كيسيجي: نجري اتصالات مع مختلف الدول الإسلامية
المسلمون في ألمانيا يختلفون في بدء الصيام

اعتدال سلامه من برلين: يعتمد المسلمون في المانيا والذين يبلغ عددهم حوالى ثلاثة ملايين نسمة من بينهم 2،3 مليون تركي بشكل عام على رؤية الهلال مقرونة بالحسابات الفلكية لكن هناك مجموعات صغيرة لها طقوسها الخاصة او تعتمد على ما تحدده حكوماتها. وهناك تقويم يتبعه معظم الاتراك في المانيا يتطابق احيانا مع ظهور هلال رمضان او العكس، لذا يوجد عدد لا بأس به منهم يحددون بانفسهم أي تاريخ يريدون الالتزام به، وعليه نجد في الجالية التركية من يبدأ قبل الآخر بالصوم اذا لم تتطابق الرؤية مع الحسابات الفلكية وينطبق الشيء نفسه على الجاليات العربية فهناك المغربي الذي يصوم قبل السوري او اللبناني او الفلسطيني او بعده.

لكن هناك من يعتمد كليا على تقويم شهر رمضان مسبقا لانه يحمل تاريخ بداية الصوم وحلول عيد الافطار على اساس الحساب الفلكي لذا نجد من لا يعطي اهتماما كبيرا لترقب الهلال، لان الحسابات الفلكية حسب اعتقاده تكون دقيقة وتسمح بتحديد تاريخ بداية شهر الصوم حتى في السنوات الخمس او الست القادمة وهذا ما تعتمده الحكومة التركية.

وهناك مجموعات منها عربية تريد التأكد من بداية الصوم برؤية الهلال رغم ان ذلك صعب في بعض الاحيان بسبب الاحوال الجوية ، لذا تتبع الاهل في الوطن الاصلي ما يجعل الاحتفال بعيد الفطر مختلفا بين الجاليات المسلمة.

وفي حديث له مع quot;إيلافquot; اكد علي يوموجيك احد المسؤولين في رابطة المساجد التركية في برلين ان حوالى 90 في المئة من افراد الجالية التركية يتبعون ما تقره تركيا في ما يتعلق ببداية شهر الصيام او العيد، عدا مجموعات صغيرة منتشرة في كل انحاء المانيا يفضلون الصوم مع البلدان العربية منها المملكة العربية السعودية او مصر، وهم اتراك لديهم معتقدات دينية مختلفة كانوا يسكنون في مدن متاخمة لبلدان عربية مثل سوريا .

لكن هناك حوالى عشر مجموعات تركية تأتيها المعلومات والتعليمات في ما يتعلق بشهر الصوم من تركيا مباشرة منها مجموعتا ديتيب وميلي غورو اضافة الى مجموعات صغيرة لديها مساجد او بيوت للعبادة يضاف الى ذلك اتباع الخليفة قبلان المعتقل في تركيا والذئاب الرمادية واتحاد الثقافي التركي الاسلامي في اوروبا.

واجرت إيلاف مقابلة مع برهان كيسيجي مدير الجالية التركية في برلين حدد فيها جوانب كثيرة تتعلق بشهر الصيام والاليات التي تعتمدها أكثرية المسلمين في المانيا.

هل يتبع كل عربي او مسلم في المانيا تعليمات بلاده لتحديد حلول شهر رمضان؟

هناك لجنة الاهلة والمواقيت منبثقة من المجلس الأعلى للمسلمين في المانيا وتضم ممثلين عن روابط اخرى تمثل بدورها شريحة كبيرة من الاتراك وجميع الشرائح العربية والجنسيات الاخرى يتبعون في الصيام رؤية الهلال بناء على التزامهم بقرار اللجنة التي لها تأثير كبير على تجمعات مسلمة في اقطار اوروبية كفرنسا وبريطانيا وفي شمال اوروبا، فمعظمها يتصل ليلة تحري الهلال ليسأل عن القرار الذي ستتخذه اللجنة.
- اذا انتم مرصاد لبعض الدول الاوروبية في ما يتعلق بالبدء بالصيام او اعطاء الاشارة للبدء به ؟
-هذا صحيح، ولقد وضعت لجنة الاهلة والمواقيت لنفسها قواعد لاثبات رؤية الهلال تنبثق ايضا من قرارات المجامع الفقهية التي انعقدت في اسطنبول ومكة المكرمة والتي اقرت ان الحساب يؤخذ به كشاهد على صحة الرؤية، بمعنى ان الرؤية اذا كانت مخالفة لقواعد الحساب لا يؤخذ بها وانما تعتبر شهادة هذا الذي ادعى انه رأى الهلال لكن غير معتمدة الا اذا كانت مطابقة للحساب الفلكية.
-هل هناك مراصد في المانيا تابعة للجميعات الاسلامية تقوم برصد الهلال؟
-هناك المراصد الفلكية الموجودة في المانيا بشكل طبيعي ونستفيد منها اولا في الحسابات الفلكية التي تصدر عنها ومن الامكانيات العلمية فيها لاثبات رؤية الهلال. كما تتصل اللجنة عند انعقادها بجميع الدول العربية والاسلامية التي تتحرى الهلال لتسمع هل شوهد في بلد ما، فاذا ثبتت رؤيته في أي قطر اسلامي وكانت هذه الرؤية مطابقة للحسابات الفلكية تعتمد من قبل هذه اللجنة ونعلن وقتها عن طريق الانترنت والرسالة الالكترونية او طرق اتصال اخرى متوفرة ان اللجنة اقرت دخول الشهر او خروجه.
-هل يؤثر اختلاف اعتماد الدول المسلمة والعربية لبدء الصيامفي تواقيت الصلاة في رمضان؟
-الاختلافات طفيفة جدا وهذا يعود الى ان بعض المذاهب او بعض الفرق ترى اخذ الحيطة اكثر في تحديد الوقت، بمعنى متى يثبت غروب الشمس، هل بعد زوال قرص الشمس تحت الافق بعشر درجات او 12 درجة. فهناك من يقول عشر درجات اخذا في الحيطة، أي انها قضية متعلقة باخذ الحيطة وليس اكثر، خاصة في شهر رمضان حيث تؤخذ الحيطة اكثر في دخول الفجر وفي غروب الشمس . لكن الفوارق لا تكون اكثر من دقيقة او دقيقتين.
-هناك اتراك يعتمدون تقويما يأتيهم من حكومتهم على اساس حسابات فلكية وهذا يعني انهم لا يعتمدون على رؤية الشهر والهلال فما موقف المجلس منهم هل هناك نوع من الجدل للتوصل الى اتفاق في التوقيت؟
-لا يوجد جدل في هذه الناحية خاصة ان الحسابات من ناحية الاصل دقيقة، ولكن القبول بها بشكل مطلق دون الرؤية يحتاج الى اجتهاد جماعي كبير في العالم الاسلامي وهذا غير موجود الان والقناعة الموجودة لدى معظم الفقهاء ان الرؤية على اساس الدين الاسلامي quot; صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيتهquot;. رغم ذلك اقول من الصعب جدا تجاهل الحسابات الفلكية.
-هل يسعى المجلس إلى إقرار توقيت واحد للصوم؟
-الامر يتعلق بقناعة فقهية عند البعض واجتهاد نحترمه كلنا لذا لا نحاول بذل جهد في تغييره فهو مقبول.