(الاعتذار الخاطئ)

فهد الروقي

دائماً ما يكون الخطأ خطوة أولى لمزيد من الأخطاء إذا لم يدخل في قاعدة التصحيح وهي قاعدة أشبه بأساس (البنيان) التي ستظهر عليه عيوب الإنشاء بعد فترة ليست بالطويلة وفي لقاء (الديربي) أخطأ سعد الكثيري في احتساب ضربة جزاء ليست من الجزاء في شيء ولا من اخواتها حتى بالرضاعة ولو كان حليبا اصطناعيا ومنها نجح النصر وخرج بنقطة التعادل غير المستحقة.

ومع ذلك انتهت (السهرة) بمثل ما بدأت به دون منغصات وهذا (عين) العقل ولكن المنافي له جاء من الحكم نفسه حين (اعتذر) للهلاليين عن هذا الخطأ وهو اعتذار خاطئ بكل الأشكال والألوان واللغات باعتبار ان الخطأ التقديري جزء من اللعبة وعلى الجميع الاقتناع بذلك ومع اننا في السابق كنا (ننفخ) في (قربة) ادارات الأندية والجماهير وبعض الكتاب (المكتوبين) في دائرة الحماقة حتى وإن جاءت مفردة الكتاب (مجازية) اصبحنا اليوم على (فاجعة) ان ندخل ضمن الدائرة الحكام انفسهم وصاحب السبق في ذلك ومن له براءة الاختراع السيد (سعد)، وحقيقة وضعني اعتذاره في (حيرة) كبيرة فإن كان يريد من ذلك تخفيف حدة الاحتقان عند الجانب الهلالي خوفا من تفاقم الامور ودخولها مرحلة التشكيك في الذمم والخوف من مثل ما تعرض له جلال والكابلي وغيرهما فهذا غير منطقي فاعتذاره جاء بعد أن هدأت الامور التي لم تخرج عن إطار المنطقية اساسا.

اذا لنبحث (سويا) عن سبب آخر هل هو ناتج عن تأنيب ضمير لعدم وجود حتى شبهة خطأ من الدفاع الهلالي.

لا لا وألف لا فالتأنيب لا يأتي الا مع (الاستقصاد) وهو من غير المعقول ان يقصده.

هل كان يسعى لاعطاء صورة ان الهلال ناد (مستثنى) ويجب ألا يمس حماه رغم ان الواقع يقول عكس ذلك فالمباراة التي سبقتها لم يحتسب له (ضربة جزاء) امام الوطني ولم يعتذر الزهراني.

هل هي (سياسة) جديدة تنتهجها لجنة الحكام في تخفيف حدة الاحتقان بعد الأخطاء المتكررة التي يقع فيها مرتدو السواد السابق وألوان الطيف الحالي.

خصوصا أن رئيس اللجنة اعتذر قبلها بأيام للفريق الأهلاوي..

ومع ذلك هي سياسة خاطئة يحتاجون معها لمئات من (المتحدثين) الرسميين للحاق بركب الاعتذارات المتلاحقة وسيجبرون على إدخال آخرين في القائمة رغم أنهم هم المستفيدون من (الأخطاء) لكنهم يملكون قدرة عجيبة على قلب الحقائق والظهور بمظهر الحمل مع أن دمائه تقطر من مخالبهم.

ورغم كثرة بحثي عن مسوغ منطقي لذلك التصريح الغريب الا انني خرجت بقناعة واحدة مفادها ان التصريح أساء للهلال أكثر وهو الذي تلقى ضربتين موجعتين فقد خسر النقاط الثلاث ولم يشتك ويمارس (النواحة) كما يتقنها غيره وجاء الاعتذار الغريب ليعطي الفرصة لخفافيش الظلام للنيل منه ولينطبق عليه بعد التعديل

هم يحسدوني علي (ظلمي) فوا أسفا

حتى على (الظلم) لا أخلو من الحسد


في العارضة

1- سيظل احتراف ياسر نفقاً مظلماً من التأويلات لن تنتهي حتى يستقر في اوروبا او يبقى محليا للأبد.

2- مرحلة الحسم التي بدأت أو على وشك تتطلب وجود الحكم الأجنبي بعد أن لجأ حكامنا إلى طريقة الهروب إلى الأمان بالجزائيات المضحكة.

نقلا عن جريدة الرياض بتاريخ 3 يناير 2008