السيدات أكثر إقبالاً على شراء أجهزة تجسس لمراقبة الأزواج
العالم السري للتنصت يتجاوز أجهزة الأمن ليصبح لعبة شعبية


نبيل شرف الدين من القاهرة: نبشركم بنبأ مصدره الأسواق ـ التي هو أصدق أنباء من المصادر الرسمية عادة ـ يؤكد أن التنصت على الاتصالات الهاتفية ومراقبة ورصد الأنشطة اليومية لخلق الله، لم يعد حكراً على أجهزة الأمن والاستخبارات، سواء في الغرب أو الشرق، أو حتى في الدول التي تحكمها الأنظمة البوليسية فحسب، بل أصبح الأمر حالياً في ظل ثورة الاتصالات quot;لعبة شعبيةquot; يمارسها مقموعون ضد مقموعين آخرين، أحياناً لأسباب محض شخصية، وأخرى بغرض التلصص ومجرد إشباع الفضول، وثالثة كعنصر مساعد في التخطيط والتنفيذ لجرائم جنائية شتى، مثل تجارة وتهريب المخدرات، أو إدارة شبكات الرقيق الأبيض، أو غيرها من الأنشطة الإجرامية.


وهكذا تدحرجت هذه اللعبة الشريرة المثيرة، حتى انتشرت أجهزة التنصت في الأسواق الشعبية، وغزت معظم بلدان المنطقة ـ وربما العالم بأسره ـ أجهزة متطورة صنعت في الصين ودول شرق آسيا وغيرها، وتعددت أغراضها والقدرات التي تتمتع بها، وصارت لها سوق سرية رائجة وعالم كامل يعيش في quot;قاع المدينةquot;، يعرفه من يبحث عنه ويسعى إليه ويلتزم بقانونه غير المكتوب.
أما اللافت في هذا السياق فهو أن زبائن هذا النوع من الأجهزة، كانت السيدات اللاتي يرغبن في التلصص على أزواجهن، بغية التحقق من عدم وجود علاقات سرية في حياتهم، غير أن هذا لا يتعارض مع أهداف أخرى أكثر خطورة لجأ إليها رجال الأعمال لمراقبة الموظفين أو المنافسين التجاريين، هذا فضلاً عن قيام الشركات بمسح مكاتبها إلكترونيا للتأكد من عدم وجود أجهزة تنصت تسعى للتلصص على منتجاتها وأسرارها التجارية، خاصة في ظل انتشار ظاهرة التجسس التجاري والصناعي أي محاولة سرقة الأسرار التكنولوجية وغيرها من المعلومات الهامة، التي يمكن أن تترجم في وقت قليل إلى أموال طائلة.

بيزنس التجسس
ووفقاً لتقديرات مصادر تجارية ـ غير رسمية ـ فإن المصريين يشترون سنويا أجهزة مراقبة وتنصت بأربعين مليون جنيه مصري، إذ انتشرت تجارة كاميرات المراقبة وأجهزة التنصت المتطورة وازداد الإقبال عليها بصورة لافتة أخيراً، مع الإشارة هنا إلى أن معظمها يدخل البلاد بطرق غير شرعية ومن خلال عمليات التهريب.


ولفتت مصادر تجارية في القاهرة إلى أن حجم هذه التجارة أخذ في التنامي على نحو واسع خلال العقدين الأخيرين، ويقول عاملون في تجارة واستيراد الأجهزة الإلكترونية إن أحدث صيحة الآن في عالم أجهزة المراقبة والتنصت هو quot;زرار في قميصquot;، وهو في حقيقته كاميرا تسجل بالصوت والصورة على بعد عدة كيلومترات، كما أن هناك quot;كاماتquot; بها كاميرات دقيقة لا تزيد الواحدة منها على رأس دبوس، وكذلك نظارات شمسية بها خلية دقيقة توضع على العدسة بطريقة غير ظاهرة، لتصور وتسجل أيضا كل ما يحدث في مرمى الرؤية.


ولعله من نافلة القول إن هناك الآن صناعات كاملة تنشط في إنتاج أجهزة التجسس والمراقبة، فضلاً عن أدوات التنكر وهناك عشرات الشركات التي تسوقها، وهذه الاجهزة ربما تستخدم لأغراض شتى بعضها مشروع وبعضها الآخر لمجرد إشباع الفضول، غير أن الأمر قد يصل أيضاً لحد المساهمة في عمليات إجرامية، غير أن الكثير من هذه المنتجات يمكن استخدامه أيضاً في عمليات المراقبة ومنع سرقة البيانات.
وتصمم بعض هذه الاجهزة بدرجة عالية من الدقة، في ما تتصف أخرى بالعيوب الظاهرة، ولا يمانع خبراء في القانون وشؤون التقنية من أن يطلع الجميع على هذا الأمر، لكن شريطة أن يراعوا القوانين واللوائح التي تنظم استخدام تلك الوسائل أخذاً في الاعتبار أنها شأن اكتشافات واختراعات كثيرة quot;سلاح ذو حدينquot;، يمكن استخدامها في الشر والخير على حد سواء.


تجدر الإشارة هنا إلى أن قانون الاتصالات المصري ـ على سبيل المثال ـ يمنح هيئة الاتصالات سلطات الرقابة على كافة أجهزة الاتصالات التي تدخل البلاد، كما تلزم مستورديها بضرورة الحصول على موافقة رسمية لاعتماد النوع المراد استيراده، من خلال تقديم بيان بمواصفاته كاملة قبل استيراده لبيان مدى ملاءمته للقانون، والمواصفات والنظم القياسية المعمول بها في البلاد، فضلاً عن تقديرات أجهزة الأمن.

مراقبة المنازل والهواتف
ويذكر المصريون ظهور جهاز في الأسواق وانتشاره في أوساط النخبة، لدرجة دفعت نواباً في البرلمان للتقدم بطلبات إحاطة إلى لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان، لمخالفة هذا الجهاز لقانون الاتصالات في مصر، فضلاً عن مخالفة الدستور الذي كفل الحرية الخاصة للأشخاص.
وارتبط هذا الجهاز بما يعرف بتكنولوجيا quot;ايه. تي. اس. بيquot;، وهي تكنولوجيا ألمانية متطورة تتيح لمستخدمها مراقبة أهل بيته أو العاملين في شركته كأنه موجود بينهم، وهو عبارة عن جهاز قريب الشبه بمفاتيح الإضاءة المستخدمة في البيوت وأماكن العمل، إذ يقوم مستخدمها بتركيبها لتوفر له جملة من الإمكانيات، منهاالدخول على الهاتف بواسطة كود سري، والاستماع للمحادثات الهاتفية من دون أن يشعر به أحد، بل المشاركة فيها إذا استلزم الأمر، كما يتيح الجهاز لمستخدمه الاستماع إلى كل ما يدور في بيته أو مكتبه لحظة بلحظة كأنه موجود تماماً.


وتقول الشركة المستوردة لتلك التكنولوجيا إن هذا الجهاز بيع منه اكثر من 33 مليون قطعة في أميركا وأوروبا فور طرحه في الأسواق، غير أن مسؤولين بالجهاز القومي للاتصالات في مصر يقولون إن هذه الأجهزة المذكورة صودرت وأغلقت الشركة إداريا بعد إحالة الأمر برمته على النيابة العامة.
وبدأ التجسس على الهواتف النقالة مع ظهور تلك الأجهزة وانتشارها الواسع منذ العام 1990، وحينها كان هناك اعتقاد شائع حول استحالة مراقبتها أو التنصت عليها، لأنها كانت تستعمل تقنية (GSM)، وأمام هذه الصعوبة في المراقبة طلبت وكالة CIA وضع رقائق صغيرة داخل هذه الهواتف لكي تتمكن من مراقبة المحادثات التي تجرى خلالها، وبينما كان النقاش يدور حول هذا الأمر ومدى مشروعيته، استطاعت إحدى الشركات الألمانية وهي شركة (Rode Schwarz) تطوير نظام اعتراض إليكتروني أطلقت عليه اسم (IMSI-catcher) وهــو اختصار لمصطلح (International Mobile Subscriber Identity)، الذي تمكنت بواسطته من التغلب على هذه المشكلة ورصد الإشارات الصادرة من هذه الهواتف.


ويقول خبراء في الاتصالات إن المخابرات الألمانية لم تكتف برصد وتتبع مكالمات التي تجري عبر الهواتف النقالة، بل توصلت إلى معرفة مكان المتحدثين أيضاً، كما طورت جهازاً إلكترونياً يمكنها من استخدام الميكروفون الموجود في الهاتف النقال، لكي ينقل كافة الأصوات والمحادثات الجارية حوله، وسرعان ما انتقل هذا النظام الإلكتروني إلى وكالتي NSA و CIA الأميركيتين، وكان هذا التقدم التكنولوجي المذهل هو السبب في اغتيال عدد من الشخصيات المستهدفة، مثل يحيى عياش، والرئيس الشيشاني دوداييف، كما وقع quot;أوجلانquot; في الخطأ القاتل نفسه، عندما اتصل بمؤتمر للبرلمانيين الأكراد في أوروبا، فتم تحديد مكانه حينها.

أشهر وقائع التنصت
وبقراءة عابرة في وقائع وقضايا سابقة جرت في مصر ـ على سبيل المثال ـ يتضح لنا أن هناك نماذج لا حصر لها لحالات تجسس على هواتف شخصيات سياسية معارضة في مصر وغيرها من دول المنطقة، منها مثلاً ما حدث بعد الانتخابات البرلمانية التي جرت عام 1979 حين فوجئ وقتها عدد من السياسيين بإلقاء القبض عليهم من بينهم نواب في البرلمان وعرفت العملية باسم بلغارياquot;، وأثارت ضجة كبرى وقتها
وكان التلصص على الاتصالات الهاتفية حاضراً في العديد من القضايا التي طالت عدداً من الصحافيين والسياسيين، ومن بين أشهر هذه القضايا على سبيل المثال تلك التي اتهم فيها بالتخابر مع دول أجنبية، وتقاضي مبالغ مالية مقابل تسريب معلومات تضر بأمن البلاد، كلُ من : أحمد طه النائب البرلماني الشهير، ونبيل زكي رئيس تحرير صحيفة quot;الأهاليquot; السابق، والصحافية ليلى الجبالي، وكان دليل الاتهام بها تسجيلات هاتفية لهم، وانتهت القضية ببراءتهم جميعا بعد سنوات من تداولها أمام المحاكم المصرية.


وهناك أيضاً القضية التي أطلقت عليها السلطات المصرية عام 1981 اسماً كودياً هو quot;التفاحةquot;، والتي قالت إنها كانت إحدى الأزمات الخطيرة التي تعرض فيها عدد من اليساريين وغالبيتهم من أعضاء حزب quot;التجمع الوطنيquot; للتعذيب، بعد أن ألقى نظام السادات القبض على مجموعة كبيرة من السياسيين والصحافيين واتهم بعضهم بالتخابر لحساب الاتحاد السوفياتي السابق، وكان المتهم الرئيس في تلك القضية quot;محمد عبد السلام الزياتquot; الذي عينه السادات نائبا لرئيس الوزراء عقب أحداث أيار (مايو) عام 1971، وأقاله بسبب خلافاته الحادة معه، وكون بعد ذلك جمعية مازالت قائمة حتى اليوم، وتحمل اسم quot;جمعية الصداقة المصرية ـ السوفياتيةquot;، وإن تغير اسمها بالطبع بعد تفكك الاتحاد السوفياتي.
وهناك أيضاً قضية شهيرة تمكنت خلالها أجهزة الأمن المصرية من تسجيل اجتماع مجلس شورى جماعة quot;الإخوان المسلمينquot; الذي عقد بمقر الجماعة بمنطقة التوفيقية بالقاهرة، لانتخاب مجلس الإرشاد عام 1994، وجرى تسجيل هذا الاجتماع كاملاً بالصوت والصورة، وإثر ذلك ألقت أجهزة الأمن القبض على 82 عضوًا من الجماعة وتم التحقيق معهم، وكانت التسجيلات في صدارة الأدلة التي قدمتها الشرطة إلى النيابة العامة والمحكمة في تلك القضية.
كما تشير المعلومات القضائية في مصر أيضاً إلى قضية أخرى تتعلق بمراقبة أنشطة quot;الإخوان المسلمينquot;، والتي اشتهرت باسم quot;قضية سلسبيلquot;، حيث ألقي على إثرها القبض على عدد كبير من أفراد الجماعة، بتهمة حيازة أوراق خاصة بالتنظيم والدعوة، وكانت التسجيلات أبرز الأدلة في تلك القضية.

أدوات رقمية مطورة
رصدت عدة مواقع عربية وغربية أحدث الصيحات في أجهزة التلصص والتجسس، ونورد جانباً منها هنا وما تتيحه هذه الأجهزة من إمكانيات وأسعار هذه الأجهزة، وقدراتها التقنية :

* سماعة استقبال وإرسال مخابراتية خفية
Secret Service Wireless Invisible Headset، ومواصفاته كالتالي الوزن: غرام واحد تقريبا. التردد: 120-8500 هرتز. القدرة الصوتية: 105 ديسيبل. السعر: 650 دولار أميركي.
هذا الجهاز قيل إنه أصغر جهاز استقبال وإرسال ويمكن وضعه في الأذن، علما بأنه يتصل لاسلكيا مع جهاز إرسال يوضع مثلا في القلادة النسائية المعلقة تحت الملابس! ويمكن باستخدام هذا الجهاز التحدث للعاملين في شركتك في لقاءات مغلقة، اذ يستطيعون أن ينقلوا لك البيانات التي تحتاجها.

* جهاز quot;الأذن العملاقةquot;
* Super Ear SE 4000x الوزن: 3 أونصات (الأونصة 28 غراما تقريبا). المدى: 100 ياردة (الياردة 90 سم تقريبا). الطاقة: بطارية AAA واحدة. السعر: 40 دولارا. البائع: سباي تكس SpyTechs استمع لما يمكن أن يهمس به البعض وهم في الركن البعيد من باحة وقوف السيارات، حيث يمكن أن تستقبل احاديثهم عن طريق مكبر للصوت ذي قدرة 50 ديسيبل. كما يوجد بالجهاز ميكروفون يمكنه الدوران بزاوية مقدارها 180 درجة. ويمكن توصيل الجهاز بالملابس أو المنظار (بالنسبة لمن يريد أو يحتاج لأن يستمع وهو يشاهد).

*ساعة بمسجل رقمي
* Watch With Digital Recorder ذاكرة فلاش: 256 ميغا بايت. مدة التسجيل: 520 دقيقة. الطاقة: بطارية داخلية يمكن شحنها (وبطارية منفصلة للساعة). التوصيل: وصلة quot;يو إس بيquot; للاستماع للمادة المسجلة/الشحن. السعر: 190 دولارا.

* منظار تصوير رقمي من بوشنيل
* Bushnell Digital Imaging Binoculars التكبير: منظار 8x وكاميرا 8x.
الذاكرة الداخلية: 16 ميغابايت. العرض: شاشة بلور سائل quot;إل سي ديquot; 1.5 بوصة. الوصلة: يو إس بي

* Opteka Voyeur Right Angle Spy Lens الأبعاد: 3.5 بوصة (البوصة 2.5 سم تقريبا). السعر: 50 دولارا. البائع: أوبتكا Opteka.
وتقول الشركة منتجة هذا الجهاز في معرض تقديمه للجمهور : quot;تخيل أن حيوانا يقترب من المكان الذي توجد به، وأنك لا تريد أن تضيع هذه الفرصة، فلا تقلق، يمكن التقاط صورة شديدة الوضوح من بعيد عن طريق هذه العدسات التي تقدمها أوبتكا ويمكنك التظاهر بالنظر تجاه شئ ما أمامك في الوقت الذي تقوم فيه العدسات بالتقاط صور جانبية عن اليمين واليسار.

* كاميرا quot;ثقب الدبوسquot; الملونة بجهاز للإنصات
* Mini Color Pinhole Camera With Audio الأبعاد: 35x35 ميليمترا. العدسات: 3.7 مليمتر، مخروطية الشكل.
يوضع هذه الكاميرا في مكان سري لتشاهد ما يحدث هناك، وتحدث، عن طريق جهاز صوتي داخلي. هذا الجهاز صغير لدرجة أنه قد لا يلاحظ، ومع هذا فهو قوي جدا، وهو جيد للآباء الذين يستأجرون اشخاصا لحضانة اطفالهم الصغار في المنزل، وهم بعيدون في مكاتب اعمالهم.

* نظارة الرؤية الليلية
* Night Vision Goggles الوزن: نحو تسع أونصات، وأبعاد الجهاز : 5x2x1 بوصة