القنوات الرياضية تشكو ندرة المواهب:

التعليق الرياضي بين الموهبة و التقنية

محمد القحطاني من الدمام: تعاني الساحة الإعلامية الرياضية في الوطن العربي من شح واضح في عدد المعلقين الجيدين و المميزين الذين يجمعون بين الثقافة والموهبة وحسن المتابعة والمعرفة المهنية، حتى برزت ظواهر مستغربة مثل التقليد المتفشي بين المعلقيين في الساحة اليوم. خالد الحربان ، أحمد الطيب ، علي حميد ، خالد ياسين ، عدنان حمد ، عصام الشوالي ، محمد البكر ، يوسف سيف ، ناصر الاحمد هي الأسماء الأبرز في عالم التعليق الرياضي العربي اليوم.

هذه الندرة في بروز الكوادر الجيّدة يعزوها محمد البكر- المعلق السعودي ومدير تحرير ملحق الميدان الرياضي في جريدة اليوم - إلى الضعف التقني الذي تشكو منه معظم الأجهزة الإعلامية في التلفزيونات المحلية في البلدان العربية وذلك في حديث سابق له مع جريدة الرياض التي تصدر عن مؤسسة اليمامة الصحفية . ويواصل ذكر اسبابه مضيفاً للفقر التقني فقر المعلق في التعامل مع التقنية بحرفية و مهنية ، بالإضافة للخلل التأهيلي الذي يشكو منه بعض مخرجي المباريات :

"يبدو ان لدينا خللاً كبيراً من ناحية تأهيل المخرجين بما يتوافق والتطور الحاصل في النقل التلفزيوني للمباريات فضلا عن النقص في عدد الكاميرات ونوعيتها وفوق هذا وذاك فنحن نعاني من التعامل مع التقنية بالشكل الصحيح."

صورة مركبة لأبرز المعلقين العرب الذي أبدعوا في مجال التعليق الرياضي
وتأكيدا على ما مضى ، يؤكد علي حميد -المعلق و المذيع في قناة ابوظبي الرياضية- على أن استعجال الشهرة عند بعض الجيل المعاصر من المعلقين الرياضيين يحد دون بروزهم بالشكل اللائق الأمر الذي قد ينتهي بعدم استمراريتهم ، و ذلك في لقاء سابق له مع جريدة الأنباء السودانية عند سؤالهِ عن رأيه في الوضع العام للتعليق الرياضي العربي :

" اوضح لك اننا كنا في نقاش هنا بالخرطوم امس الاول عن التعليق العربي ووجدنا ان هنالك شحاً في المعلقين حيث انه ومنذ جيل السبعينيات والثمانينيات لم يظهر معلقون بذات المستوي السابق حتي لم يثبت جيل التسعينيات كفاءة وكذا الحال بالنسبة للجيل الحالي وانا عاصرت ثلاثة اجيال وكان يوجد بيننا تحدي مع الجيل الاول جيل السبعين جيل (كابتن لطيف وعدنان بوظو واحمد العربي ـ المغربي) رحمهما الله ومن ثم جيلنا جيل محمد المعاودة(البحرين) وزاهد قدسي ومحمد رمضان وطه حمدتو يرحمه الله وعلي الحسن مالك وخالد الحربان وكل هذه الشخصيات خلقت قاعدة جيدة سار علي دربها جيل الثمنينيات (يوسف سيف) وسعيد زروق وابراهيم الجابر وناصر الاحمد ومن ثم عدنان حمد وكمال حامد واحمد الطيب واقول حقيقة انه من الجيل القديم اثنان فقط واصلا المسيرة وهما خالد الحربان وشخصي الضعيف حيث علقنا على6 بطولات بكأس العالم واقول ان الدفعة الجديدة غير قادرة علي سحب البساط وهذا بسبب انهم مستعجلون كثيراًعلى الشهرة ."

عصام البغدادي الكاتب العراقي يرى بأن إفتقار عالمنا العربي لمعاهد إعداد المعلقين من شأنه ساهم بشكل كبير في خلق هذا الشح في كوادر التعليق الرياضي الذي تشكو منه الساحة الإعلامية اليوم ، ووصف المعلق بـالموهبة التي تنمو بجهد فردي ، وذلك في مقالة سابقة له نشرتها جريدة الحوار المتمدن الإلكترونية:

" انه موهبة تنمو بجهد شخصي تعتمد على نجومية وموهبة المعلق واجتهاده وأحقيته هذا موضوع متفق عليه في عالمنا العربي لكن في اليابان وبريطانيا وفي كثير من دول العالم هناك مكاتب للتعليق الرياضي مثل مكاتب المحاماة، يعني تجد في التلفزيون في قسم رياضي، لكن ليس فيه معلقين، في مخرجين وفي محررين، وأحيانًا مذيعين، لكن المعلقين يتم التعاقد معهم كمكاتب، إن هذا المكتب مكتب المعلق مثلاً (برايمور) أو(ماكونتيلار) أو مهما كان اسمه يتعاقدوا معه وعنده مجموعة من المعلقين لقاء مبلغ للموسم كله، وهو يتولى هذا الموسم بمبارياته الدولية، وكذا حسب مستوى المعلقين وحسب مستوى المباريات او البطولات في المجلات الرياضية.

و حتى تتأكد الصورة بشكل أكبر حول هذا الشح الرياضي المحلي في معظم البلدان العربية عمدت بعض المؤسسات الإعلامية على استقطاب الكوادر البارزة والمميزة للتعليق على نهائيات المسابقات المحلية، كما حدث مؤخراً بعد تعليق المذيع التونسي عصام الشوالي على مباراة نهائي الدوري السوداني والتي جمعت نادي الهلال بمنافسه التقليدي المريخ في اكتوبر المنصرم.

و في ذات السياق وضمن شح الكوادر التعليقية الجيّدة يعود أيمن جادة - مدير قناة الجزيرة الرياضية -لاقتحام كبائن التعليق بعد اعلان المشاهدين والمتابعين تذمرهم من مستوى المعلقين مقارنة بمستوى واهمية البطولات التي تنقلها القناة .