اكد الجيش الاسرائيلي انه يحقق "بامانة" بشأن القصف الذي اودى بحياة اربعة اطفال على شاطئ غزة الاربعاء في حادث "ماساوي". وقال الجيش في بيان "اننا نحقق بامانة بشأن الحادث المذكور".

وبحسب الجيش "ان النتائج الاولية (للتحقيقات) تشير الى اهداف الضرب كانت ارهابيي حماس". واضاف البيان "ان القتلى المدنيين المعلنين هم نتيجة مأساوية"، مؤكدا ان اسرائيل ليست لديها "نية الاساءة الى مدنيين جرتهم حماس الى واقع النزاع".

وقد قتل اربعة اطفال واصيب اخرون بجروح في قصف دمر خيمة للصيادين على شاطئ مدينة غزة قرب الميناء حيث كانت تتواجد مجموعة من الاطفال على بعد مئتي متر من فندق ينزل فيه الصحافيون.

وقتل 23 فلسطينيا على الاقل بينهم ثمانية اطفال اليوم الاربعاء في الضربات الجوية الاسرائيلية، ما يرفع الحصيلة الاجمالية الى 220 قتيلا فلسطينيا بعد تسعة ايام من الضربات على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية (حماس) بحسب مصادر صحية فلسطينية.

وهز انفجار المكان تبعه صراخ اطفال مصابين دماؤهم تنزف فروا خائفين من قذيفة اسرائيلية ضربت الخيمة التي كانوا يلعبون فيها على الشاطئ، نحو الفندق القريب يطلبون النجدة قبل انفجارين اخرين قتل فيهما اربعة منهم.

جرى الطفل محمد بكر ذو العشرة اعوام مع ثلاثة من ابناء عمومته مبتعدين عن الخيمة التي اشتعلت فيها النيران اثر القصف، وبعد لحظات سمع دوي انفجار اخر تلاه انفجار ثالث. صرخ محمد "الحقونا قتلوا اخوتي واولاد عمي". واضاف الطفل محمد المصاب بشظايا في وجهه ويده اليسرى "قتلوا اخي عاهد، الله يرحمه، قتلوا كل الاولاد".

ولم يتمكن عاهد بكر وعمره 10 اعوام وابناء عمه اسماعيل وزكريا ومحمد& واعمارهم 9 و10 و11 سنة، من الفرار حيث اصابتهم القذائف مباشرة فبقيت جثثهم الممزقة على رمال الشاطئ التي اختلطت بدمهم. وهرع الى المكان عاملون في فندق الديرة القريب لانقاذ الاطفال المصابين قبل ان تصل سيارات اسعاف لنقل الجثث.

ووصل حامد بكر (13 عاما) الذي اصيب بشظايا في الصدر والقدم وهو يبكي بشدة مسرعا الى قاعة الفندق المطلة على الشاطئ حيث قام عاملون وصحافيون بتهدئته ومساعدته الى ان وصل مسعفون ونقلوه للمستشفى. وانشغل عاملون اخرون ومواطنون نزلوا من منازلهم المحاذية للشاطئ بتقديم الاسعافات الاولية في ساحة الفندق وقرب بوابته قبل نقل الجرحى الى مستشفى الشفاء حيث وصفت جراح اثنين منهم بالخطرة.

واعلن اشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة "استشهاد اربعة اطفال من عائلة بكر واصابة خمسة اطفال اخرين" ويعمل اباؤهم في مهنة الصيد. وذكر عدد من مراسلي فرانس برس وشهود ان اسرائيل اطلقت قذائف عدة باتجاه مجموعة من الاطفال قرب مرفأ الصيادين على ميناء غزة، على مقربة من الفندق الذي يقيم فيه طاقم من صحافي ومصوري فرانس برس وعدد من الصحافيين الاجانب.

وودع "الشهداء" على عجل في منازلهم شمال مخيم الشاطئ للاجئين وسط حزن وبكاء وصراخ قبل ان تقام صلاة الجنازة في مسجد "ابو حصيرة" بمشاركة المئات من افراد العائلة.& وسجيت الجثامين بعد ان لفت برايات حركة فتح في مقدمة المسجد الممتلئ بالمصلين، وجلس زكريا بكر وهو والد احد القتلى وجد اخر وعم الثالث والرابع على ركبتيه قرب وجوههم الملطخة بالدماء وهو يقول "حسبنا الله ونعم الوكيل".

واضاف ابو عاهد الذي بدت على وجهه الصدمة من دون ان يستطيع البكاء "قالوا لامهم انهم ذهبوا للشاطئ للعب" وتابع "سمعنا على الراديو ان مجزرة ارتكبت على الشاطئ، عرفت انهم هم". اما خميس بكر (47 عاما) فقال "كانوا يلعبون على الشاطئ، خرجوا من البيت ليبتعدوا عن قصف الطائرات لكن الغدر الاسرائيلي قتلهم. ما ذنب الاطفال".&&

وقال احد اقاربهم وهو الشاب رائد "لم يعرفوا شيئا من الحياة .. استشهدوا". ودفن الاطفال الاربعة في مقبرة العائلة غرب غزة.
وفي مؤتمر صحافي طالب سامي ابو زهري المتحدث باسم حماس الامين العام للامم المتحدة "بان كي مون بان يعلن ادانته لقتل الاطفال من عائلة بكر".

وتوعد ابو زهري "ان الامن الذي يفتقر اليه شعبنا لن ينعم به العدو بعد الان". وفي ساعات المساء قتل اربعة فلسطينيين بينهم طفلان من عائلة الاسطل في غارة استهدفت تجمع مواطنين قرب مسجد "الكتيبة" وسط خانيونس جنوب قطاع.

واوضح القدرة ان "الطفلة ياسمين وعمرها اربعة اعوام وشقيقها اسامة وعمره 6 اعوام استشهدا في الغارة كما استشهدت مسنة في السبعين من عمرها وشاب عمره 23 عاما في نفس الغارة".

وفي الوقت نفسه قتل الطفل حمزة رائد ساري البالغ 6 سنوات في غارة على جباليا، لترتفع حصيلة قتلى الاربعاء الى 23 قتيلا بينهم ثمانية اطفال. وقتل 220 فلسطينيا واصيب نحو 1600 بجروح منذ 8 تموز/يوليو عندما بدأت اسرائيل هجومها على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية (حماس).

اسرائيل ستوقف القصف لخمس ساعات في غزة الخميس
اعلن الجيش الاسرائيلي مساء الاربعاء انه سيوقف القصف على غزة لخمس ساعات الخميس لاسباب انسانية لافساح المجال امام السكان للتمون، نزولًا عند طلب الامم المتحدة.

وقال الجيش في البدء انه سيوقف القصف لست ساعات، ثم قال في بيان ثان انه سيفعل ذلك لخمس ساعات فقط. وقال الجيش في بيان انه "سيوفر نافذة انسانية غدا الخميس 17 تموز/يوليو بين العاشرة صباحا والثالثة بعد الظهر (7,00 و12,00 ت غ)". وخلال هذه الفترة فان الجيش "سيوقف عملياته في قطاع غزة ويوقف اطلاق النار".

واضاف ان "هذه النافذة الانسانية هدفها افساح المجال امام سكان غزة لتمون احتياجاتهم الانسانية". ولكنه حذر من انه "في حال استغلت حماس او اي تنظيم ارهابي آخر هذه النافذة الانسانية (...) فإن الجيش سيرد بحزم". وتقررت التهدئة القصيرة بعد مفاوضات مع ممثلي الامم المتحدة.

وحذر الجيش من انه سيستأنف الضربات ودعا سكان مناطق عدة شمال القطاع الى عدم العودة "لمنازلهم بعد الثالثة بعد الظهر".

&