه نتنياهو على مواقفه ، فقد تراجع أبو مازن، ووضع الفلسطينيون مطالبهم المسبقة، جانبا بما في ذلك قيود رفضها نتنياهو مثل تقييد البناء الإسرائيلي في القدس والضفة الغربية.
وقالت الصحيفة إنه بحسب ديوان رئيس الحكومة نتنياهو، فسيكون هناك لقاء رمزي، وتعريف اللقاء بأنه مؤتمر قمة غير مناسب ، لأنه لا يفترض في اللقاء أن يؤدي إلى استئناف للمفاوضات ، وإنما محاولة لخلق quot;أجواء مغايرة| بين الطرفين.
وقالت مصادر سياسية إسرائيلية إن أي محاولة قد تجري للإصدار بيانات أو تصريحات حول استئناف المفاوضات سيكون مصيرها الفشل، وأن إسرائيل تتهم الفلسطينية بالمسؤولية عن ذلك.
ولفتت الصحيفة إلى أن للقاء بين أوباما ونتنياهو بعدًا آخر، وهو ما صرح به نتنياهو في نهاية الأسبوع الماضي عندما قال إنه سمع من الإدارة الأميركية تأييدًا لمطلبه بالاعتراف بإسرائيل دولة يهودية.
في المقبال نقلت الصحيفة عن مصادر في ديوان أبو مازن قولها، quot; لقد قلنا للرئيس منذ البداية بإنه إذا قررت الإدارة الأميركية عقد لقاء قمة، فإن مثل هذا اللقاء سيعقد في نهاية المطاف، لذلك كان عليه الامتناع عن قرض شروط قد ترتد إلينا ونظهر نحن كمن يرفض السلام.
وفي السياق نفسه، اعتبر الصحافي المخضرم ، دان مرغليت، في مقالة تحت عنوان أحجية أبو مازن، أن أبو مازن تبنى نهج عرقلة كل خطوة وكل اتفاق في اللحظة الأخيرة، وأنه إذا لم يسفر اللقاء عن استئناف المفاوضات فإنه سيكون بادرة تجاه الرئيس براك لكنها ستكون بادرة فارغة من أي مضمون.
معاريف: الصفقة الأمنية الدولية التي أبرمها بيرس
تكشف صحيفة معاريف اليوم أسرار القرار الأميركي بعدم نشر منظومة الصواريخ الدفاعية في أوروبا مقابل تجند روسيا وانضمامها للجهود الدولية الدبلوماسية لمحاصرة مشروع الذرة الإيراني. وتقول الصحيفة إن الذي يقف وراء هذه الفكرة وهذه التسوية هو الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس، ولا أحد عيره، حيث كان بيرس أول من أطلق هذه الفكرة قبل نحو عام.
وبحسب معاريف، فإن الولايات المتحدة بحاجة لدعم وموافقة روسيا أو الصين في الجهد العالمي من أجل وقف مشروع الذرة الإيراني بطرق دبلوماسية. وقد بحث بيرس الموضوع مع نظيره الروسي، آنذاك بوتين، الذي يشغل اليوم منصب رئيس الحكومة الروسية، ومع الرئيس الأميركي، السابق جورج بوش. ولم تلق الفكرة حماسًا من الرئيس بوش، لكن بيرس قرر طرح اقتراح هذه الصفقة على الرئيس براك أوباما أيضًا، عندما كان الأخير مجرد مرشح للرئاسة الأميركية، وكان يقوم بزيارة لإسرائيل. ومنذ أن تسلم أبواما مهام منصبه الجديد عاد بيرس وعرض عليه فكرة الصفقة من جديد، وانطلق المشاورات والاتصالات لإبرام هذه الصفقة.
وبلغت الجهود ذروتها عندما توجه بيرس للقاء نظيره الروسي ديميتري ميدوفدوف في المنتجع الرئاسي الروسي في سوتشي. حيث تعهد بيرس في ذلك اللقاء، كما اتضح من اللقاء التلفزيوني للرئيس الروسي مع شبكة سي إن إن الأميركية ، بأن لا تهاجم إسرائيل إيران. كما اعترف ميدودوف أنه التقي مؤخرًا رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو خلال الزيارة السرية التي قام بها الأخير، الأسبوع الماضي لروسيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية سعيدة بأمر الصفقة لكنها أقل سعادة بتعهد بيرس، وأن الأجهزة الأمنية تصر على توضيح أن quot;كافة الخيارات واردةquot;.
التعليقات