أعلنت حكومة رئيس الوزراء الليبي المكلف عبد الله الثني أنها تنتظر قرار القضاء لتقرير ما إذا كانت ستسلم السلطة لرئيس الوزراء الجديد أحمد معيتيق. في وقت شنت قوات اللواء حفتر غارات جوية على مسلحين متطرفين في بنغازي.


شنت قوات اللواء الليبي خليفة حفتر، الذي يحارب "الارهاب" في بلاده، الاربعاء غارات جوية على مجموعات اسلامية مسلحة في بنغازي في تصعيد جديد في هذا البلد الغارق في الفوضى.

ياتي هذا الهجوم غداة تهديد تنظيم "انصار الشريعة"، الذي يتخذ من بنغازي مقرا، حفتر بانه سيلقى مصير معمّر القذافي، الذي قتل في تشرين الاول/اكتوبر 2011 بعد القبض عليه من كتائب الثوار على نظامه. كما حذر التنظيم الولايات المتحدة من التدخل في ليبيا.

وزاد من غموض المشهد الليبي الغارق في صراع على السلطة، وحيث تفرض الميليشيات قانونها، عدم تسليم رئيس الحكومة المكلف عبد الله الثني السلطة لرئيس الحكومة الجديد احمد معيتيق في انتظار قرار قضائي، ما يثير مخاوف من وجود حكومتين في البلاد.

حكومة الثني بانتظار القضاء
واعلنت حكومة الثني الاربعاء انها تنتظر قرار القضاء لتقرير ما اذا كانت ستسلم السلطة لرئيس الوزراء الجديد احمد معيتيق، الذي كان انتخب في البرلمان في جلسة حضرها نحو نصف اعضاء المؤتمر الوطني العام، ما اثار احتجاج نواب معارضين.

وجاء في بيان انه "انطلاقا من مسؤوليتها التاريخية فان الحكومة بالوكالة تتعهد بالاحترام التام لكل قرارات القضاء"، بشان الاحتجاج على انتخاب معيتيق من قبل البرلمان.

وفي غرب بنغازي قال أحمد الجازوي المتحدث باسم "غرفة ثوار ليبيا" إن "مقاتلة قصفت معسكر كتيبة شهداء السابع عشر من فبراير بصاروخين"، مضيفا أن "القصف لم يخلف ضحايا في صفوف الثوار، فيما تعامل هؤلاء بالمضادات الأرضية معها حتى غادرت محيط المنطقة".

واكد متحدث باسم قوات حفتر الهجوم بدون تقديم تفاصيل. وغرفة ثوار ليبيا تضم عددا من كتائب الثوار السابقين، على رأسها كتيبة شهداء 17 فبراير وقوات درع ليبيا. ويشتبه في ارتباط كتيبة 17 فبراير المكونة من اسلاميين بتنظيم "انصار الشريعة" الذي صنفته الولايات المتحدة "تنظيما ارهابيا".

وكان حفتر شن في 16 ايار/مايو حملة عسكرية أطلق عليها "الكرامة" ضد ما وصفها بالمجموعات الإسلامية "المتطرفة" خصوصا في بنغازي، والتي اعتبرها "إرهابية". وحظيت هذه الحملة بدعم العديد من الوحدات العسكرية والميليشيات، كما أيدها عدد كبير من الأهالي.

أنصار الشريعة تتوعد حفتر
من جهتها، دعت مجموعة "انصار الشريعة" الليبية الاسلامية المتطرفة الليبيين الى عدم الانضمام الى حملة "الكرامة" التي يقودها حفتر، وتوعدته الثلاثاء بانه سيلقى مصير الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي الذي قتل في 2011.

ودعا محمد الزهاوي قائد هذه المجموعة، في بيان عبر قنوات تلفزيون ليبية الى عدم الاستماع الى "من يريدون تقسيمنا". واتهم زهاوي اللواء حفتر بانه "قذافي جديد" و"عميل للمخابرات الاميركية"، وتوعده بالمصير نفسه الذي لقيه القذافي.

ووسط هذه الفوضى، تواترت دعوات العديد من الدول لمواطنيها في ليبيا الى توخي الحذر، فيما نصحت الولايات المتحدة مواطنيها بمغادرة ليبيا "فورا". وقررت الولايات المتحدة الثلاثاء نشر بارجة برمائية تضم الف جندي من مشاة البحرية قرب السواحل الليبية استعدادا لاجلاء محتمل للاميركيين.

ولا تزال واشنطن تحت صدمة الاعتداء في 11 ايلول/سبتمبر 2012 على القنصلية الاميركية في بنغازي الذي قتل فيه السفير الاميركي وثلاثة من معاونيه. وتفرض ميليشيات يهيمن عليها الاسلاميون احكامها في ليبيا منذ الاطاحة بنظام القذافي.& ولم تتمكن السلطات الانتقالية من تشكيل جيش وشرطة منضبطين.

وينذر تصاعد العنف باغراق البلاد في حرب اهلية وسط تاجج الصراع بين ميليشيات لا تحركها الا مصالحها الخاصة في بلد يعج بالسلاح.
&