بعد أن خسرت حقوق الدوري الإيطالي مطلع الألفية الجديدة دخلت قناة أبوظبي الرياضية في غيبوبة إعلامية على المستوى العربي باستثناء اضاءات على فترات متباعدة تمثلت في نقل بطولة كأس الخليج، ولكنها قبل أقل من سنتين أعلنت عن حزمة خطط تريد من خلالها العودة بقوة للساحة الرياضية وهو الأمر الذي حدث بالفعل بعد نهائيات كأس آسيا 2007 إذ استطاعات شراء حقوق الدوري السعودي، وأعلنت أيضاً عن توفير الدوري الانكليزي بقيمة quot;وجبة كنتاكيquot; الموسم المقبل للمشاهدين العرب.
الرياض: لكن القلم الذي رسم الخطط يبدو أنه حاد عن الورق وخرج عن النص لتخسر أبوظبي الرياضية بضربات متتالية عديد الاستحقاقات التي أملت من خلالها المنافسة في سوق الفضاء العربي الكبير.أولى خسائر أبوظبي الرياضية كانت بطولة الخليج الأخيرة في عمان ولم تستطع نقل البطولة لأول مرة في تاريخها رغم أن جميع القنوات الرياضية في الخليج العربي نقلت البطولة بما فيها القنوات الفضائية، ووقتها خرج العنوان الشهير quot;الجزيرة دخلت ملعبين لكنها لم تحتل مسقطquot;.
بعد نهاية البطولة كانت السوق السعودية مستعدة لإبداعات فارس عوض وعامر عبد الله وهو أمر حدث بالفعل وتغنى مشجعو الأندية السعودية بتعليقاتهما على نجومهم المفضلين، ولكن الأمر لم يدم أكثر من شهر حتى خرج الهلال ممثلاً برئيسه الأمير عبدالرحمن بن مساعد معلناً وقف التعامل مع القناة بسبب استهدافها الواضح للهلال وتشويهه وقلب الحقائق وتمريرها للمشاهدين حسب زعمه من خلال برنامج خط الستة الذي يديره مدير القناة محمد نجيب ويستضيف صالح الطريقي ومحمد الدويش وأحمد الشمراني وعدنان جستنيه.
ورغم المحاولات لرأب الصدع إلا أن الأمور لم تعد إلى المربع الأول ومضى الهلال في قراره ومضى خط الستة في تشريح الرياضة السعودية.
يقول ضيف البرنامج الدائم أحمد الشمراني لإيلاف quot; قد تكون هناك أطراف أحدثت الفرقة بين الهلال وأبوظبي, هناك مستفيدون عرقلوا محاولات الوفاق بينهما، رغم ان الطرفين اجتمعا مرتين بعد المقاطعة إحداهما في الرياض والأخرى في أبوظبيquot;
استمرت أبوظبي موسماً كاملاً والهلاليون يرون فيها طرحاً عنيفاً ضد ناديهم لكنهم لم يستطيعوا عمل شيء في فضاء مفتوح واكتفوا بالرد عبر منتدياتهم الألكترونية وبعض صحفييهم من خلال كتاباتهم فيما كان مسؤولو النادي العاصمي لا يردون ولا يتداخلون في القناة أبداً.
بعد خروج المنتخب السعودي من الملحق المؤهل لكأس العالم على يد البحرين انجز برنامج خط الستة حلقة تاريخية طالب من خلالها ضيوف البرنامج باستقالة رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الأمير سلطان بن فهد.
وحفلت الحلقة بعبارات لم تكن مألوفة في انتقاد مسؤول بحجم الأمير سلطان مثل quot;أصحاب الشرهاتquot; و quot;الجوقةquot; وquot;مستشاري الفرحquot; وهو ما يعد سابقة في تاريخ الاعلام المهتم بالشأن السعودي، خصوصاً وأن التاريخ القريب من تلك الحلقة يشهد جيداً اللوم العنيف من الأمير سلطان بن فهد لثلاثة من الدوليين السعوديين المعتزلين (فيصل ابو ثنين, عبدالرحمن الرومي, جاسم الحربي) بسبب انتقادهم مدير المنتخب فهد المصيبيح!
هذه الحلقة وما تبعها من عبارات لاذعة عبر الشريط الإخباري في القناة وفتح القناة للهجوم المتواصل على الاتحاد السعودي ومسؤوليه هو ما عجل بقرار إبعاد أبوظبي الرياضية عن السوق السعودية، وبحسب نائب رئيس الاتحاد السعودي الأمير نواف بن فيصل فإن مخاطبات تمت بين الاتحاد السعودي ومسؤولي القناة لوقف هذه التجاوزات إلا أنها تكررت وهو الأمر الذي أفضى إلى فسخ العقد.
هل توقفت خسارات أبوظبي الرياضية عند هذا الحد؟
كان سؤالاً طرحه أحد الاقتصاديين السعوديين وأجاب عليه مباشرة بأن إبعاد أبوظبي عن السوق الرياضية السعودية له توابع ولا يمكن أن ينتهي هكذا وبالفعل كان ذلك الأمر هو بالضبط ماحدث لأن شركة راديو وتلفزيون العرب هي من تملك حقوق الدوري السعودي وهي من فسخت العقد.
في الحلقة التي ناقشت فسخ عقد أبوظبي الرياضية تناول محللو برنامج خط الستة الاستثمار السعودي وكيف أنه سيتضرر بخروج أبوظبي الرياضية ومضت الحلقة كلها انتقادات لقرار سحب الحقوق عن أبوظبي الرياضية سواء من محللي البرنامج أو من المتداخلين هاتفياً حتى جاء الاتصال الأخير وهو الاتصال الذي رمى حجراً في المياه الراكدة.
الاتصال حمل اسم (خالد الشهري،صحفي في جريدة الكورة الالكترونية السعودية) وتحدث المتصل خارج سياق الحلقة تماماً وعاد من نقطة الصفر وقال إن كل مايحدث في الرياضة السعودية لصالح الهلال ومسؤوليه وسمى شخصيتين رياضيتين في الاتحاد السعودي وقال إنهما يعملان لصالح الهلال وسط استغراب مشاهدي البرنامج.
حول هذه المداخلة التي قال عنها البعض إنها مرتبة وتهدف من ورائها قناة أبوظبي الرياضية للضغط على الاتحاد السعودي بأننا سنجعل من قضيتنا مع الهلال محوراً لخلافنا معكم، في عرف الملاكمة هي ضربة تحت الحزام للاتحاد السعودي بأن تصبح القضية بين أبوظبي وحرس الهلال وليس الاتحاد السعودي، لأنها إن دخلت مع الأخير حرباً فهي بلا شك خاسرة على أرضه، ولكن الحرب مع الهلال بالوكالة ستجد طابوراً طويلاً داعماً لكل ما من شأنه هزيمة الهلال، وبالتالي تحييد الاتحاد السعودي.
فور نهاية الحلقة بحث الصحافيون السعوديون عن أي جريدة سعودية تحمل هذا الاسم فلم يجدوا لها أثراً يذكر ولا لصاحب الاسم وخرج موقع كورة البحريني ونفى أن يكون أحد منتسبيه بهذا الاسم، وهو ما أعطى دلالة أكيدة على أن الاتصال كان موجهاً ومرتباً!
انتهت المعركة ظاهرياً بين الاتحاد السعودي و القناة، لكنها بدأت بين محللين سعوديين وبين نادي الهلال في حرب بالوكالة بكل ما تحمله الكلمة من معنى وكانت المعركة الأولى هي حول حصول نادي الهلال على لقب القرن الآسيوي وحينها شن محللو خط الستة هجمة عنيفة على الهلال لم يشهدها الفضاء العربي برمته، وخصصت القناة حلقتين متتاليتين لتشويه المنجز ولكن بالابتعاد عن الأرقام ربما لأنها في صالح الهلال تماماً.
وبالعودة إلى حديث الشمراني لإيلاف حول هذا الموضوع قال quot;إنني عند رأيي بأن الموضوع حمل ما لم يحتمل والهلال يستحق اللقب ولكن تخصيص حلقتين عن هذا الموضوع هو مسؤولية الاعداد، الجميع هنأ الهلال بمن فيهم رئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتر ورئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همامquot;.
على الطرف الآخر يقول الاعلامي السعودي سليمان العساف quot; إن ما تفعله أبوظبي الرياضية هو اختراق صريح للرياضة السعودية ومحاولة ضربها وإن كانت تتستر بعدائها للهلال فالأمر ليس كذلك, هم بدأوا بالهلال صحيح، لكنهم تطاولوا على قيادات الاتحاد السعودي وفتحوا الشريط الإخباري للنيل منهم، وحديث الأمير نواف بن فيصل عن إلغاء حقوق النقل كافٍ لإيضاح هذه النقطة، ما طرحه برنامج خط الستة هو شيء خطر ويتعدى مرحلة الخطوط الحمراء، الأمر ليس لمصلحة الكرة السعوديةquot;.
وأضاف العساف quot; ما أعتبره عيباً بمعنى الكلمة أن تكون أدوات الحرب على الرياضة السعودية تكون بأيدٍ سعودية وكأنها لا تفهم ماذا يجري، ماذا يعني حصول الهلال على لقب القرن الآسيوي؟ بماذا يسيء لهم هذا اللقب حتى يتباروا في تشويهه عبر الفضاء الأجنبي، ورأيي أن الهلال ليس هو الهدف بل إن الرياضة السعودية بدليل أن الهلال كان لمدة موسم كامل وهو مقاطع للقناة، القناة وراءها مسيرون خفية وأهدافهم تتعدى الرياضةquot;.
الخبر المهم الآن وهو ما يتداول في الساحة الإعلامية الهلالية بالذات أن محمد نجيب طار لأوروبا أملاً في الحصول على تصريح من رئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتر ورئيس الاتحاد الأوروبي ميشيل بلاتيني حول عدم اعتراف بالاتحاد الدولي للتاريخ والاحصاء ومن ثم ضرب لقب الهلال،(إيلاف حاولت الاتصال بمحمد نجيب على مدى 4 ايام مع رسائل نصية ولم يستجب) في الوقت نفسه الذي قالت فيه شركة اتحاد اتصالات quot;موبايليquot; الراعي الرسمي للهلال ولبرنامج خط الستة عبر تسريبات غير رسمية بأنها أوقفت تماماً رعاية البرنامج وكل إعلاناتها في القناة.
التعليقات