شاهد عيان/ خاص إيلاف

هل دوري الكرة السعودي المحترف بلموكوتيف دون قاطرات... ؟

تابعت في مطلع أكتوبر وعبر الفضائية السعودية حوارًا مطولاً وشيق مع محمد النويصر رئيس هيئة دوري الكرة السعودي المحترف ، هذه الخطوة التنفيذية في الاتجاه نحو الاحتراف الحقيقي لدوري الكرة السعودي بالأرقام المالية والتي أعتبرها الخطوة الاولى التي ستتلوها خطوات وخطوات في التسلق نحو الريادة التي تستحق الوقفة مليًا لرؤية الجوانب التي أثيرت حول الدوري السعودي في مصافه الأول، ومن باب الفضول وددت ولو على الهامش في ذلك الحوار المطول أن يمدنا النويصر الذي تحدث بإسهاب عن الواجبات بين حنايا التزامات الأندية السعودية وما لها وما عليه في هذا الشأن أن يتوقف ولو للحينة ويحدثنا عن مدارس الأندية الكروية السعودية وما أقصده هو الفئات السنية التي نعرف دورها الرئيس والريادي في دوري المحترفين، وأتساءل لطالما أعيش الكرة المحترفة منذ ثلاثة عقود عن المدرسة الركيزة وهي الإعداد للاعبين المحترفين وهل سيكتفي الدوري السعودي الالتزام فقط باستقدام اللاعبين الأجانب وسط لاعبيه السعوديين أم أنه سيحدثنا عن واجبات الأندية الكفيلة بتأمين هيكلة اللاعب السعودي وبنائه على أرضية مهنية صلبة...

في هذا السياق أطالع المؤشرات باستضافة الفرنسي جيرارد هولييه الذي أدار المنتخب الفرنسي كناخب فني ترك الجدل مطولاً ليصبح مديرًا عامًا في ليفربول، والذي استفضته من هذه القراءة هي إرادة البناء الفني للكرة السعودية بعمق بعد الفشل الذريع الذي مني نه منتخبها الكروي عقدين من السنين، ومن هنا أتساءل عن وضوح الرؤيا لهذا الإشراف الانغلو ndash; فرنسي في البنية الهيكلو- فنية إن جاز لي التعبير ولا سيما أنّ المدرسة الفرنسية التي أعيش واقعها منذ وقت أثبتت قدرتها التفريخية من خلال الإعداد السليم والناجح الذي اعتمدت عليه أوروبا كما نلحظ في أقوى دول القارة من انكلترا إلى ايطاليا واسبانيا وهكذا.

الكرة السعودية فيها الكثير من المزايا والحق يقال، مثلما فيها الكثير من التنافس الواضح كرويًا، وهذا شيء طيب ومساعد، لكن حصر مصاريف الدوري السعودي على سطحه دون النظر إلى باطنه فهو عمل سطحي سيرى المسؤولين أن العطل quot; الفنيquot; سيأتي لا محال وستشعر به الأندية في أسرع وقت، فهي التي ستؤمن احتياجات فريقها الأول أولاً وبالتالي ستبقى مرحلة الإعداد ودوريها خارج نطاقها المحترف، هذا في الوقت الذي يمكن الالتزام به وقد لا يكون ذلك في الموسم الحالي بل لاحقاً على أن يكون هناك الفريق الاحتياطي المحترف وهو الذي يتحدد على مدرسة الإعداد المحترف والذي تلتزم به جميع الأندية والذي يعني الفريق الرديف، وبذلك إعداد 25 لاعباً محترفاً لكل فريق كما تنص عليه لوائح الأندية المحترفة فسيكون الإعداد لخمسين لاعباً، وليس من الشرط أن يتمرنوا سوياً، بل كل فريق على حده، لاسيما و|أن بطولاتهم تختلف فهما بطولة الأول والرديف الذي يعني بصناعة اللاعبين.

وإن كان الاتحاد السعودي لكرة القدم يعي هذه الوقفة، فإن التساؤل يبقى وكيف ستتم مرحلة الإعداد في الدوري الذي يعتبر في انطلاقته الجنينية من حيث السير المحترف، إذ أن الإرادة هي إرادة إعادة هيبة الكرة السعودية أولاً وأخيراً لاسيما وتطلع المسئولين إلى تعويض ما فات المنتخب السعودي الذي تعطلت مسيرته المونديالية الذي كان مواظبًا عليها منذ أميركا 1994 وحتى المانيا 2006، أي بعد أربعة كؤوس عالم متتالية فقد طريق الأهم بينها إلا وهي الأفريقية والأنسب للاعب الكرة السعودي في الأداء ، لطالما يفهم القارئ أن أول سمة لنجاح اللاعب الأجنبي في أندية المملكة هو التفضيل لأن يكون أفريقياً وذلك لقدرته على التحمل، هذه الميزة التي تعتبر رئيسة باتت اليوم هامشية من خلال تطوير طرق الإعداد مثلما أصبح اللاعب الإفريقي رمزًا في دوري الكرة الروسي، هذه الميزة التي هي من سمات الإعداد ومدارسه التي نتحدث عنها، فهل تواجد هولييه وطريقة عمله واضحة المعالم أنه صاحب المفتاح في طريقة الإعداد ومسيرة الدوري كمدير فني مشرف على التوصيات الفنية أولاً وأخيرًا، وبالتالي هل المدربون ستكون صبغتهم مختلفة عن هاتين الشاكليتين، إنها تساؤلات متعددة تبقى مطروحة دون إجابة في خطوة الدوري السعودي الجريئة.