فوز الأهلي.. منطقي
فتحي سند
فوز الأهلي بكأس صاحب السمو رئيس دولة الإمارات كان طبيعياً، ومنطقياً، ولكنه في الوقت نفسه لم يتحقق بسهولة، وإنما بعد مشوار كفاح وعطاء.
كان اللقاء النهائي جميلاً ومثيراً، ونظيفاً، وألقى حضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي المباراة بظلاله على الحفل.. فخرج أنيقاً من كل النواحي.
شاهدت المباراة عبر شاشة التلفزيون، واسترجعت بذاكرتي تاريخ ناديين كانا ومازالا من الأقطاب الكبيرة في الإمارات وقدما للمنتخب الوطني العديد من النجوم المشاهير عبر فترات طويلة.
وبرغم أنهما مرا بمنعطفات ومطبات على فترات، إلا أنهما عادا من جديد، وكانت مباراتهما الأخيرة في نهائي الكأس طيبة من كل النواحي، في حدود القدرات والإمكانيات التي يتمتع بها اللاعبون.
والواقع.. إنني أقف أمام تجربة الأهلي للعودة من جديد إلى أضواء البطولات.. وكالعادة ينبغي الإشارة إلى الدعم الكبير لسمو الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم راعي الأسرة الأهلاوية، ونائبه سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم.. وإلى تفاهم وتناغم مجلس إدارة النادي برئاسة خليفة سليمان الذي يبذل مجهوداً وفيراً مع زملائه.
أي أنه ما كان يمكن للأهلي أن يشق طريقه نحو منصة التتويج إلا بأداء جماعي وصل إلى إنجاز كبير أسعد جماهيره العاشقة.. ليس هذا فقط، وإنما يمكن القول إن سياسة إدارة النادي في تكوين فريق ثابت بعناصر تجمع بين الخبرة والشباب، كانت سبباً رئيسياً في ثبات المستوى واستقراره.
ودون الدخول في تفاصيل فنية للمباراة النهائية لكأس صاحب السمو رئيس الدولة، وكيف نجح نجوم الأهلي في تحويل كفتها لصالحهم والفوز بهدفين نظيفين، فإن لاعبي الوصل حاولوا قدر جهدهم.. وكانوا على المستوى، فلم ييأسوا أو يستسلموا، وإنما ظلوا يحاولون. ولكنه لم يكن يومهم، ولم يصادفهم التوفيق.
وإذا جاز لي التوقع لمسيرة الأهلي تحديداً في المنافسات المقبلة، فأغلب الظن إنها تحتاج إلى جهد أكبر، ودعم أوفر لأن الكأس السابقة أصبحت تعني أشياء كثيرة، وبخاصة لجماهير النادي التي طالما اشتاقت إلى البطولات والإنجازات.. وهو أمر يتطلب أشياء، بالطبع الإدارة تعرفها.. وأهمها القاعدة السليمة.
أذكر في الثمانينات أن الأهلي استعان بالمدرب المجري الكبير هيديكوتي، بعد سنوات قليلة من إنهاء خدماته مع الأهلي القاهري، واستعانت الإدارة في ذلك الوقت بالمدرب المصري محمد صالح ليعمل مع الراحل المجري، وكان المتوقع أن يحقق هيديكوتي نفس الإنجازات التي أنجزها ببراعة مع الأهلي المصري.. ولكنه الفارق كان كبيراً.
وفي التسعينات عاد هيديكوتي إلى مصر، ولكن مديراً فنياً للاتحاد السكندري، على نفس الأمل أن يعيد الاتحاد إلى مكانه.. ولكن ذلك لم يتحقق أيضاً.
المسألة إذن ليست مدربا أو مديرا فنيا فقط، وإنما تسبقها قاعدة.. وإدارة تدعم هذه القاعدة.. وهو ما يجري في أهلي دبي هذه الأيام.
نقلا عن البيان بتاريخ 24 ابريل 2008
التعليقات