بعد القمة التي جمعت محمود عباس وبنيامين نتانياهو في نيويورك حول تجميد الإستيطان، يبدأ الطرفان الأسبوع المقبل اجتماعات لإعادة إطلاق عملية السلام تحت رعاية المبعوث الاميركي للشرق الاوسط جورج ميتشل.

نيويورك: اظهرت السلطة الوطنية الفلسطينية تشددا الثلاثاء حول تجميد الاستيطان اليهودي قبل اي مفاوضات مع اسرائيل بعد قمة في نيويورك شهدت تدخلا قويا من قبل الرئيس الاميركي باراك اوباما في الجهود التي تبذل من اجل السلام في الشرق الاوسط.

وشدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد القمة التي جمعته برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو تحت رعاية الرئيس الاميركي باراك اوباما على ضرورة ان توقف اسرائيل الاستيطان في الضفة الغربية.

وقال quot;اكدنا (خلال القمة) على ضرورة ان ينفذ الجانب الاسرائيلي التزاماته وبشكل خاص وقف كل اشكال الاستيطان بما في ذلك النمو الطبيعيquot;.

وحول استئناف المفاوضات، اوضح عباس quot;انها تتوقف ايضا على ان يكون هناك تحديد كامل لمرجعية العملية التفاوضية بمعنى اوضح ان يكون هناك اساس لهذه العملية بالاعتراف بالانسحاب الى حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967 وانهاء الاحتلالquot;.

وتابع الرئيس الفلسطيني ان ذلك جاء quot;لاننا سبق وتفاوضنا عليه مع الحكومة السابقة عندما وصلنا الى تحديد حدود الاراضي المحتلة بانها الضفة الغربية وغزة بما في ذلك القدس الشريف بما فيها البحر الميت بما فيها حوض نهر الاردن بما فيها الارض التي تسمى الارض الحرامquot;.

واكد عباس انه quot;في اعتقادنا الادارة الاميركية ستقوم باستطلاع موقف الجانبين في الاسابيع القادمة للوصول إلى النتيجة التي تتيح لنا استئناف المفاوضات على الاسس التي ذكرتها الآنquot;.

ومارس الرئيس اوباما خلال القمة ضغوطا على عباس ونتانياهو لتبادل السلام وحثهما على استئناف المفاوضات المتوقفة منذ نهاية 2008، في اسرع وقت ممكن.

وقال اوباما quot;حان الوقت للمضي قدما ولابداء المرونة والمنطق وروح التسوية اللازمة لتحقيق اهدافناquot;، مؤكدا ان quot;مفاوضات الوضع النهائي يجب ان تبدأ وان تبدأ سريعاquot;.

واعلن اوباما انه طلب من الجانبين ارسال مفاوضيهما الى واشنطن الاسبوع المقبل لاجراء مزيد من المباحثات لاعادة اطلاق عملية السلام تحت رعاية المبعوث الاميركي للشرق الاوسط جورج ميتشل.

من جهته، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان المفاوضين من كلا الجانبين سيعقدون اجتماعات quot;منفصلةquot; مع ميتشل.

واضاف quot;لا يوجد اي حل وسط في ما يتعلق بوقف النشاط الاستيطاني بما فيه النمو الطبيعيquot;.

واوضح عريقات quot;اذا لم تستطع الولايات المتحدة الزام اسرائيل وقف النشاطات الاستيطانية فمن يصدق انها ستستطيع الزام اسرائيل الانسحاب الى حدود العام 1967quot;.

اما المتحدث باسم الرئاسة الفلطسينية نبيل ابو ردينه فقال ان quot;مطالبنا من اجل المفاوضات لم تتغير بعد اللقاء (القمة الثلاثية) وهي وقف كامل للاستيطان بما فيه النمو الطبيعي والبناء في القدسquot;.

واضاف quot;لم يحصل اي اختراق في اللقاءات وموقفنا الرسمي لم يتغيرquot;.

اما الموفد الاميركي الخاص الى الشرق الاوسط جورج ميتشل الذي شارك في القمة، فقد اقر بعد انتهاء القمة الثلاثية باستمرار وجود خلافات بين الاسرائيليين والفلسطينيين حول اعادة اطلاق المفاوضات بينهما.

وقال المبعوث الاميركي للصحافيين ان quot;الجانبين يريدان اعادة اطلاق المفاوضات في اسرع وقت ممكن لكن هناك خلافات بشان طريقة تحقيق ذلكquot;.

من جانبه، حاول رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو ومن دون ان يركز على موضوع الاستيطان، ان يقدم حصيلة غير قاتمة للقمة.

وقال ان quot;هناك اتفاقا عاما يضم الفلسطينيين بان عملية السلام يجب ان تستأنف باسرع وقت ممكن بدون شروط مسبقةquot;.

واضاف quot;لم يكن هناك غالب ولا مغلوب (...) استئناف المفاوضات سيكون في مصلحة جميع الاطراف، نحن والفلسطينيون والولايات المتحدة وقضية السلامquot;.

وعبر مسؤولون اسرائيليون الاربعاء عن ارتياحهم لاستئناف الحوار مع الفلسطينيين بدون quot;شروط مسبقةquot; على حد قولهم لكنهم شككوا الوقت نفسه بنتيجته.

واشاد وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان الاربعاء بالقمة الثلاثية.

وقال زعيم حزب quot;اسرائيل بيتناquot; اليميني المتطرف للاذاعة الاسرائيلية quot;اشعر بالارتياح لحدوث اللقاء بحد ذاته وان يستأنف حوار بدون شروط مسبقةquot;. واضاف quot;المهم هو ان تحترم الحكومة (الاسرائيلية) تعهداتها (تجاه الناخبين) والا ترضخ للضغوطquot;.