& المديرة السابقة لمنظمة "ليبرتي" تفسر السبب في شعورها أن الشعراء بمقدورهم إعطاء صوت قوي للدفاع ضد الظلم .

&
كتابة / شامي تشاكرابارتي
ترجمة / أحمد فاضل
الشعر وحقوق الإنسان في كثير من الأحيان مرتبطان بعضهما بالآخر ، وأنا في
في طريقي إلى نيوكاسل غمرتني سعادة كبيرة حينما تذكرت أن جامعة المدينة منحت الدكتوراه الفخرية لمارتن لوثر كينغ في حياته وأن الخطاب الذي كان غير &متوقعا والذي ارتجله عام 1967 " لدي حلم " تم تصويره ثم فقد لسنوات عديدة قبل اكتشافه داخل الأكاديمية ، وقد تبين لي أن هذا الخطاب العظيم على الرغم من كل ما قيل عنه وقتها هو قصيدة سياسية مدوية ضد العنصرية والفقر والحرب ؟ وهو أفضل مكان ليكون مهرجانا للشعر وكذلك لمناقشة حقوق الإنسان وقد سمعت أن كارولين Forché وهي شاعرة أمريكية شهيرة ومدافعة قوية عن حقوق الإنسان تريد تحقيق ذلك مع نخبة خيّرة معها وأنا مفتونة بما سمعت وهو الطريق الصحيح لتحقيق الجمع بين كل هذه المهارات والخبرات في سبيل نجاح هذه المهمة ، ومع أني أرفض الجمع بين الشخصية السياسية والشعرية وأتبنى بدلا من ذلك فكرة الاجتماعية التي أصفها التفكير بحقوق الإنسان حصرا ، لكن لا ضير إن كان الفن بمفهومه الواسع يخدم ما ذهبت إليه فالجميع تواقون إلى الحرية والاستقلالية والخصوصية ، ولكن أيضا حاجتنا إلى التجمع والتعبير كأسرة واحدة في مجتمع واحد &لتغيير سياسة إساءة استعمال السلطة في البيت، في الشارع وفي المؤسسات الخاصة والعامة .
كان وايستن هيو أودن الشاعر الأمريكي المتحدر من أصول بريطانية بقدر ما هو رجل مشهود له بمواقفه الإنسانية ، فقد كان مؤمنا بنظرية سيغموند فرويد &بفكرة الفصل بين الشخصية في الحياة السياسية والأدبية لوجود الكثير ممن قهرتهم السياسة وأصبحوا لاجئين بسببها ، أودن له قصيدة كتبها عام 1939 يفسر من خلالها ما اعتمده من رأي بهذا الجانب :
& قل
&هذه المدينة لديها عشرة ملايين نسمة
& بعض منهم يعيشون في القصور
وبعضها يعيش في الثقوب
ومع أنه ليس هناك مكان لنا
يا عزيزي ،
لا مكان بالنسبة لنا .
هذه القصيدة يمكن أن تصاغ حتى كقانون أو أن تكون مصدر إلهام وليس مجرد تشريع له في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، وهناك كتاب صدر حديثا عنوانه " دفق من الكلمات : الإيمان بالشعر " للقس البريطاني مارك أوكلي وهو من أشد المدافعين عن حقوق الإنسان وسفيرا للنوايا الحسنة يستعرض من خلاله العلاقة الرائعة بين الإيمان والشعر والنضال حيث يصفها أنها جميعا بمجرد أن يحدث اشتباك بينها تصبح أكثر قوة للمجتمع وبشكل لا يصدق ، أعتقد أن هذا صحيح بالنسبة لقضايا حقوق الإنسان على وجه الخصوص ، ففي هذه الأيام التي أصبحت فيها حقوق الإنسان مهددة في جميع أنحاء العالم ليس في بريطانيا وأوروبا وحدها بل وأبعد من ذلك والمنظمات المدافعة عنها ليس لديهم إلا العدد قليل من الأصدقاء في السلطة سواء في مجال السياسة أو الشركات أو وسائل الإعلام التقليدية بالتأكيد هذا التحدي يخلق فرصة لأن يكون للشعر حضوره هناك لأنه هو الوسيلة الرابطة بين أصواتنا الداخلية والخارجية وسوف يكون مدافعا قويا في هذا المجال .
شامي تشاكرابارتي وكارولين Forché سوف تشاركان في مهرجان الشعر المزمع عقده يوم الأربعاء القادم في نيوكاسل من قبل هيومن رايتس وهي المنظمة الدولية غير الحكومية المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان والدعوة لها ومقرها في مدينة نيويورك ، وتشاكرابارتي ولدت في 16 يونيو / حزيران 1969 في ضاحية كنتون في لندن في بورو من هارو من أبوين من الهندوس والبنغال ، انضمت إلى الحزب الديمقراطي الاجتماعي 1985 إلى عام 1987 حيث بدأت بالعمل في وزارة الداخلية كمحام وفي عام 2001 انضمت إلى منظمة حقوق الإنسان والحرية ، أما ليبرتي أو الحرية ( المعروفة رسميا باسم المجلس الوطني للحريات المدنية أو NCCL ) هي مجموعة مناصرة مقرها في المملكة المتحدة ، والتي تناضل لحماية الحريات المدنية وتعزيز حقوق الإنسان من خلال المحاكم &وفي البرلمان وفي المجتمع الأوسع ، تأسست NCCL في عام 1934 من قبل رونالد كيد وسيلفيا كراوثر سميث (لاحقا Scaffardi) ، وفي عام 2009 احتفلت المنظمة بالذكرى الخامسة والسبعين لها وقد تميز هذا الحدث مع مؤتمر حضره بعض المفكرين والنشطاء في بريطانيا ناقشوا من خلاله التحديات التي تواجه حقوق وحرية الإنسان في بريطانيا الحديثة وهدف هذه المنظمة ليس في حماية الحريات المدنية فحسب بل أيضا لتوليد ثقافة الحقوق داخل المجتمع البريطاني وقد أعلنت ليبرتي مارثا سبورير مديرا جديدا لها يوم 31 مارس 2016.
عن / صحيفة الغارديان اللندنية
&