بغداد: عادت الحياة إلى طبيعتها في منطقة الكرادة وسط بغداد، بعد الانفجار الدامي الذي نفذه انتحاري يقود سيارة مفخخة، الأربعاء الماضي، وراح ضحيته نحو (38) مدنيا بين قتيل وجريح. المواطنون بدأوا يلمون البقايا ويزيلون الأنقاض، وفتحت المحلات التجارية وعاد المتبضعون إلى السوق. ولكن quot;بحذرquot; كما قال صاحب أحد المحلات التجارية ، فهناك توقع بعودة المفخخات ولكن باساليب أخرى .
العميد قاسم عطا كبير المتحدثين باسم قيادة عمليات بغداد قال للوكالة المستقلة للانباء(أصوات العراق) إن الانفجارات التي يقوم بها المسلحون هنا وهناك وبين الحين والاخر والتي تستهدف المدنيين في الاسواق والاماكن العامة quot;لاتشكل ظاهرة quot; ويفسر عودة المفخخات بأنها quot; محاولة من الإرهابيين لاثبات وجودهم. quot;
مقابل ذلك ابدى العديد من المواطنين مخاوف من أن الامن quot;لم يستتب في بغداد تماما quot; لأن الجماعات المسلحة مازالت تقوم ببعض أعمال العنف ضد المدنيين .
الكاسب مازن حسين علو (44عاما من اهالي الكرادة) يقول quot; نتوقع التفجيرات في أي لحظة ، لاننا نعتقد بأن الاوضاع الامنية في بغداد لم تتحسن تماما لأن الجماعات المسلحة والانتحاريين مايزالون يتربصون الفرص لقتل اكبر عدد من المدنيين في محاولة لتقويض الامن.quot;
وأضاف علو quot;حي الكرادة هو الاكثر استهدافا من قبل الانتحاريين كونه مركزا تجاريا يقع في قلب العاصمة quot; وهناك كما يقول quot; حذر بين أهالي المنطقة .quot;
فيما يقول فارس الشمريquot;38quot; عاما من أهالي حي الصالحية quot; السيارات المفخخة والعبوات الناسفة مازالت تشكل تحديا كبيرا أمام بيانات الحكومة العراقية وقوات الامن العراقية رغم التحسن الامني الملحوظ في بغداد.quot; ولكن الشمري يلاحظ أن المفخخات صارت تنفجر quot; في فترات متفاوتة.quot;
ومع ذلك يرى الشمري أن المواطن quot; يجب ان لايعول كثيرا على اجراءات الحكومة ، إنما عليه ان يقي نفسه بنفسه quot; ويحدد الوسائل بـquot;تجنب الاماكن المزدحمة والمناطق.quot;
العميد عطا يكشف بأن السيارة المفخخة التي فجرت في الكرادة quot;لم تأت من خارج المنطقة ، أي انها فخخت في المنطقة quot; ويعلل ذلك بأن الانتحاري quot; ليس بأمكانه أن يتجاوز نقاط التفتيش واجهزة الكشف عن المتفجرات.quot; ويشير الى أن العمليات ضد الجماعات المسلحة مستمرة ، وعند السؤال عن الوقت قال quot;نحتاج الى أشهر حتى نطهر بغداد من الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون.quot;
نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب عبد الكريم السامرائي يقول quot; هناك تحسن ، ولكن الأمن لم يستتب.quot; وفي حديثه لـ (أصوات العراق ) يربط السامرائي تحسن الأمن بالوضع السياسي quot;ان استباب الامن في عموم العراق يحتاج الى وقت ، ولابد أن يسبقه استقرار سياسي واستقرار اقتصادي. quot; ويحيل السامرائي استمرار الانتحاريين الى وجود البطالة quot; لانها تشكل مشكلة كبيرة ، فبعض العاطلين يحاولون الانضمام للجماعات المسلحة للحصول على المال لقاء تفيذ عملية مسلحة ضد المدنيين او ضد الموظفين والمسؤولين.quot;
ومن جانب آخر اوضح السامرائي بأن استباب الامن quot; يحتاج الى تجهيز وتدريب قوات الامن العراقية لتمكينها من مسك الارض وأخذ المبادرة ، ولتكون لها القدرة على محاربة الجماعات المسلحة .quot;
من جانب آخر رفض النائب عباس البياتي عضو لجنة الامن والدفاع في مجلس النواب وعضو الائتلاف العراقي الموحد أن تكون عودة المفخخات دليلا عن تدهور الوضع الأمني بعد التحسن النسبي وقال لـ(اصوات العراق) بأن الاعمال السلحة المتفرقة quot;هي محاولة من قبل التنظيمات المسلحة ،وخصوصا تنظيم القاعدة ، لاثبات وجودها بعد ان طوردت من قبل مجالس الصحوة ورجال العشائر وقوات الامن ، وبعد ان فقدت حاضناتها وملاذاتها الآمنة.quot;
وأضاف البياتيquot; أن الاجهزة الامنية العراقية بدأت تأخذ زمام الامور،, بعد ان انتزعت المبادرة من التنظيمات الارهابية . هذه التنظيمات تحاول ان تثبت للرأي العام انها موجودة ، وان ما يقال عن القضاء عليها غير صحيح .quot;
التعليقات