محمد قاسم من بغداد: اخبرني شاهد عيان اسمه ياسين من اهالي ديالى انه شاهد بعينيه مقتل شقيقي الناطق باسم جبهة التوافق الدكتور سليم الجبوري في ديالى حين هاجم متى بمسدس احد اخوة الجبوريالذي كان بصحبته شقيقه الاخر يحميه فاردى الفى احد الاخوة قتيلا فما كان من الاخ الاخر الا ارد على المهاجم الفتى باطلاق النار على قدميه ليصبه وحين سقط الفتى خرج مسلحون من الجوار كانوا يراقبون الحادث وقتلوا الشقيق الاخر وحملوا الفتى المهاجم وهربوا.

هذه الحادثة تختصر كيف يستغل تنظيم القاعدة والميليشيات الفتية العراقيون لتنفيذ عمليات قتل احد المستهدفين. فالفتى لايشكل محل شبهة وبامكانه ان يقترب من الهدف كثيرا مما يوفر اصابة دقيقة. وقد تورط عدد كبير من الاولاد في عمليات القتل حتى شكلوا خلال اربع سنوات عصابات مسلحة اخذت المبادرة من التنظيمات التي كان بعضها يقاتل الاميركيان وفق اهداف وطنية.. فبعض هؤلاء بات نزيل بيته او المقهى وهو يرى بتحسر مجاميع الفتيان يجوبون شوارع الاعظمية مسلحين ببنادق ومسدسات ورمانات يدوية وبات بعضهم ذباحا.

وساهم هؤلاء في اذكاء القتل الطائفي في بغداد اذ باتت بعض الاحياء البغدادية نهبا لسيطرة هؤلاء الفتية. وباتوا يفرضون اتاوات على من يخالفهم الرأي او لايشترك معهم في القتل وان كان مثيلا لهم في الطائفة.

وروى لايلاف زامل جاسم ان المراهقين في منطقته يشكلون عصابات خطف تستهدف اطفال الميسورين او اطفال ضباط الجيش او الشرطة فهو لا شكوك تحوم حولهم ويستطيعون تنفيذ اعمالهم بسهولة ويمرون على سيطرات التفتيش دون تفتيش!

وبعضهم يقوم مع زملاء له بزرع عبوات ناسفة على الطريق. او يعمل علاسا اي يوصل معلومات عن شخص مطلوب للمسلحين كالمترجمين او عناصر الشرطة والجيش العراقيين.

لكن في الاونة الاخيرة انتبهت السلطات العراقية لهؤلاء واصبح الكثير منهم محل شبهة خاصة الذين لايذهبون للمدرسة ويقودون سيارات فارهة بدون جازات سوق او باجازات سوق مزورة.

ويستطيع المتتبع للجماعات المسلحة ملاحظة الوجود الواضح لهؤلاء الفتية في صفوف المسلحين داخل بغداد وفي اطرافها كمناطق الاعظمية ومدينة الصدر وابو غريب وديالى وحي العدل والجامعة. ووتتوارد انباء في بغداد عن اعترافات خطيرة لهؤلاء الفتية اثناء التحقيق فبعضهم تم استغلاله حتى جنسيا من قبل قادة التنظيمات المسلحة والبعض الاخر اعترف انه مرتبط باحزاب داخل العملية السياسية.


ومن المعروف لحد الان عدم اصداراي حكم بالاعدام ضد اي فتى من هؤلاء بالرغم من اعترافات عدد منهم بعمليات قتل بعضها جماعي بل ان بعضهم عتراف بقتل اكثر من تسعين ضحية بعضهم من النساء.

واستغلت القوات الاميركية بعضها من هؤلاء في جلب توفير معلومات لها عن تواجد عصر مطلوب القاء القبض عليع او قتله. واحيانا يكون بلاغهم غير دقيق او سعيا للكسب المادي فيتسبب بمقتل ابرياء.

ويقبع هؤلاء الفتية الملقى القبض عليهم اليوم في السجون الاميركية والعراقية ولم يقدم كثير منهم للمحاكمات لحد الان لاسباب سياسية قد يتعلق بعضها بتجنب احراج احزاب سياسية كانت تسخر هؤلاء الفتية لتصفية حسابتها في المناطق الساخنة في بغداد.