بنديتكوس السادس عشر يحتفل بميلاده الثمانين وبعامين على تنصيبه


مارتين نواي منالفاتيكان: يتم بنديكتوس السادس عشر الاثنين عامه الثمانين وينهي عامين من ولاية بابوية غابت عنها الاصلاحات المهمة وتمحورت حول المسائل الاخلاقية وهم توحيد الكنيسة الكاثوليكية، وذلك بعد ولاية متميزة ليوحنا بولس الثاني.وفي هاتين المناسبتين، اي عيد مولده وانتخابه خلفا ليوحنا بولس الثاني في 19 نيسان/ابريل، يترأس البابا الالماني الاحد قداسا في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان.
وبذلك، تكون الحشود على موعد جديد مع البابا يوزف راتزينغر، علما انها لم تتخلف عن اي موعد سابق معه رغم انه لا يتحلى بالكاريزما التي طبعت سلفه كارول فويتيلا.
وبادر عازف الاورغ الالماني فولفغانغ شايفن الى تقديم هدية للبابا، فقد الف قداسا سيحتفل به للمرة الاولى صباح الاحد اسقف مدينة كولونيا يواكيم مايزنر في حضور المستشارة الالمانية البروتستانتية انغيلا ميركل والعديد من الاساقفة الالمان والدبلوماسيين.
وقال شايفن لوكالة فرانس برس quot;البابا قال انه مسرور لهذا القداس، ويمكنه ان يستمع اليه في العاشر من تشرين الاول/اكتوبر في روما عند افتتاح مهرجان الموسيقى المقدسةquot;.
ورحبت الصحف الايطالية بالحدث عبر مقالات تناولت وحدة الفكر والحركة بين بنديكتوس ويوحنا بولس.
لكن بعض اساقفة المجلس البابوي لم يخفوا تحفظاتهم عن ولاية بابوية لم تتسم بالنشاط، من دون ان يكشفوا هوياتهم.
ولم ترشح اي معلومة عن مضمون الرسالة التي سيوجهها البابا في هذه المناسبة المزدوجة.
ومنذ عامين، حرص بنديكتوس السادس عشر على حصر مداخلاته امام المؤمنين بالمسائل الروحية والاخلاقية، تاركا مواقفه السياسية لظروف طارئة.
فيوم احد الفصح، تناول في رسالته الى العالم quot;الكوارث الطبيعيةquot; وquot;المآسي الانسانيةquot; التي تصيب الكوكب، واضعا quot;آمالquot; الناس في الايمان بالله الذي احب الانسان quot;الى درجة تحمل الامنا، ولاسيما الام الابرياءquot;.
وفي 24 اذار/مارس الذي صادف الذكرى الخمسين لتوقيع معاهدة روما، انتقد البابا الاتحاد الاوروبي متهما اياه بممارسة quot;شكل فريد من الكفرquot; عبر التخلي عن القيم المسيحية التي قامت عليها اوروبا.
وفي هذا السياق، انتقد بنديكتوس السادس عشر quot;نسبيةquot; القيم في المجتمعات الغربية وquot;علمنةquot; تؤدي بها الى تهميش الاديان.
ويعتبر راتزينغر ملهم العديد من عظات يوحنا بولس الثاني يوم كان احد اقرب معاونيه، وقد اعلن نفسه مدافعا عنيدا عن كرامة الانسان وعن حياته quot;منذ بدء تكوينه حتى وفاته الطبيعيةquot;.
وتشكل قضايا الاجهاض والعائلة والمثلية الجنسية والموت الرحيم ساحة نزاع دائم بين الكنيسة والمجتمعات المدنية، اقله في اوروبا والدول المتطورة.
وبخلاف سلفه الذي امتلك رؤية سياسية لمشاكل العالم، يتفادى بنديتكوس الذي تربى على الفلسفة الاوروبية الخوض في الموضوعات التي تعني القارات الاخرى.
وتشكل رحلته الى البرازيل بين 9 ايار/مايو و14 منه للقاء اساقفة اميركا اللاتينية اول تجاوز للفضاء الثقافي الاوروبي، اذا استثنينا زيارته لتركيا.
ويبدي البابا اهتماما كبيرا بالوحدة الروحية للكنيسة حول كبير اساقفتها، وسيوجه قريبا رسالة للكاثوليك الصينيين الذين يعيشون تجاذبا بين كنيسة quot;قوميةquot; مرتبطة بحكومة بكين واخرى غير منظورة تخضع لسلطته.