الديمقراطي الاشتراكي الالماني يتطلع لليسار لبداية جديدة

تعهدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بعد يوم على فوزها في الانتخابات التشريعية، بإبرام اتفاق لتشكيل ائتلاف حكومي مع شركائها الجدد خلال شهر.

برلين: قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل/ فيما حصلت على التهاني والإشادات من زعماء العالم رغم ضعف النتيجة التي حصل عليها ائتلافها، مقارنة بتاريخ اليمين الألماني، قالت للصحافيين في برلين quot;نريد التوصل إلى (تشكيل ائتلاف حكومي) بسرعة، لكن من الواضح أن الجودة لها الأولوية على السرعة، وان كنت أعتقد أن لألمانيا الحق في الحصول على حكومة جديدة بسرعةquot;. من جانبه، قال رونالد بوفالا، أمين عام حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، الذي تتزعمه ميركل، إن quot;هدفنا هو التوصل إلى اتفاق ائتلاف في غضون شهر على أقصى تقديرquot;.

وفاز المحافظون (الاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي) بزعامة ميركل (55 عاما)، وحلفاؤهم الليبراليون من الحزب الديمقراطي الحر بغالبية مريحة، بحصولهم على 332 مقعدا من أصل 622 في البرلمان المقبل، وفق النتائج الرسمية التي صدرت أمس.

وتراجع نصيب الحزب الديمقراطي الاشتراكي بأكثر من 11 نقطة الى 23 في المئة من الاصوات مما وضع هذا الحزب الذي ينتمي الى يسار الوسط في صفوف المعارضة للمرة الاولى في 11 عاما وأثار نداءات لاجراء تغيير جذري في القمة. وقال هانز فورلاندر باحث العلوم السياسية بجامعة دريسدن quot;اذا اراد ان يصبح في السلطة مرة اخرى فانه سيتعين على الحزب الديمقراطي الاشتراكي ان ينتقل الى اليسار وان يعيد تنظيم قيادته.quot;

والهزيمة الكاملة للحزب الديمقراطي الاشتراكي أعطت لميركل الفرصة لتشكيل حكومة يمينية مع الحزب الديمقراطي الحر مما خلق معسكرين منفصلين في البرلمان. وجاءت الهزيمة في ذروة الانتقال المتواصل للتأييد من أقدم حزب في المانيا الى الخضر والى الحزب اليساري الذي يتقدمه اوسكار لافونتين الزعيم السابق للحزب الديمقراطي الاشتراكي. وقال ريتشارد شتويس وهو باحث في العلوم السياسية بالجامعة الحرة في برلين quot;تحتاج المعارضة الى اجراء محادثات ائتلاف.quot;

واضاف quot;ولكي تكون فعالة ستحتاج الاحزاب الثلاثة الى اعداد اتجاه مشترك. لكنني أشعر بالقلق من انهم لن يتمكنوا من عمل ذلك وسيختلفون مع بعضهم البعض بدلا من ذلك.quot; وبدأت الانقسامات بين الحزب الديمقراطي الاشتراكي وقاعدته العمالية التقليدية بشأن خفض مخصصات الرعاية عندما كان في السلطة اثناء حكم المستشار جيرهارد شرودر. وعندما خسر بفارق ضئيل لصالح ميركل في عام 2005 اضطر حزبه الى القيام بدور صغير في quot;ائتلاف كبيرquot; من اليمين واليسار.

وخلال السنوات الاربع الماضية سعى الحزب الديمقراطي الاشتراكي الى ان ينأي بنفسه عن المحافظين في حزب ميركل مما ساعد اليسار والخضر على تحقيق نتائج قياسية في الانتخابات التي جرت يوم الاحد حيث حصل الحزبان تقريبا على عدد مقاعد يماثل الحزب الديمقراطي الاشتراكي.