كشفت وثائق رفعت عنها السرية أخيرًا النقاب عن أن فرنسا تسترت على حجم التداعيات التي نتجت من تفجيرها لأول قنبلة ذرية في الصحراء الجزائرية عام 1960، حيث أفصحت تلك الوثائق عن أن هذا التفجير تسبب في إرسال جسيمات مشعة إلى جزيرة صقلية الإيطالية والساحل الجنوبي لإسبانيا في غضون أسابيع من التفجير.

ذكرت صحيفة لوباريزيان الفرنسية، التي حصلت على نسخة من تلك الوثائق، أن تلك الجسيمات المسببة للسرطان قد تظل في الجسم من دون أن يتم اكتشافها على مدار سنوات. وتلك القنبلة، التي أطلق عليها اسم quot;اليربوع الأزرقquot;، كانت واحدة من 17 قنبلة تم تفجيرها في نهاية المطاف في الصحراء والجبال الجزائرية بين عامي 1960 و1966.

إخفاء مخاطر
وزعم ناشطون أن تفجير تلك القنابل بعث بقدر كبير من المواد النووية المشعة إلى الغلاف الجوي، فيما لم يتم تحذير المدنيين وقتها من المخاطر التي قد تنجم من ذلك.

وقال عضو من جماعة الضغط Observatoire des Armements، التي تعتبر واحدة من الجماعات، التي أجبرت فرنسا بعد عراك قانوني دام طوال 10 أعوام، على الإفراج عن تلك الوثائق عام 2013، إن الحكومة الفرنسية لطالما سعت إلى عدم كشف هذا السر.

أضاف هذا العضو، ويدعى برونو باريلو: quot;من بين تلك الوثائق خريطة، تم إعدادها بعد التفجير بشهرين، وجرى حفظها بعدما صُنِّفَت باعتبارها من الأمور السرية للغاية، وتم حظر الكشف عنها تحت أية حال من الأحوال. كما وُضِعَ تحذير على كل صفحة من صفحات الوثائق، يقول إنكم قد تُحَاكَموا إذا كشفتم عن تلك الوثائقquot;.

في سبيل النووي
ولفت باريلو إلى أن السبب وراء رغبة فرنسا في الاحتفاظ بسرية هذا الأمر هو اندفاعها للحصول على السلاح النووي الخاص بها، وكذلك لأنها كانت تجري الاختبار الخاص بالتفجيرات في جزء من أفريقيا محاط بدول كانت قد حصلت حينذاك على استقلالها.

أكمل باريلو حديثه بالقول quot;وقد كذب الفرنسيون، وأخفوا الحقيقة. ورغم أنهم كانوا على دراية بالمخاطر، إلا أنها أصرّوا على إجراء تجارب التفجيرات علي أية حالquot;.

هذا وتعذر على وسائل إعلام فرنسية الوصول إلى مسؤولي وزارة الداخلية الفرنسية من أجل التعليق على ما قد ينجم من تداعيات جراء الكشف عن تلك الوثائق بالغة الأهمية.