الفوارق الفنية
صالح المطلق

خسر الهلال فرصة المواصلة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم للأندية على يد فريق أم صلال المغمور وخطف المنتخب الكوري الشمالي بطاقة التأهل لكأس العالم من أمام منتخبنا الأول وخرج المنتخب الاسباني من بطولة القارات بعد أن عجز أن يسجل هدفاً يقلص به الفارق الذي فرضه المنتخب الأمريكي المتواضع وكاد منتخب جنوب أفريقيا أن يفعل نفس الشيء أمام منتخب البرازيل، والملاحظ أن العامل المشترك الذي أدى إلى تحقيق هذه النتائج لكل هذه الفرق أو المنتخبات الصغيرة في عالم كرة القدم هو النهج الدفاعي والصلابة في الأداء وتضيق المساحات وإضاعة الوقت، والسؤال الذي يطرح نفسه ما هو السبب الحقيقي الذي يدفع الأجهزة الفنية لاعتماد الأساليب الدفاعية البحتة لتحقيق النتائج على حساب المتعة والمهارة وظهور النجوم خصوصاً إذا ما عرفنا أن هذه الطرق أو الأساليب الدفاعية لا تحتاج لأكثر من التعليمات الصارمة والتواجد الخلفي وهذا يعني أن أكثر من نصف الملعب غير مستخدم بشكل حقيقي واختيار اللاعبين دائماً يصب في مصلحة اللاعب الأطول والأقوى وهذا يبرر اختفاء أو قلة صناع اللعب والاعتماد على أكثر من محور في تشكيل الفريق ولا شك أن كل هذه التفاصيل تنعكس على دقائق المباراة وتؤثر على جمال العطاء ولو أعدنا مشاهدة أي مباراة من هذا النوع لما وجدنا فيها ما يستحق المتابعة والاهتمام ولم تعد ذات قيمة فنية كما كانت قبل أن تعرف النتيجة وتنتهي المباراة واجزم أن الكثير من محبي كرة القدم يحتفظ بالعديد من المباريات القديمة ويستمتع بمشاهدتها بين فترة وأخرى لما فيها من سجال فني ومهارة عالية وتجديد في الأفكار وتوازن في التخطيط والتطبيق.

*** أصبحت الحاجة لوجود لاعب يجيد التسديد للكرات الثابتة في منتخباتنا الوطنية وأنديتنا المحلية ضرورة ملحة في ظل الأساليب الدفاعية المملة والاتجاهات المتكررة لتغليف المرمى وتضيق المساحات من أغلب المنافسين، ومن شاهد اللقاء الذي جمع المنتخب البرازيلي وجنوب أفريقيا يدرك أن المهارة التي كان يملكها كاكا وروبينو لم يكن لها أي تواجد أو فاعلية على أرض الملعب على الرغم من كل المحاولات التي ساهمت فيها كل الخطوط ولم يأت الفوز إلا في آخر الدقائق للمباراة عن طريق البديل داني الفيس الذي يجيد التسديد للألعاب الثابتة والفاولات القريبة من منطقة المرمى ولا اعتقد أن الحل يكمن بجلب اللاعبين الأجانب الذين يجيدون هذه المهارة فقط بقدر الاهتمام بالمراحل السنية فالمسألة لا تقتصر على المرونة وقوة التسديد وإنما هي مجموعة أحاسيس وقدرة على القراءة والتنفيذ والعلاقة الخاصة ما بين اللاعب والمرمى والتي لا يمكن أن تأتي إلا من خلال المعرفة والتدريب والممارسة وليس فقط بالمحاكاة والتقليد.

عن الرياض