الشلهوب والإعلام الرياضي

سلطان العتيبي

وسطنا الرياضي لازال بخير فكلما عصفت به المشاكل وطفت على السطح اخبار التجاوزات من بعض المنتمين له يظل آخرون يشكلون أنموذجاً مشرفاً يفتخر به كل المنتمين لهذا الوسط.
سأتحدث هنا عن أحد هذه النماذج التي لم يحو تاريخها الرياضي وإن كان قصيراً نقطة سوداء ولو بحجم (الدوت)! وظل طوال مسيرته الرياضية مثالاً للاعب المخلص لناديه ولمنتخب بلاده في أحلك الظروف.. لاعب لم تغره مقدمات العقود الخيالية ووقع لناديه بكلمة شرف.. لاعب تناسى همومه الشخصية وظل وفياً لفريقه ولمنتخبه.. نجم كسب حب الجميع بمختلف ميولهم. أتدرون لماذا ؟لانه ببساطة لم ينخدع بأضواء الشهرة ولم يعرها أي اهتمام واحترم نفسه.. فنال احترام الجميع.

لن أقول انه الوحيد فوسطنا الرياضي وإن كثر الغث فيه فلازال يضم بين جنباته أمثلة مشرفة لكل المنتمين له.

ربما لم أختر التوقيت المناسب للحديث عن هذا النموذج.. أقصد هذا اللاعب، ولكنها كلمات أردت بها مواساة هذا النجم الكبير في هذه الأيام العصيبة التي يمر بها.

إنه محمد الشلهوب النجم الكبير بأخلاقه وأدائه.. اللاعب الذي استطاع وخلال فترة قصيرة ان يثبت أقدامه ليكون أحد العناصر الأساسية التي يعتمد عليها أي مدرب لفريقه أو منتخب بلاده.. ليس مستواه الفني المتميز هو المهم فقط، بل الاهم هو الاخلاق العالية التي يتمتع بها هذا اللاعب والتي جعلت الجميع يكنون له كل الاحترام والتقدير.. فلم نسمع يوماً ان الشلهوب تمرد على ناديه او طالب بمقدم عقد كبير حتى وإن كان يستحقه.. فتجديد عقده مع الهلال مر كخبر عابر لم نتنبه له.. لم يغب يوماً عن التمارين دون عذر.. كان دائماً أول الواصلين لمعسكرات فريقه والمنتخب السعودي.. حتى في أقسى الظروف وأصعبها ظل الشلهوب وفياً لنداء الوطن.. فقد والدته رحمها الله وأسكنها فسيح جناته وهو في مهمة وطنية.. وفجع بوفاة والده رحمه الله وهو في مهمة وطنية أيضاً.

محمد الشلهوب رحم الله والديك وأسكنهما فسيح جناته وجعلك الله ممن يبرون بوالديهم أحياءً وأمواتاً.


إعلامنا والاتحاد العربي

هل إعلامنا الرياضي مظلوم أم انه يستحق فعلاً الاتهامات التي تكال له من كل حدب وصوب.. هو المتهم بإذكاء التعصب.. وعليه تقع مسؤولية تدهور مستوى الحكام.. وهو السبب في تدهور مستوى بعض الاندية.. والمنتمون له يجدون معاملة جافة من معظم المسؤولين.. حتى في مشاركات المنتخب السعودي الخارجية تشعر أحياناً أنك شخص دخيل وغير مرغوب بوجوده ويهرب منك المسؤولون واللاعبون وكأنك وباء يخشون أن يفتك بهم!

لا أحب الشمولية، ولكنهم يشملون ولا يقولون بعض الإعلاميين ويفضلون ان يكون إتهامهم شاملاً.. نعم الإعلام يتحمل جزءا من المسؤولية.. لانه شريك أساسي للأطراف الأخرى الذين يتحملون ايضاً جزءاً من المسؤولية، ولكنهم ينأون بها عن أنفسهم ويوصمون بها الإعلام الرياضي فقط.

الإعلام الرياضي كغيره فيه الصالح والطالح فلماذا التركيز على مساوئه ونسيان إيجابياته.. الإعلام الرياضي شريك اساسي في الانجازات التي حققتها الرياضة ويستحق شيئاً من الانصاف.

الاتحاد العربي لكرة القدم قرر تكريم العديد من الإعلاميين الرياضيين على هامش دورة الالعاب العربية في مصر والمفاجأة ان قائمة المكرمين خلت من أي إعلامي سعودي.. سؤال انتظر إجابته من المسؤولين بالاتحاد العربي؟

نقلا عن جريدة الرياض بتاريخ 25 سبتمبر 2005