quot;الوجه الطفوليquot; يرعى 10 مدارس تدريبية في أفريقيا
اولي غونار سولسكيار: نهاية عهد مع مانشستر يونايتد

روميو روفائيل من لندن: لم تكن هناك عين جافة من أكثر من 70 ألف مشجع حضروا إلى quot;أولد ترافيلدquot; يوم السبت عندما تقابل مانشستر يونايتد مع نادي اسبانيول في مباراة تكريمية لاعتزال لاعب quot;الشياطين الحمرquot; الفذ اولي غونار سولسكيار، وفاز بها الأول بهدف مقابل لاشيء سجله لاعبه فريزر كامبل قبل نهاية المباراة بثماني دقائق من تمريرة رائعة من اللاعب المخضرم راين كيغز. quot;الملاعب ستفقده كثيراًquot; هكذا قال كريستيانو رونالدو. الملايين من المعجبين سيفتقدونه: الحشود من المشجعين في الملاعب الانكليزية، وهؤلاء الذين في بلده الأصلي النرويج، وبكل بساطة الجميع حول العالم الذين يقدرون له كرمته وتصميمه. وبالطبع سيتفقده نادي مانشستر يونايتد،حيث تحدث رونالدو باسم جميع اللاعبين في غرفة تغيير الملابس، إذ قال: quot;أولي كان لاعباً ممتازاً، الذي كنت أحب أن ألعب إلى جانبه، ليس فقط بسبب الأسلوب الذي كان يلعب به، ولكن أيضاً لشخصيته الفريدة. شخص خيالي على الاطلاق، مدهش ولطيف للغاية. لقد تحسن أسلوبي كثيراً لأنني لعبت جنباً إلى جنب معه. وقد علمني أشياء كثيرة، وترعرعت معه أيضاً ولكل هذه الأسباب اقول له: شكراً جزيلاً يا أوليquot;.

احصاءات الدوري الممتاز ستفقده أيضاً، في 151 مباراة شارك فيها لاعباً أساسياً لمانشستر يونايتد، سجل quot;الوجه الطفوليquot; 91 هدفاً و17 أخرى في 84 مباراة عندما دخل إلى الملعب بديلاً: مزق دفاع نادي توتنهام مسجلاً 7 أهداف في 8 مباريات، وبالمثل سحق ايفرتون. انتظامه في اللعب أخاف وخدع دفاع نوتنغهام فوريست: quot;أنا لن أنسى عندما دخل الملعب بديلاً في ملعب سيتي، وفي عشر دقائق سجل أربعة أهدافquot; هكذا يتذكر ديفيد بيكهام.

سولسكيار يودع جماهير مانشستر

وهو في الـ35 من عمره دخل إلى quot;أولد ترافيلدquot; بخفة ورشاقة ليشارك في توديع مشجعي ناديه أمام اسبانيول في مباراة تكريمية. جميع لاعبي الكرة سيفتقدون هذا اللاعب الفذ، ليس بسبب تسجيله الأهداف الرائعة فحسب، بل كان السفير الرائع للعبة. وجميع عائدات مباراة السبت ومخطط حملة التبرعات عبر الوسائل المرئية والمسموعة ستذهب إلى 10 مدارس تدريبية جديدة في افريقيا.

منذ اللحظة الذي وصل سولسكيار إلى مانشستر يونايتد في صيف عام 1996 كان من الواضح بأنه سيكون لاعباً ممتازاً. في المباريات التحضيرية لذلك الموسم جمع المدير الفني للنادي السير اليكس فيرغسون اللاعبين الخمسة الجدد في مركز تدريب النادي في quot;كليفquot; للتحدث مع وسائل الإعلام وتقديمهم إليه. ولم يكن سولسكيار حتى من أفضل اللاعبين النرويجيين المعروفين في تلك الغرفة. كان هناك روني جونسون وياردي كرويف ورايموند فان دير كوا وكاريل بوبوسكي. وكانت معظم أسئلة الصحافيين موجهة إلى جونسون. ولكن مع ذلك كان هناك بريق في عيني فيرغسون عندما قدم سولسكيار للصحافيين. كان يعلم بأنه كشف quot;الأحجار الكريمةquot;، وكان على الصحافيين التدقيق في كيفية كتابة اسم اللاعب ومعرفة من أين جاء. وعند انتهاء المؤتمر الصحافي همس أحد المسؤولين في quot;أولد ترافيلدquot; في اذن صحافي: quot;يعتقد فيرغسون بأن سولسكيار سيكون الأفضل من الجميعquot;، وهذا الذي حصل.

يقول ديفيد بيكهام عنه: quot;أنا أتذكر عندما دخل إلى غرفة تغيير الملابس للمرة الأولى. فكرت بمظهره وهو يظهر كشاب صغير... إنه يملك وجه طفلquot;. ولكنه هذا quot;الوجه الطفلquot; حالما بداْ بالتدريب فإنه يمكن للمرء أن يلاحظ لماذا أصبح لاعباً في مانشستر يونايتد. في الحقيقة لاعب عظيم في مانشستر يونايتد، وكان واحداً من اللاعبين أنه كلما حصل على الكرة، فإنه سيعمل شيئاً مفاجئاً بها.

لفهم جوهر سولسكيار من المهم العودة إلى 5 كانون الأول 2006 عندما كان يتحدث المهاجم إلى صديقه برنت جاكوب اوكسنس، الصحافي النرويجي المعروف، كان سولسكيار مندهشاً من الصفات المطلوبة للنجاح في quot;أولد ترافيلدquot;، وقال لزميله: quot;لا تستطيع أن تنجح هنا إذا كانت لديك مجرد موهبة. الطريق الوحيد للوصول إلى مركز لاعب أساسي في مانشستر يونايتد هو العمل الشاق والإرادة الفولاذيةquot;، وفي اليوم الثاني، كعادته، جلس سولسكيار على مقاعد الاحتياط عندما لعب quot;الشياطين الحمرquot; ضد بنفيكا في تصفيات مجموعات دوري الأبطال للأندية الأوروبية.

وصلت هذه المباراة إلى دقائقها الأخيرة. ألقى فيرغسون نظرة خاطفة على سولسكيار ليستعد للاحماء حتى يحل محل بول سكولز. ويصف هذا اللاعب الحادثة بقوله: quot;شعرت فجأة أنني مهتاج عاطفياً، وبدأت باجراء الاحماء، وفجأة بدأ بعض المشجعين في قسم ستيفورد من المدرج يغنون أولاً، ثم تبعهم المشجعين في المدرج الشمالي وبعد ذلك كل المدرجات: quot;انت سولسكيار العائد لنا، أنت اولي سولسكيار العائد لنا، انت تجعلنا سعداء عندما تكون السماء رمادية... كان الصوت عالي وخيالي وكان جوقة النادي في ذروتهاquot;.

المشجعون لنادي مانشستر يونايتد يحبون سولسكيار كثيراً، لأنه لم يحرج النادي اطلاقاً، لم يبد استعداده للانضمام إلى ريال مدريد ولم يذهب إلى الملاهي الليلية ويتأخر إلى الثالثة صباحاً. حتى عندما اصيب في ركبته التي جعلته ينضب من حياته الرياضية وكذلك عندما بقي سنتين يتدرب في الجمنازيوم لتأهيل ركبته. المسؤولون في quot;أولد ترافيلدquot; دائماً ينصحون اللاعبين الشباب: quot;انظروا إلى أولي وتعلموا منهquot;.

فضلاً عن التفاني، المشجعين في مانشستر يونايتد يحبونه أيضاً بسبب الأهداف الجميلة التي يسجلها، خصوصاً هدف الفوز ضد بايرن ميونيخ في نهائي دوري الأبطال عام 1999، إذ قال عن هذه المباراة: quot;أتذكر عندما مددت قدمي لأغير اتجاه الكرة لتذهب إلى الهدف، وكان كل شيء آخر من حولي ضبابياًquot;. ويبتسم سولسكيار دائماً عندما يرن الهاتف الجوال لرئيس المعلومات في quot;أولد ترافيلدquot; فيل تاوسند، لأن رنة الهاتف تقول: quot;وقد فاز سولسكيارquot;.

ذلك الهدف، تلك الإرادة القوية، وعدم وجود الـquot;أناquot;، جعلته لاعباً ذكياً وغير أناني، حيث أظهر مرونة تكتيكية ولعب على الجانب الأيمن، وحده في المقدمة أو (بنجاح) جنباً إلى جنب مع رود فان نستلروي. ومشجعي quot;الشياطين الحمرquot; يعشقونه لأنه كان الائتمان للنادي بسبب عرضه نوعية واحدة من المشاركة: الالتزام باللعب.

أما اوكسنس فقال عنه: quot;لقد اعترف أولي بأنه محدود المواهب، أنه يعمل بأمانة وصدق، انهم يعجبون به بالافراط بسبب ذلك، وهو الآن أكثر شهرة في النرويج في كل العصور وهو أكبر من ابسن وأكبر من مونش من حيث عدد المشجعين الذين يعرفونهم في جميع أنحاء العالم. يمكنك مشاهدة أشخاص يرتدون قمصاناً عليها صور سولسكيار في نيبال وكينيا وسنغافورة. اليوم عندما سألته عن شعوره عندما غنى أولد ترافيلد أغنيته، حتى في الوقت الذي كان مصاباً، فأجاب أشعر بالفخر وقليلاً من الحرج أيضاً. واعتقد لنفسي: لماذا أنا؟ شاب صغير من كريستيانسوند... اسطورة في أولد ترافليدquot;.

أما الحكم والقرار الذاتي لسولسكيار فكان: quot;لقد عملت مع أفضل مدير فني في التاريخ، ولعبت مع أحسن اللاعبين في العالم، وأمام أعظم مشجعين، وأنا فخور جداً بما حققت، ولكنني متواضع جداً أيضاً لأنه اعطيت لي الفرصة لفعل ذلكquot;.

وحتى الآن، وعلى رغم أن أيامه كلاعب انتهت، إلا أنه مستمر بتطوير اللاعبين الصغار في مانشستر يونايتد ودعمهم، حيث أنه بدأ بتدريب الفريق الثاني في النادي. وكما أن الليلة السحرية التي أبرزته في 1999، فإن سولسكيار يعرف كيف يؤثر على اللعبة وهو جالس على الخط.

quot;أولد ترافيلدquot; قالت وداعاً وشكراً لمباراة ميونيخ وللذكريات الجميلة في أسلوب عظيم يوم السبت. حقاً أن الملاعب ستفقده.

افضل لحظات سولسكيار

سولسكيار مع زملائه

25 آب 1996 ndash; مانشستر يونايتد 2 بلاكبيرن 2
لاعب مغمور اشتراه quot;الشياطين الحمرquot; بمبلغ 1.5 مليون جنيه استرليني من نادي مولد، ووقع سولسكيار اسمه في أول مشاركة له بتسجيله هدف التعادل بعد أن شارك في اللعب بديلاً، ليضمن حفاظ مانشستر يونايتد على سجله بلعب 32 مباراة متتالية في quot;أولد ترافليدquot; من دون خسارة.
6 شباط 1999 ndash; نوتنغهام فوريست 1 مانشستر يونايتد 8
على رغم دخوله بديلاً في الدقيقة 71 من المباراة، سجل أربعة أهداف لناديه الذي ادعى أكبر فوز في الدوري الممتاز خارج أرضه.
24 كانون الثاني 1999 ndash; مانشستر يونايتد 2 ليفربول 1
بعد تسجيل مايكل أوين هدفاً مبكراً في المرحلة الرابعة من كأس الاتحاد، عادل دوايت يورك لـquot;الشياطين الحمرquot; في الدقيقة الـ88 من المباراة، ومهد السبيل لسولسكيار بتسجيله هدف الفوز في الوقت بدل الضائع
26 أيار 1999 ndash; مانشستر يونايتد 2 بايرن ميونيخ 1
في اللحظة التي أصبح سولسكيار ايقونة مانشستر يونايتد، نزل إلى الساحة بديلاً في وقت متأخر من المباراة، ومرة أخرى سجل هدفاً مثيراً في الوقت بدل الضائع ليمنح ناديه بطولة دوري الأبطال.
23 آب 2006 ndash; تشارلتون صفر مانشستر يونايتد 3
هدف سولسكيار، الثالث في روتين الفوز في quot;فاليquot; كانت العلامة البارزة الأولى بعد عودته إلى الملاعب بعد ثلاث سنوات من اصابته في ركبته والتي أجبرته على انهاء حياته الكروية.

حياته الكروية

ولد في 26 شباط 1973 في كريستيانسوند في النرويج
بدأ مسيرته الكروية مع نادي كلاوسننغين بين عامي 1999 و1994
انتقل إلى نادي مولد في عام 1994 وبقي معهم حتى 1996 مجلاً 31 هدفاً في 42 مباراة
انتقل إلى مانشستر يونايتد عام 1996 حتى اعتزاله في 2 آب 2008
تم تعيينه مديراً فنياً للفريق الثاني في مانشستر يونايتد في 2 آب 2008

نداء إلى رونالدو

طالب أولي سولسكيار من كريستيانو رونالدو البقاء في quot;أولد ترافيلدquot; ليصبح اسطورة النادي.
المهاجم المعتزل الذي تأكد من تسجيل اسمه في تاريخ النادي جنباً إلى جنب مع أبطال من أمثال راين كيغز وبول سكولز وغاري نيفيل، يؤمن بأن على رونالدو وكارلوس تيفيز ووين روني أن يأخذوا الجيل الأكبر سناً مثالاُ لهم إذا ارادوا أن يسجلوا اسماءهم في التاريخ.
وقال سولسكيار (35 عاماً) الذي تسلم منصبه الجديد مديراً فنياً للفريق الثاني: quot;الجميع يمكنهم أن يتحسنوا. اللاعبين الشباب مثل روني ورونالدو وناني يجب عليهم فقط النظر إلى كيغز الذي تعلم ولا يزال يتعلم. إنه يريد أن يتحسن. هناك أيضاً سكولز ونيفيل وفرديناند الذين يتدربون بكل جهد لأنهم يريدون ان يتحسنواquot;.

تحذير السير اليكس

سولسكيار يتسلم هدية من مدربه فيرغسون

من جهة أخرى، حذر السير اليكس فيرغسون لاعبي النادي بأنه سوف لن يقف إلى جانب أي منهم الذي يقبل بالنجاح الذي حققه النادي في الموسم الماضي فقط. ويريد أن يتأكد بأن quot;الجوعquot; ما زال موجوداً في عيون جميع اللاعبين، وإذا لم يكن كذلك فإن عدد قليل منهم سيبدأون بالبحث عن أندية جديدة.
وقال فيرغسون، الذي فاز ببطولتي الدوري الممتاز ودوري الأبطال للأندية الأوروبية في الموسم الماضي، محذراً: quot;إذا كان النجاح قد اختفى من تفكير أي لاعب وظهور البوادر بأنهم يريدون الاسترخاء، فإنهم سيكونون بسرعة في طريقهم إلى خارج النادي. لا استطيع التراخي، فسنجد في الدوري الممتاز منافسة قوية جداً ومن الصعوبة الدفاع عن لقب بطولة دوري الأبطالquot;.

ويصر فيرغسون (66 عاماً) النظر إلى المستقبل الذي هو سر نجاحه. وهو خطط للبقاء في quot;أولد ترافيلدquot; لفترة أخرى، إذ يقول إنه لم ينته بعد، فهناك بعض quot;الأضرارquot; التي يجب القيام بها قبل اعتزاله (ومن بين الأضرار التي يقصد بها هنا الفوز بالدوري الممتاز مرة أخرى ليحطم الرقم المسجل باسم ليفربول بعدد الفوز بالدوري النسخة القديمة).

ويذكر أن صحة فيرغسون لم تقف عاقاً له لحد الآن، وهو لا يشعر اطلاقاً على فقدان لياقته البدنية على رغم كبر عمره. ويعتقد بأن لديه لاعبين جيدين وأمامهم مستقبل كبير لتحقيق طموحاتهم وطموحاته أيضاً قبل الاعتزال.