70 في المائة منهم يفضلون السفر بحرا
مليونا مغربي يعودون إلى أوروبا بعد انتهاء عطلتهم

أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: تعرف الموانئ، التي توجد في شمال المغرب، وكذا المطارات، حركة غير عادية بسبب انتهاء العطلة الصيفية، وشروع المهاجرين المغاربة في حزم حقائبهم استعدادا للعودة إلى البلدان الأوروبية التي يقطنون بها. وكشفت الإحصائيات، التي أصدرتها اليوم الثلاثاء مؤسسة محمد الخامس للتضامن، المشرفة على عملية العبور quot;مرحباquot; 2007، أن المراكز الحدوودية سجلت، منذ فاتح آيار (مايو) إلى حدود اليوم، دخول 1.937.074 شخص، أي بزيادة وصلت إلى 17.14 في المائة.

كما أشارت الإحصائيات، حسب ما جاء في بلاغ للمؤسسة، أن عدد السيارت التي عبرت إلى المغرب بلغت 404.948، أي بزيادة ملموسة وصلت إلى 11 في المائة.
ويظل العبور بحرا من أكثر الوسائل المفضلة لدى المسافرين، إذ استعملها 70.30 في المائة من المهاجرين، لتسجل بذلك ارتفاعا، مقارنة مع السنة الماضية، بلغ 29.70 في المائة من مجموع الوافدين.
ويحتل ميناء طنجة (شمال المغرب) الصدارة بنسبة تصل إلى 31 في المائة من العدد الإجمالي للوافدين، متبوعا بباب سبتة السليبة ب 16.52 في المائة، ثم ميناء الناظور ب 14.22 في المائة، أما المرتبة الرابعة فظفر بها مطار محمد الخامس الدولي بالعاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، إذ حقق نسبة مهمة وصلت إلى 12 في المائة.

وجندت المؤسسة لتحسين عملية العبور وتجاوز مشاكل الازدحام، التي تسجل في أوقات الدروة، 450 شخص، من بينهم 300 مساعدات اجتماعيات، و120 طبيب وإطار، وعدد من المتطوعين والمساعدين الذي تمكنوا من تقديم يد العون ل 60 ألف مسافر، من بينهم 8500 استفادو من مساعدات طبية.
ويعيش حوالي ثلاثة ملايين مغربي في الخارج ومعظمهم في بلدان أوروبا الغربية التي يقطن فيها أكثر من 2.5 مليون فرد.

ويحتل المغاربة المرتبة الثانية بعد الجزائر في فرنسا من ناحية العدد، الذي يفوق 700 ألف شخص، وفي بلجيكا تحتل المرتبة الأولى بحوالي 300 ألف مهاجر، وأقل من هذه الأرقام في البلدان الأخرى.
لكن ما يثير الاهتمام أنه بداية من التسعينات ظهرت جالية مغربية مهمة في إيطاليا، تشكلت إما عبر عقود عمل أو بواسطة التجمع العائلي أو عبر الهجرة السرية، بعد إغلاق الحدود الأوروبية مع بداية تسعينيات القرن الماضي. وما يثير الانتباه أكثر أن الجالية المغربية القاطنة في إسبانيا استعادت وضعها كأكبر جالية في هذا البلد.

ويظهر ترتيب الجاليات حسب الجنسيات في إسبانيا أن المغاربة يحتلون المرتبة الثالثة ضمن الذين تقدموا بطلبات تسوية أوضاعهم بعد الإكواتوريين بـ 118 ألف و846 فرد، والرومانيين بـ 77 ألف و41 فرد، في حين يأتي الكولومبيون في المركز الرابع بـ 46 ألف و832 فرد.
ومن النتظر أن ترتفع قيمة تحويلات أفراد الجالية المغربية من العملة الصعبة هذا العام إلى أكثر من 40 مليار درهم، بعدما سجلت حوالي 40 مليار درهم عام 2006، وحوالي 37 مليار درهم سنة 2005. وكانت التحويلات تتصدر المداخيل التي تستخلصها الدولة، مثل الفوسفواط والسياحة وصادرات الفلاحة، إلخ.
وهذ العام تراجعت مكانة التحويلات، رغم أهمية المبلغ، أمام مداخيل السياحة التي من المتوقع، حسب الوزارة المختصة أن تناهز 40 مليار درهم.

ومنذ 1999 تحديدا سجلت التحويلات ارتفاعا متواصلا لم يقل عن 7 أو 8 في المائة سنويا، وتعزى هذه الحصيلة إلى الاهتمام الموجه إلى هذه الفئة من المغاربة، سواء في بلدها الأصلي أو في البلدان المضيفة، الأوروبية والعربية والأميركية.
وأضحت التحويلات موردا مساهما في تنشيط الاقتصاد المغربي، سيما أنها لم تعد توجه للإستهلاك أو الادخار، وإنما للاستثمار، من خلال خلق مشاريع مدرة للدخل وتنمية الثروات، وتحسين ظروف عيش السكان في البوادي والمناطق النائية التي يتحدر منها المغاربة المهاجرون. وتساهم هذه المداخيل في تغطية العجز التجاري المغربي، والتي قد تفوق 80 في المائة.

وتفيد المعطيات أن تحويلات أفراد الجالية القاطنين في فرنسا وبلجيكا وهولندا، تشكل وحدها نسبة 50 في المائة من مجموع المبلغ الإجمالي للتحويلات. ولكن في السنوات القليلة الماضية ظهرت القوة الاقتصادية والاستثمارية التي أضحى يشكلها المغاربة القاطنون في إيطاليا، حيث يقطن أكثر من 100 ألف مغربي، وأضيا بإسبانيا حيث يقيم أزيد من 150 ألف، ويشكلون بذلك أكبر جالية في هذا البلد.