إيلاف تقتحم عالمهن(2-2)
المثليات الشرقيات من مطرقة الدين لسندان الرغبة
نزار جاف من بون: تتطرق إيلاف في الجزء الثاني والأخير من التحقيق الذي يدخل الى عالم المثليات جنسيا ذوات الأصول الشرقية والمقيمات في أوروبا، والذي بدأناه امس مع قطر الندى (كما اسمت نفسها) وعشيقتها ربى، إلى نظرة المجتمع للمثليات جنسيا، إضافة الى علاقة المتزوجات منهن بأزواجهن وبأطفالهن، والأسباب التي تدفعهن إلى الانجذاب للجنس المثيل.
قبلة تشعل كياني
فبعد ان أعربت لها عن رغبتي في التحدث الى المثلية جنسيا الأقرب إلى قلبها، أشارت قطر الندى إلى صديقتها التي كانت برفقتها قائلة quot;هذه هي حبيبتيquot;، فأردفت quot;ربىquot; بغنج ودلال فائقين على كلامها هاتفة بصوت ملؤه الاغراء quot;وأنت ملكة قلبي وروحي... انت كل دنيايquot;. وكان سؤالي لها: متى بدأت تشعرين انك مثلية؟ فقالت وهي تدير عينيها في حركة غريبةquot; أعتقد كنت قد تجاوزت المراهقة ببضع سنين، وتذكر أنا هنا أقصد كممارسة وليس كإحساسquot;.
حدثينا عن الاحساس أيضا متى بدأ؟ فسحبت نفسا طويلا ثم قالت quot;منذ صغري كنت أحب الاختلاط بالفتيات و كنت أشعر بنوع من الضيق عند الاختلاط بالاولاد، لكنني و مع تقدم السنين بدأت أشعر بأنني أشعر بإرتياح بإمكانك أن تقول أيضا نوع من الاحساس بالطمأنينة و الاستقرار كلما كنت أنفرد بفتاة من اللواتي كنت أصادقهنquot; وهل وجدت من تشابهك في إحاسيسك و ميولك؟ بادرتها بالسؤال سريعا فقالت بهدوءquot;أعتقد كان هناك البعض منهن لكن لم يتسن لنا مكاشفة بعضنا البعضquot; هل كان ذلك هنا أم في بلدك؟ ضحكت وهي تجيب quot;في بلدي وهنا أيضا، حتى إنني شعرت في إحدى المرات بهذا الاحساس لدى فتاة متدينة خصوصا عندما كانت تودعني حيث كانت تحرص على طبع قبلة حارة جدا على خدودي و أحيانا كانت تلامس شفتي بحذر و دهاءquot; ولما سألتها عن تأثير تلك القبلة عليها هي، أجابت كمن يود إرجاع الزمنquot;آه، لحد الان لم أجد من يقبلني هكذا قبلة مليئة بالاثارة و الرغبة و الحب، لقد كانت تشعل لي كل كياني من قمة رأسي الى أخمص قدميquot; حدثيني عن أول فتاة أحببتها؟ فأطلقت ضحكة قوية وهي تصيح بمرح:quot;هل تريد إثارة الشغب بيني و بين حبيبتي من سؤالك هذا؟ هكذا أنتم الصحافيون لا يمكن الاطمئنان لكمquot; وطرحت السؤال مرة أخرى وقد أسهبت في شرح الضرورة التي تملي ذلك لإكمال التحقيق فقالت:quot;الحقيقة لم أكن أنا العاشقة في بداية الامر بل كنت معشوقة من قبل صاحبة المكان الذي أعمل فيه وبعد أن شعرت بدفء و صدق أحاسيسها بدأت أبادلها الحب لكن بدرجة أقل منهاquot;. وسألتها وهل كانت شرقية، فإبتسمت quot;كلا كانت ألمانية من أصل فرنسيquot;. وباغتها بسؤال آخر سريع: وماذا عن التي تلتها؟ فقالت: quot;صدقني لم أعشق أي فتاة أو إمرأة أخرى حتى إلتقيت بملكة قلبي و روحي وأنا واثقة من انني لن أحب بعدها أي امرأة أخرىquot; وحين سألتها عن وضعها الاجتماعي الخاص، قالتquot;أنا مطلقة وأعيش لوحديquot; وتابعتquot;لم أنجب أطفالا و لكن مشكلتي هي أهلي الذين يصرون على تزويجي مجددا رغم انني متأكدة أن زواجي لن يستمر طويلا فأنا لا أطيق الرجالquot;وإستفسرت لماذا؟ فقالت:quot;له عالمه الخاص الذي يتصور ان كل شيء فيه يخضع لسلطته و هو مستبد في كل شيء، لكنني مع قطر الندى مثلا أعيش عالما مختلفا تماما، عالم يسود فيه العدل و الإنصاف و المساواة الحقيقيةquot;.
قصص أخرى..
وإستفسرت من(قطر الندى)عن الاخريات اللائي أشارت إليهن عند التعرف إلى ربى وقالت لي بلغة المحذر:quot;لا تكن طماعا و تفتح كل أبوابنا و شبابيكنا من اللقاء الاول، فأنت تحدثت لتوك مع واحدة أخرىquot;،
قطر الندى |
أنا و زوجي و صاحبتي المثلية و...
هل هناك ما تعانين منه كمثلية؟ كان أول سؤال أطرحه علىquot;لمياءquot;التي أجابتني بعد تنهيدة عميقة:quot;كل الحياة عبارة عن معاناة، والمعاناة الحقيقية تعني أن يحجبوا عنك ما تريده و ما ترغب فيه فعلا، وكما تعلم فإننا محرومات من المجاهرة برغباتنا في أوطاننا وحتى هنا في اوروبا هناك ظلال سوداء تطاردناquot; وبادرتها بسؤال فجائي بخصوص الشخص الذي يضيق عليها الخناق أكثر، فقالت:quot; انه زوجي، ذلك الرجل الجاهل الغبي الذي ربط مصيري بنفسه من خلال طفلين بريئين و لاهم أو عمل لديه سوى مراقبتي و متابعة أموري الخاصة تصور إنه يعلم كل التفاصيل بخصوص ملابسي أو حاجياتي الاخرى كمثالquot; وبعد أن توقفت لفترة و هي ساكتة سألتها مجددا ان كانت قد انزعجت من كلامي فقالت وهي تتابع:quot;لا أبدا، وقد تكون هذه الفضفضة مفيدة لي نوعا، زوجي هذا حين أدرك كوني مثلية لم يصارحني في البداية لأمر في نفسه توضح لي فيما بعد، لكنه وكما قلت لك ظل يتابعني و يراقبني حتى ضبطني في الفراش مع صديقة مثلية و كان رد فعله أن طلب مضاجعتنا معا ولم ينته الامر عند هذا الحد بل إستمر هذا الرجل بفرض رغباته المريضة علي و هو يطلب مني دوما أن أحضر مثلية للبيت كي يعيد ذلك الفلم التافه بضبطنا و فرض المضاجعة معناquot; وسألتها مستغربا، لكنه بإمكانك الانفصال عنه مع الاطفال خصوصا وأن القوانين هنا تحميك بشكل صريح فقالت وقد شعرت برغبتها في البكاء:quot;ليتني تمكنت من ذلك، لكنه ابن عمي و أخواني يحبونه و يحترمونه كثيرا ولن يأبهوا لكلامي ضده أبدا وتعلم حساسية و خطورة إثارة الموضوع من أساسهquot;. و سألتها عن بداية إحساسها بالمثلية فقالتquot;لا أدري هو أمر يعود الى الماضي، الى فترة المراهقةquot;. وسألتها، هل تشعرين إنك خاطئة؟ فقالتquot;أحيانا و لكنني أعلم أن ما أقوم به هو أمر خارج عن إرادتي لقد خلقني ربي هكذا فما هو ذنبي؟quot;.
نحتاج الى منظمات خاصة بنا ولكن..
وعدت لقطر الندى أسألها هل هناك جمعية خاصة بهن، فقالت:quot;لحد الان لا، ومع إنني أجد الحاجة الى وجود جمعية خاصة بنا لاسيما هنا في دول اوروبا، لكنني أجد الامر فيه نوع من الخطورة على الاوضاع الاجتماعية لبعضنا، فهناك بيننا بنات أو زوجات شخصيات ذات إعتبار خاص و مجرد كشف أسمائهن يسبب لهن و لأهاليهن مشاكل تبدأ و لاتنتهيquot; وعندما سألتها من باب الفضول هل هناك من بينهن من نالت اللجوء في أحد بلدان أوروبا أو الغرب لكونها مثلية ممنوعة في بلدها؟ فقالتquot;صدقني ليس هناك من بيننا من قامت بذلك، لكن العديد من اللواتي يسمين أنفسهنquot;سوياتquot;أدعين ومن دون أي شعور بالخجل أمام المحققين انهن مثليات وحتى انهن اسهبن في شرح حالتهن لكي ينلن اللجوءquot; وباغتها بالسؤال وكيف علمت ذلك؟ أجابتquot;سمعت من صديقاتي و من أقاربي و معارفي، تدري أن مثل هذه الاحاديث تظهر سريعاquot;. وقبل أن أودع قطر الندى و صاحبتها طلبت منها أن ألتقي بفتيات مثليات إذ ان الامر لحد هذه اللحظةquot;كما عبرت لهاquot;لم يتعد النساء المتزوجات فوعدتني أن تلبي لي هذا الطلب لكنها أكدت من جديدquot;من دون كاميرا رجاءquot;
في عاصمة المثليين كان اللقاء
في اليوم التالي سافرت لكولونياquot;عاصمة المثليين المعروفة عالمياquot;لأمر طارئ ليس له أي علاقة بالصحافة، وكنت أحتسي كوبا من الكابوتشينو عندما رن هاتفي النقال وإذا بقطر الندى من جديد وهي تخاطبني متسائلةquot;هل بإمكانك الذهاب الى كولونيا؟quot;قلت لهاquot;أنا الان في كولونياquot; فقالت بصوت مرحquot;عال العال، إذن سوف أدع فتاتين تتصلان بك و تجلس معهما لكنquot;وقاطعتهاquot;لكن من دون كاميراquot;والحق إنني لم أكن أحمل من عدتي الصحافية سوى قلم بائس لا أستخدمه إلا قليلا ولم أود أن أطير الفرصة من يدي فقبلت إقتراحها وفيquot;القلب غصة للمسجل على أقل تقديرquot;.
وبعد اتصال قصير إلتقينا قرب كاتدرائية دوم، كانتا فتاتين مرحتين و خفيفتي الظل، لم تكفان عن الدعابة و المزاح ولو للحظة واحدة، وبرغم برودة الجو فإنهما كانتا تلبسان ملابس صيفية لا تصلح لمثل هذا الجو البارد، لكن ومع أن أي أثر للشعور بالبرد لم يكن واضحا عليهما فإنني شعرت بشيء من الاحراج إذ لم يسبق لي مرافقة هكذا شريحة وطبعا تمنيت من أعماقي أن لايراني أي من الاصدقاء أو المعارف برفقتيهما لا لإنني وجل من ذلك وإنما من تداعيات أخرى وكان من حسن حظي انني نجوت بقدرة قادر. وقبل أن نأوي الىquot;ركنquot;يخفينا عن الانظار العامة، لم أنس إبتياع بضعة أوراق لكي أسطر عليها مجريات اللقاء.
هل هناك شئ ألذ منا نحن النساء؟
ودلفنا الى كافيتيريا إقترحته إحداهما. وما أن جلسنا الى الطاولة، حتى ركزت عيني عليهما، quot;ليناquot;لبنانية كما ادعت في العشرين من عمرها، ذات بشرة تميل الى البياض و وجه مدور يتوسطه فم رائع الجمال و عينان خضراوان تحرسهما رموش طوال كحراب حراس السلاطين، أماquot;ميناquot;الايرانية فعلى الرغم من إنها كانت تبدو أكبر سنا من صديقتها فإنها أكدت أن عمرها لم يتجاوز التسعة عشر ربيعا بعد. كانت هي الاخرى على قدر وافر من الجمال، لونها يميل الى البرونزيةquot;وقد يكون ذلك من أثر الحمامات الشمسيةquot; أنفها كان أقنيا و وجهها كان يحمل عينين عسليتين بشوشتين و فم مدور موقع بشفتين مكتنزتين.
بادرت لينا، كيف تعرفت إلى مينا؟ فقالت وهي تداعب مينا وقد صوبت عينيها على القلم الذي في يديquot;في الديسكو، ومنذ اللحظة الاولى تعلقنا ببعضنا البعضquot;. و سألت لينا بصورة سعيت أن أغلفها بالجدية عن مشوارها مع الاحساس بالمثلية فقالت ومن دون أن تغير وضعية جلوسها المثير لاسيما أنها كانت ترتدي ميكروجوبا لا يكاد يتمكن من إخفاء ولو جزء يسير من أعلى فخذيها الممتلئينquot;لا أدري، لكنه ألذ إحساس في الوجود كلهquot;وقالت وهي ترمقني بنظرة ملؤها الاغراءquot;هل هناك شيء ألذ منا نحن النساء؟ لذلك أنا أحب النساء، هل أنا محقة؟quot;.
وعندما سألتها عن رأيها بموقف الدين من وضعها فأطلقت ضحكة دوت في أرجاء الكافيتيريا وأجابتquot;ولماذا أشغل نفسي بالدين؟ إنه أمر لا أفكر به إطلاقاquot;. وكانت مينا توزع نظراتها بيننا وباغتها فجأة بسؤال حاد مفاده هل يعلم أهلك بكونك مثلية؟ فأطلقت هي الاخرى ضحكة مجلجلة ونادت صاحبتها قائلةquot;أنظري انه يريد أن يهاجمني أنا أيضاquot;و وجهت كلامها لي وهي تطلب العفو مني بصورة ساخرةquot;أرجوك لا تخبر بابا أو ماما إنني مثلية، و لاتقل إنني تحدثت للصحافة فسوف يخنقني بابا بصدرية ماماquot; وشاطرتها الضحك بحذر وأنا أعيد طرح السؤال نفسه ولكن بصيغة أخرى، هل تعتقدين ان عائلتك تتقبل وضعيتك كمثلية؟ فقالتquot;ماما مشغولة بعملها الشاق أما بابا فهو يتنقل بين العواصم وأنا كالغزال أسرح و أمرح مع ليناquot;، هل ولدت في المانيا؟ فأومأت بعلامة الايجاب و سألتها هل زرت إيران؟ فأشارت بعلامة النفي برأسها ولم أيأس و سألتهاquot;هل أنت عذراء؟quot;فنظرت الى صاحبتها وقالتquot;كنت عذراء لكن لينا فضت بكارتيquot;قالت ذلك وقد أطلقت ضحكة مدوية أخرى أزعجتني فإنتبهت لينا لذلك و خاطبت صاحبتها بأن تلتزم قليلا. ولم أدع مينا وإنما بقيت أطاردها بأسئلتي فقلت هل لديك صديقات مثليات أخرى؟ قالت وقد تصنعت الوقارquot;نعم، لكن ليس كلهن، أحيانا يشعر المرء باللذة من ممارسة الامر مع فرد آخر خارج المجموعةquot;. فقلت هاتفاquot;إذن فأنت تقومين بإغواء الفتيات للانجراف في عالم المثليات، فأرادت أن تضحك لكنها وضعت يدها على فمها وقالت بصوت منخفضquot;صدقني الكثيرات من السويات يرغبن في ممارسة الامر لبضع مرات، ويجب أن أخاف أنا من أن يخرجنني من عالمي اللذيذquot;. هذا يعني انك لاترغبين في الخروج من عالمك أبدا أليس كذلك؟ فقالتquot;هو كذلك لكن متى ستغادرنا أنت؟quot; وعندما صوبت نظري للينا وجدتها هي الاخرى وقد بان الضجر عليها فلملمت وريقاتي و شكرتهن على اللقاء و بالمناسبة فإنهن لم تسمحا لي بدفع حسابهن بل كانت على طريقةquot;كل واحد قهوته من جيبهquot;!
إيلاف تقتحم عالم المثليات الشرقيات 1- 2
التحقيق منشور في ايلاف دجتال يوم الثلاثاء 24 نيسان 2007
التعليقات