كابل: مع انطلاق العام الدراسي الجديد في عدد من دول العالم يدرس قرابة مليوني طفل أفغاني في خيم أو في الهواء الطلق، وفقاً لمنظمة أوكسفام الخيرية.
مع بداية العام الدراسي الذي يفتتح أبوابه اليوم في أقاليم أفغانستان الجنوبية التي تمزقها النزاعات، ظهرت مخاوف من أن تبقى المئات من المدارس مغلقة بسبب انعدام الأمن في تلك المناطق.

وقال صديق باتمان، نائب وزير التربية والتعليم لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في كابول بأن quot;300 مدرسة على الأقل في أقاليم هيلمند وقندهار وزابول وأورزوغان ستبقى مغلقة بسبب انعدام الأمنquot;.

وتقسّم أفغانستان، من الناحية التعليمية، إلى مناطق باردة ومناطق دافئة. ففي المناطق الباردة التي يقع معظمها في الأقاليم الوسطى والشمالية، تبدأ الدراسة في المدارس والجامعات في مارس/آذار وتنتهي في نوفمبر/تشرين الثاني، بينما تبدأ السنة الدراسية في الأقاليم الجنوبية الأكثر دفئاً في شهر سبتمبر/أيلول وتمتد لتسعة أشهر.

ووفقاً لوزرة التربية والتعليم، يبلغ عدد الطلاب المسجلين في المدارس في البلاد أكثر من 6 مليون طالب، 38 بالمائة منهم من الإناث. كما أن 40 بالمائة من الطلاب هم من الجنوب الأكثر دفئاً.

ويقول المسؤولون أن أكثر من 350 مدرسة أغلقت أبوابها في الأقاليم الجنوبية خلال عام 2006 بسبب العنف الذي تولده أعمال التمرد وغيره من المشاكل.

وأضاف باتمان: quot;لقد نجحنا في إعادة افتتاح 40 مدرسة من المدارس التي أغلقت العام الماضي لأسباب متعددةquot;.

المشاكل التعليمية في هيلمند


ووفقاً للسلطات المحلية، فإن النظام التعليمي قد شهد انهياراً تدريجياً خلال الأربع سنوات الماضية في إقليم هيلمند الجنوبي الذي يسيطر مقاتلو طالبان على عدة مقاطعات منه.

وقال مسؤولون في وزارة التربية والتعليم بأنه تم إحراق 36 مدرسة وقتل 17 معلماً في الإقليم منذ عام 2005.

ويقول مسؤولون أفغان بأنهم غير قادرين على إدارة المدارس في المناطق التي تخضع لسيطرة طالبان والتي تم فيها تجريد الفتيات من حقهم في التعليم وإلزام الأولاد بحضور حصص إسلامية في المساجد.

الأقاليم الأخرى

وعلى صعيد متصل، أخبر محمد نور خان، نائب مدير إدارة التعليم، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن 65 مدرسة من أصل 171 الموجودة في إقليم أورزوغان المجاور لم تمارس نشاطها لأكثر من سنتين.

كما أفاد مسؤولون من قندهار وزابول وغزني وباكتيا وخوست بأن عشرات المدارس، وخاصة مدارس الإناث، أغلقت أبوابها بسبب هجمات طالبان.

وعلى الرغم من ثناء بعض الجهات على التقدم الذي حققته أفغانستان على الصعيد التعليمي خلال السنوات الخمس الماضية إلا أن أكثر من نصف الأطفال الأفغان (حوالي 3.5 مليون) لا يذهبون إلى المدرسة، وفقاً لتقرير لمنظمة أوكسفام الخيرية البريطانية في أكتوبر/تشرين الأول 2006.

وأفادت وزارة التربية والتعليم أن المسلحين أضرموا النار في 14 مدرسة في أقاليم مختلفة خلال شهري إبريل/نيسان ومايو/أيار 2007.

حملة واسعة النطاق

وكانت الاعتداءات على المدارس والطلاب قد شهدت انخفاضاً متواضعاً خلال شهري يونيو/حزيران ويوليو/تموز بعد أن أطلق المسؤولون حملة quot;حماية المدارسquot; الواسعة النطاق وشجعوا المجتمعات على إعلان دعمهم للتعليم.

وقال باتمان: quot;لا نريد أن نحمي المدارس بالبنادق والقوات العسكرية. نريد أن تحمي المجتمعات مدارسها وطلابها ومعلميهاquot;.

أكثر من نصف الأطفال الأفغان محرومون من التعليم بسبب انعدام الأمن ووجود معوقات اجتماعية واقتصادية ولضمان الحصول على تعليم في أجواء آمنه لجميع الأطفال الأفغان في البلاد، قام مسؤولو وزارة التربية والتعليم بإقناع مقاتلي طالبان بطريقة غير مباشرة بأن الهجمات على المدارس غير مبررة ويجب تجنبها.

وقال المسؤولون بأنه من خلال مجالس الشورى تم نشر الرسالة بأن لا علاقة للتعليم بالسياسة أو الجيش بل هو نظام محايد وأن على طالبان الكف عن مهاجمة المدارس والطلاب والمعلمين.

وقال حاجي ملا آغا، أحد وجهاء القبائل في إقليم هيلمند، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): quot;لا ننكر حق إخوة وأخوات طالبان في التعليم، وعلى طالبان أن تفعل الأمر نفسهquot;.

وكان قد نُقل عن متحدث عن طالبان في يناير/كانون الثاني قوله بأن المقاتلين سينفقون مليون دولار لتأسيس مدارسهم الإسلامية في جنوب أفغانستان، إلا أن المسؤولين يقولون بأنه لا توجد مدارس قيد العمل لطالبان في البلاد.

وتبقى أفغانستان التي مزقتها عقود من الحرب إحدى الدول التي تعاني من أعلى نسب الأمية في العالم، حيث أفادت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بأن نسبة الأمية بين النساء تصل إلى 90 بالمائة في حين لا تقل عن 60 بالمائة بين الرجال.

إيرين