الدوري الأردني... أخضر!

لطفي الزعبي

طغى اللون الاخضر على بقية الالوان في الأردن بعد صافرة نهاية لقاء الواحدات مع البقعة في الاسبوع السابع عشر وقبل الاخير من الدوري الاردني الممتاز لكرة القدم .

فوز الوحدات حامل اللقب بالدوري الاردني للعام الثاني على التوالي جاء قبل اسبوع من نهايته بهدف ٍ لنجمه محمود شلباية هداف الدوري الاردني بأربعة عشر هدفا، وقد جاءت الفرحة الوحداتية قبل

لطفي الزعبي
الاوان وقبل الختام فكان لها طعم خاص ،فاصبح اللقاء الاخير مع الفيصلي بعيدا من الاثارة، بل قتل الحماس المنتظر حتى اللحظات الاخيرة لتصبح المباراة مجرد شرفية ليس إلا، فافتقدت متعة التشويق.

الدوري بالنسبة إلى الوحدات انتهى كنتيجة، وكرر نجوم الاخضر حمل اللقب من جديد، الا ان الموقف أو المواجهة الاهم لم تحن بعد، وجاء الوقت حيث بات يتطلب الامر من الوحدات تأكيد أفضليته في اللقاء الختامي أمام الفيصلي في ديربي العاصمة الذي ينتظره ابناء الشعب الاردني وحتى وإن كان هناك لقاء تحصيل حاصل يوم الجمعة القادم على استاد الامير محمد ، إلا أن كلا منهما سيلعب وكأنه في نهائي غير محسوم لاسباب يعرفها ابناء الاردن، الفيصلي يريد ان يقول انه تغلب على حامل اللقب وانه يريد إفساد أفراحه بالتتويج، والاخضر يريدها خير خاتمة لمشواره وفرصة جديدة لإسعاد جماهيره، وسط إحساس بأن معركة منتظرة بينهما ستكون ، كحرب داحس والغبراء التي تكلمت عنها كتب التاريخ.

ولا ننسى ان الوحدات رغم فوزه باللقب الا انه على صعيد المشاركات الخارجية وخصوصا هذا العام كان اداؤه متواضعا فقبل اسابيع خرج من خسارة امام فريق هندي بهدفين على الملعب نفسه.

في الوقت الذي ستكون القمة بين القطبين تحصيلا حاصلا ،الهدف منها إثبات كل منهما انه الاحق بالزعامة ، ستكون الجماهير على موعد ايضا مع معركة في الطرف الاخر من لائحة الصدارة وتدور رحاها في الصراع الكبير في ذيل القائمة للهروب من الهبوط ، وتكمن المشكلة بوجود فريقين من افضل الفرق الاردنية في الثمانينات فريق الرمثا والاهلي، فالاخير حجز مقعدا في الدرجة الأولى وانتهى الامر وهبط ،والثاني الرمثا صاحب الاثنتي عشرة نقطة بانتظار حسبة بورما ، ورحمة تنزل عليه من العربي.

صاحب الخمس عشرة نقطة ، الرمثا لن يتجه إلا الى الفوز على الحسين اربد ،الرابع وخسارة العربي امام الجزيرة ، كي يخوض معه مباراة فاصلة لمعرفة هوية من سيرافق الاهلي .

في الاردن كل شيء جائز، شخصيا عشت الحدث عشرة أعوام كمعلق رياضي في التلفزيون الاردني ، الوضع الراهن اعادني بالذاكرة حوالى اثني عشر عاما عندما كنت ضحية شخصيا ً للتخريب وبالتحديد في عام ستة وتسعين ، حيث قامت جماهير غاضبة بتحطيم سيارتي الخاصة امام استاد عمان الدولي ، بعد لقاء بين الازرق والاخضر حينما كنت انقل المباراة تلك على الهواء ، كان المهشد مرعبا ً يومها عندما تم تحطيم منشات استاد عمان الدولي ومدينةالحسين للشباب ، وأمتد التخريب حتى جبل الحسين على بعد خمسة كيلومترات ، يومها تحطمت آمالي وقطعت الامل بعودة الروح الرياضية لملاعب الكرة الاردنية ،فالجمهور الاردني اغلبه جمهور نادوي وليس رياضيا يشجع فريقة ويرى الفوز من خلال فريقه فقط.

ما يحزنني احيانا ان مشهد النهائي يتكرر عشرات المرات بين الفيصلي والوحدات وإن دخل نادي شباب الاردن على الخط ، لكن ليس منافسا باستمرار.

ولا متعة من غير متابعة مباراة طرفيها الفيصلي والوحدات لاسباب رياضية ، وان كانت لقاءاتهما تغلفها السياسة احيانا وليس حب الرياضة والتنافس الشريف ، كما الحال في كل الديربيات العربية ، امنيا لا بد من مشاهده جمهرة واحتشاد لقوات الامن ، ويستمر الاستنفار لساعات طويلة .

اتمناها مهرجانا للمتعة والتسلية للجماهير الاردنية فأيديكم إذا كانت موحدة يكون فيها الخير الكثير لبلدكم ، والا ستبقون تتعاركون كقطيع ٍ يقاتل نفسه .

لطفي الزعبي مذيع قناة العربية

[email protected]