بهية مارديني من دمشق: بعد دخول عشرات الالاف من العراقيين إلى سوريا طفت ظاهرة على السطح لم تكن بارزة في المجتمع السوري رغم وجودها فمعظم العراقيين الذين هربوا من سطوة الاحتلال الأمريكي ومن الارهاب خرجوا من بلدهم صفر اليدين ودخلوا بلد تعاني بالأصل من تدني مستوى المعيشة وكان للتدفق الكبير للاجئين الأثر الواضح على البنية التحتية وعلى غلاء العقارات وأسعار المواد الغذائية وغيرها ، والكثير من العائلات لم تكن تملك قوت يومها ولم يجدوا عمل في بلد يعاني سكانها من البطالة فقام العديد من هذه العائلات إلى استثمار فتياتهم في الدعارة ، لكن معظم هؤلاء النساء يقلن أن لا خيار أمامهن سوى ذلك والغريب أن السلطات السوريةو وكالات العون لا تعرف الأعداد الدقيقة لهؤلاء، والأغرب أن اريكا فيلر مساعدة رئيس المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة في زيارتها الأخيرة إلى سوريا دعت إلى تركيز الجهود على وضع اللاجئين في الدول المجاورة للعراق وعلى الأخص سورية و أشارت إلى معاودة ممارسات يطلق عليها اسم laquo;الزواج لمدة نهاية الأسبوعraquo; إذ اعتبرتها أنها في الواقع تسمية مموهة للدعارة من أجل ضمان سبل العيش وذلك بان تقدم بعض العائلات فتياتهن في مراسم زفاف تقليدية لمدة لا تتجاوز عطلة نهاية الأسبوع لقاء مبلغ مالي'ثم يتم الطلاق الأحد وفق الأعراف 'وهذا هو الحل بنظر الأمم المتحدة.


مجموعة من الآراء التي تتحدث عن هذه الظاهرة التي تحاول الأمم المتحدة أن تضفي عليها صفة العرف لكنه لم يتثنى لنا أخذ إلا رأي فتاة واحدة تعمل في ملهى ليلي ولم تذكر اسمها الحقيقي ..

ريم (الاسم المستعار ) روت قصتها وقالت: كانت أوضاعنا المادية في العراق مقبولة لكن دمر منزلنا والدكان الصغير الذي نعيش منه ،استشهد أخي الوحيد ونحن أربع فتيات لأب عاجز تقريباً وأم لا تعرف سوى عمل المنزل أقمنا عند خالتي ثلاثة أشهر، والوضع لم يعد يطاق فهربنا من الموت ولم نكن نعرف ما ينتظرنا هنا لكن أتينا ننشد الأمان حتى أجور النقل استدناها من احد أقاربنا الإيجار هنا مرتفع والغذاء أيضا بحثنا عن عمل ولم نجد ولا نعرف أحد هنا إلا صديقة لأمي لديها ابنة تعمل في ملهى ليلي تعرفت عليها وأخذتني معها إلى العمل وبدوري أخذت أختي لنستطيع الصرف على العائلة ، ماذا نفعل هل نترك أخوتي وأبي يموتون أمامنا، نحن هربنا من الموت ، نحن فعلاً ضحية لأن الظروف أقوى من الإنسان ولو أن أي بلد تعرض لما تعرض له العراق لفعلوا أكثر مما نفعل.


اما عارف (شاب عراقي ) فقال هذه الظاهرة موجودة منذ الأزل وموجودة في سوريا مثلها مثل سائر بلاد الدنيا وليس السبب هو بعض الفتيات العراقيات في بيوت الدعارة هنا لا ننكر أن بعض الفتيات اتجهن للعمل في الملاهي لأنه يدر عليهن أموال هن بحاجة ماسة لها وهؤلاء أعطين صورة منافية تماما لما هي عليه الفتاة العراقية من حشمة و أدب ، لكن هؤلاء الفتيات وغيرهن والشعب لعراقي كله إلا نسبة صغيرة كانوا ضحية طغيان صدام وضحية عدوان أمريكي وبريطاني غاشم وضحية حكومة عراقية فاشلة وعميلة أنا لا ابرر لكن لا أضع اللوم كله عليهن .


ماهر ( مهندس _سوري) اشار الى انه صحيح أن الجوع والفقر يدفع الشخص إلى عمل أي شيء لكنه ليس مبرراً كافياً للأفعال غير السوية وليس من المعقول أن كل فتاة تواجه الفقر تتجه إلى هذه الأماكن ، إذا كانت الحاجة تبرر لهؤلاء فعلتهن معناه أن نصف النساء سيعملن بالدعارة وسينتفي شيء اسمه أخلاق وقيم وعفة تمتاز بها المرأة العربية ، برأيي أن حجة الفقر حجة واهية هناك عدد كبير من اللاجئين العراقيين في سوريا منهم من يعاني من الفقر لكنه يبحث عن عمل شريف ولا يرضى أن يرسل ابنته أو أخته إلى ملهى مهما كانت حاجته ونوع عمله.


من جانبه قال ملاذ (مدرس ): صحيح أن سوريا فيها بيوت دعارة لكنها لم تكن منتشرة بهذا الشكل والدولة شعرت بهذا الخطر ليس فقط خطر صحي إنما خطر اجتماعي ووباء أخلاقي وحاولت تدارك الموضوع لكن مازالت لا تعترف رسميا بهذه المشكلة لأسباب معينة، لكن نحن كمواطنين نعاني من هذا الأمر سواء بشكل مباشر أو غير مباشر والكل يعرف حتى المنظمات الدولية أن هذه المشكلة زادت في سوريا بعد قدوم الإخوة العراقيين .


بدورها عقبت هدى (ربة منزل ): ان كل بلد فيه السيء وفيه الجيد صحيح أن مجموعة من الفتيات العراقيات يقمن بهذه الأعمال لكن هناك سيدات محترمات فالمرأة الجيدة مهما قاست ومهما عانت من الظروف تبقى محافظة على نفسها وهذه النماذج لا تعرف بلد ولا عرق ولا فئة بل هي تربية وأخلاق وشرف.