تلطيش الفتيات تعبير عن كبت مجتمعي مثقل بالمحرمات
حسام شحادة من دمشق: في مجتمعاتنا الشرقية،غالبا ما نجدالفتاة متوترة وكثيرة التردد و خائفة دائما من تصرفاتها وسلوكها أمام الجنس الآخر.. وكل ذلك،ناجم عن طريقة تعاطي البيئة الاجتماعية معها، ولا شك ان نظرات وتعليقات الذكور المستمرة على أسلوب حياتها وطريقة معيشتها وكل ما تفعله وتقوم به سواء في طريقة تناول الطعام أو طريقة مشيها أو طريقة كلامها،يترك اثاره العميقة في هذا الاتجاه ايضا.. وفي جولة استطلاعية لايلاف مع عدد من الفتيات السوريات كان لنا هذا التحقيق.
سمر محمود (26 عاماً) أجابت على سؤالنا حول ردود فعلها على تلطيش الذكور في الطريق بقولها: يبدو ان هذه
| سيدات في احد شوراع دمشق |
منى الملا (22 عاماً): قد يكون التلطيش في الشارع أمر عادي ومستساغاً من قبل البعض، فالشبان يمارسون هذه العادة بكل أريحية ومن دون حد ادنى من الحرج او الشعور بالخجل، وعندما أسير في الشارع أحاول عدم الاكتراث بهؤلاء الشبان كي لا اسمح لنفسي سماع الكلمات السيئة والبذيئة احيانا، وأعتقد أن الشاب الذي يقوم بمثل هذه التصرفات هو ابن بيئة متخلفة اجتماعيا واخلاقيا وتعاني من الكبت والقهر الاجتماعي.
محمد سعيد. باحت اجتماعي يعلق على ذلك قائلاً: "يتحمل المجتمع في ظل الثقافة الاجتماعية التقليدية التي يعيشها ويحافظ عليها المسئولية الرئيسية عن مشكلات الشباب التي تحدد تصرفاتهم السيئة وتجعلهم يبدون تائهين يتخبطون بكل ما يجدونه أمامهم.
ويتابع قائلاً: التحرش ما هو إلا حصيلة للثقافة الاجتماعية والمدنية والظروف الاجتماعية والعائلية والاقتصادية المختلفة والمتفاوتة وهو يتناول المجال الجسدي والجنس ويظهر بخاصة عند من حرم عليه الاحتكاك بالفتيات (أي إقامة علاقة معهن) فأصبحن كالسر الذي يجب أن يكتشفه وهذا ناتج بالطبع عن الكبت والحرمان الطويل مما ولد استعداداً لعمل أي شيء يحقق له ما يريد.
أما رانيا عيسى فتقول: إن أسوأ ما يقوم به الشبان أو الرجال هو التحرش بالأيدي أو التلفظ بالكلام البذيء، وبالقيام بأشياء منافية للمنطق والأخلاق، و هذا لا يليق إلا بالاشخاص ذوي المستويات الهابطة والمتخلفة، فأنا أستغرب في ظل هذا العصر الحديث وجود بعض هؤلاء الأشخاص ونحن نعيش اخلاقيات القرن الواحد والعشرون لذلك لا استطيع وصف هؤلاء إلا بأنهم مرضى، فعندما أرى شيئاً كهذا أو أسمع به من إحدى صديقاتي أو أخواتي أحس أن جسمي كله بدأ يرتجف ويتبدل مزاجي طوال النهار وينتابني كره شديد تجاه هؤلاء الشباب وأتمنى أن تخلوا الدنيا منهم ومن امثالهم0
أما ديما النجار فتقول، هناك من يجد متعة وتسلية بتحرش الشبان بهن كلامياً في الطريق، وقد يجدن أن هذا يحقق لهم شيئاً ما يرضي أنوثتهن وينشيها ولهذا يرضين به... أنا أعتقد أن هذا التصرف يقلل من قيمة الشاب قبل أن يقلل من قيمة الفتاة.. وأنا أشعر بالخجل إن أردت أن أتناول شيئاً في الشارع فلا أدري كيف سيبدو منظري أمام الآخرين وكم من مرة أسمع كلمة "صحة".. أشعر أنني في سجن من المراقبة فكل من حولي يراقبني وينتظرني على حركة حتى يتمكن مني.




التعليقات