رأت& شخصيات جزائرية إعلامية وغيرها أن موضوعية ومصداقية إيلاف جعلتاها مرجعًا لوسائل إعلام غربية، كما أكدوا أنها في عيدها الثالث عشر لا تزال الصحيفة تساهم في نشر الوعي بين القرّاء من خلال طرحها موضوعات خلافية وجدلية تستدعي تفاعلًا.


كامل الشيرازي من الجزائر: رأت فعاليات جزائرية أنّ تميّز وانفتاح "إيلاف" منحاها الريادة، كما حيّوا انفتاح عميدة الصحف الالكترونية العربية على الشباب وإسهامها في ثورة الاتصال العربية، وأشارت إلى أن المتغيرات التي شهدها الوطن العربي أثّرت على الإعلام الرقمي والورقي أيضًا، لكن السلطة الرابعة لا تزال تشكو نقص التكوين والاحترافية.

&نوه الإعلامي الجزائري صابر أيوب بكون صحيفة "إيلاف متميزة فعلًا بمضمونها وعناوينها الجذابة المثيرة من دون الإفراط في الإخلال بمضمون التقارير والأخبار. وأشاد أيوب بتنوع تقارير إيلاف، التي تغطي كل الأحداث في شتى المجالات، وكذلك ما أسماه "الخط الإيلافي التحريري الليبرالي المتحرر"، لافتًا إلى أنها أقدم صحيفة إلكترونية عربية وأنه تمكّن تصفح موقعها بسهولة ويسر.

طلائعية&&&&
عن متابعته لإيلاف، يبرز أيوب مواظبته على مطالعة الموقع تقريبًا يوميًا، وذلك منذ إطلاق "إيلاف"، ويعزو ذلك إلى "تميّز التقارير"، خاصة تلك التي تطلعنا على الأوضاع في البلاد العربية بشكل يلخّص ويقرب فهم مختلف المسائل والقضايا التي تتميز في بعض الأحيان بالتعقيد، ويربط محدثنا انجذابه بـ"ليبرالية إيلاف وانفتاحها في تناول كل المسائل بجرأة وجاذبية وبساطة"، ما شجّعه على قراءة كل الموضوعات من السياسة والأمن إلى أخبار الرياضة والفن.

يرفض أيوب لغة المجاملة، ويصرّ على أنّ إيلاف في طليعة عشرة مواقع إخبارية عربية، مستثنيًا مواقع الفضائيات التي لها إمكانيات ضخمة، مثل الجزيرة والعربية وبي بي سي. ويفسّر أيوب هذه الطلائعية بالمحتوى والخط التحريري المنفتح الذي منحها مكانة كبيرة، بحيث لا يمكن التطرق إلى الصحافة الالكترونية العربية من دون ذكر إيلاف كصحيفة إلكترونية رائدة في العالم العربي.

لكن الإعلامي الجزائري توفيق بوقعدة لا يشاطر رأي أيوب، حيث ذهب إلى أنّ إيلاف كانت أول جريدة إلكترونية عربية، لكنها الآن ليست في المقدمة، ويشير بوقعدة إلى أنّ التكنولوجيا والثورة التي شهدتها تقنيات الاتصال، جعلتا الشباب العربي من مختلف الأقطار العربية منفتحًا على بعضه البعض، بما ساعد على بناء قاعدة للتعارف وتبادل الخبرات في شتى المجالات والقطاعات، إضافة إلى مساهمة الصحافة الالكترونية في خلق علاقات إنسانية بين الشباب العربي من مختلف الأقطار، وساعدت على تنمية هذه العلاقات.

مستقبل واعد
عن دور الصحافة الالكترونية في دعم التواصل مع شباب الوطن العربي، يتصور أيوب أنّ الإعلام الرقمي لديه مستقبل واعد، خصوصًا مع تزايد الارتباط بشبكة الإنترنت، وأيضًا لتعدد وسائط التصفح وسهولة استخدام الهواتف الرقمية إلى لوحات القراءة الإلكترونية والكمبيوترات العادية، طبعًا من دون الانتقاص من شأن الصحافة الورقية.

عن تموقع إيلاف في منظومة الصحافة الالكترونية، يسجّل أيوب أنّ الموقع المتميّز الذي تمتلكه إيلاف بين المواقع الإخبارية العربية الكبرى، يحتّم عليها الاستمرار في أداء خدمة إخبارية متميزة، خصوصًا في ظلّ المنافسة الالكترونية الشرسة، ويركّز صاحب تجربة سنوات طويلة في مهنة المتاعب، بوجوب التركيز أكثر على المصداقية وتقديم أخبار وتقارير تقرّب الفهم إلى القارئ في عجالة، بعيدًا عن التعقيد الذي قد ينفّر القرّاء بعد يوم متعب من العمل.

إعلام "المواطن"&&
لأنّ الإعلام الالكتروني تخطى الحواجز الرقابية والحدود، فإنّه ساهم – يضيف أيوب - بدرجة واسعة إلى جانب الاعلام المرئي في رسم ملامح الربيع العربي وفي فهم الأوضاع بشكل جيد، وربما هذا ما فشلت فيه الصحافة المكتوبة التي تخضع للرقابة، وتعجز في تخطي الحدود، وربما حتى في الانتشار داخل القطر الواحد، نظرًا إلى تحديات الطباعة والتوزيع.

بينما يؤكد بوقعدة أنّ تعميق الديمقراطية أو نشر الفوضى هي انعكاس للواقع العربي، وبإرادة المواطنين، ويرى أنّ الدور الآن هو لإعلام المواطن، الذي يرى أنه أقوى من حيث التأثير على الإعلام التقليدي، حتى ولو أخذ الشكل الالكتروني.

متغيّرات أثّرت
بشأن انعكاسات موجة التغييرات العربية على الإعلام العربي، أوعز أيوب أنّه شهد بالفعل قفزة نوعية كبيرة خصوصًا على مستوى الكم، فدول عربية كثيرة لم تكن تملك قبل سنوات سوى عدد قليل من المطبوعات والقنوات، واليوم نشاهد طفرة غير مسبوقة إلى درجة أنّ الدولة الواحدة أصبحت تنشر أكثر من مئة مطبوعة إخبارية فضلًا عن المواقع الالكترونية.

لكن يبقى الإعلام العربي – بنظر أيوب - يفتقر إلى التكوين والاحترافية، وطبعًا هذا راجع إلى نقص الإمكانيات وطبيعة أنظمة الحكم وعوامل اجتماعية وثقافية واقتصادية لا تساعد على العمل الصحافي، إضافة إلى قصر عمر التجربة الإعلامية العربية مقارنة بالغرب الذي شهد بزوغ الصحافة منذ أكثر من ثلاثة قرون.

كرّساها مرجعية
يبدي أيوب قناعة بأنّ إيلاف أضحت مرجعًا للكثير من وسائل الإعلام الغربية، تبعًا لرأسمالها القائم على الموضوعية والمصداقية، وهما من يحددان قيمتها كمصدر موثوق للأخبار والتقارير الخاصة بمراسلي إيلاف من البلاد العربية.

يشهد أيوب على قدرة الصحافة الإلكترونية على اختراق الجدار السلطوي العربي، وفي مقام نموذجي تنهض إيلاف بإطلاع القرّاء على مجريات الأحداث وكذلك إجراء قراءات في الأحداث من خلال مقالات كتّابها المتميزين، والخيار متروك للقارئ في طريقة فهمه أو تصرفه ورد فعله تجاه القضايا التي يقرأ عنها في إيلاف.

عن نجاح إيلاف في تعميق الديمقراطية أو إسهامها في نشر الفوضى، يحيل أيوب إلى أنّ القارئ يبقى هو سيد الموقف في النهاية، وهو من يقرر وجهة نظره من خلال المقارنة والتحليل، لافتًا إلى أنّ إيلاف تسهم في نشر الوعي من خلال تناولها للقضايا الخلافية بالتحليل من مختلف الزوايا.

كسر الرؤى والأيديولوجيات&&
يقدّر بوقعدة أنّ النقاشات والحوارات التي دارت بين الشباب العربي على نطاق إيلاف في تطوير عدد من المشاريع الشبابية في المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية، لاسيما مع تقديم إيلاف العرب للغرب كمجتمعات منفتحة على الثقافات الأخرى، وغير متعصّبة عكس ما رُوّج له في المواقع والصحف العالمية.

ويردف بوقعدة :"الإعلام العربي لا يمكن الآن أن يبقى أسير الرؤية الرسمية أو أيديولوجية معينة، بل سيكون حلبة لنقاش الأفكار والمشاريع والسياسات، وحتى الانتكاسات التي تعرفها المجتمعات العربية أرى أنها مرحلة مهمة من أجل التأسيس لوعي عربي جديد بعيد عن الأطر الجاهزة التي تستخدمها السلطات أو الأحزاب من أجل تحقيق مكاسب ومصالح سياسية".

يشهد محسن بلعباس رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية (أحد أبرز قوى المعارضة في الجزائر) لإيلاف بكونها تمثل فضاء كبح التضييق الممارس في بلاده ضدّ من يغردون خارج "القفص السلطوي"، كما استحسن بلعباس "حيادية" إيلاف وتعاطيها الاحترافي مع كل الذي شهدته الجزائر منذ سنوات عديدة.

ويقرّ بلعباس أنّ إيلاف تروّج للصوت المتمرد، وتنقل الأحداث بتشعباتها باحترافية وعمق وموضوعية في عالم يشهد تحولات متسارعة ومراهنات على تحقيق استقلالية مفقودة.
&