استعاد المنتخب المصري لكرة القدم حامل لقب كأس أفريقيا بريقه الذي خفت عقب إخفاقه في التأهل لمونديال 2010 ، واستهل مشواره في بطولة أفريقيا الجارية حاليًا في أنجولا، بتحقيقه فوزًا تاريخيًّا على منتخب نسور نيجيريا في افتتاح مبارياته في المجموعة الثالثة، والذي انهى جولتها الأولى في الصدارة، واقترب كثيرًا من الوصول إلى الدور الثاني.
عبدالله زقوت ndash; إيلاف : يتطلع المنتخب المصري لكرة القدم لتحقيق اللقب الأفريقي،على الرغم من أنه حاز عليه ست مرات من قبل، لكن هذه المرة سيكون له مذاق خاص كونه سيعوّض نوعًا ما اخفاقه في التأهل للمونديال العالمي.
ويمتلك المنتخب المصري الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب حيث ناله ست مرات من قبل، لكن البطولة الحالية في أنجولا، لها شأن آخر وتحد كبير أمام أبناء حسن شحاته بعد خروجهم المر من مشوار التأهل للمونديال.
وكان المصريون قد تلقوا أصعب صدمة في تاريخهم بعدما فقدوا فرصة ذهبية للتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا وأهدوا بطاقة التأهل للمنتخب الجزائري في مباراة فاصلة أقيمت بينهما في السودان.
ولكن عاد المنتخب المصري بقوة في افتتاح مشوارهم بالبطولة الأفريقية حين سجلوا فوزًا ناصعًا وتاريخيًّا على المنتخب النيجيري القوي بثلاثة أهداف لهدف واحد، حيث نجح في تحويل تخلّفه بهدف أمام نيجيريا إلى فوز ليقطع الفريق شوطًا كبيرًا باتجاه التأهل إلى الدور الثاني في البطولة، حيث يواجه الفريق اختبارين أكثر سهولة، من الناحية النظرية على الأقل، في مباراتيه التاليتين بالمجموعة أمام منتخبي موزمبيق وبنين، واللذين تعادلا في مباراة الأمس لتؤول صدارة المجموعة لمصلحة المنتخب المصري.
وأعطى هذا الفوز التاريخي للمنتخب المصري دفعة معنوية هائلة ، خاصة وأن المنتخب النيجيري من الفرق المرشحة بقوة للمنافسة على اللقب في البطولة الحالية ، كما أنه أحد المنتخبات التي ستمثل القارة السمراء في كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.
مع العلم أن الفوز المصري على نيجيريا هو الأول لهم في بطولات كأس الأمم الأفريقية منذ 47 عامًا ، وبالتحديد منذ بطولة عام 1963 .
ووجه المنتخب المصري بذلك رسالة قوية للمنتخبات الأفريقية بأنه قادم بقوة للدفاع عن لقبه ، واحراز اللقب السابع على الرغم من الكبوة التي تعرض لها الفريق المصري بابتعاده عن المونديال.
وكان المنتخب المصري قد فرض هيمنته على القارة السمراء في السنوات القليلة الماضية من خلال فوزه بلقب البطولتين السابقتين لكأس الأمم الأفريقية وذلك في عامي 2006 بمصر و2008 بغانا كانت معظم التوقعات تسير في اتجاه واحد وهو أن المنتخب المصري سيشق طريقه إلى نهائيات كأس العالم التي بلغها مرتين سابقتين فقط في عامي 1934 و1990 ، لكن مصر أهدرت الفرصة بعدما سنحت لهم بقوة في نهاية التصفيات وحرموا جماهيرهم من حلم مشاهدة الفريق في نهائيات كأس العالم.
وأجمع المراقبون أن بطولة كأس أفريقيا 2010 التي جاءت في توقيت عصيب بالنسبة للفريق المصري، ستكون الفرصة المناسبة لمصالحة جماهيره وتعويض إخفاقه في الوصول لكأس العالم من خلال الفوز بلقب كأس أفريقيا للمرة الثالثة على التوالي والسابعة في تاريخه، وقد بدأت هذه المعالم تتضح جليًّا بعد الفوز الكبير لمصر وما تبعه من ردود فعل جماهيرية سعيدة ومرحبة بهذا الفوز الذي أعاد الامل للجمهور المصري.
ويضم المنتخب المصري الذي يقوده للمرة الثالثة في نهائيات افريقيا المدرب حسن شحاته بعض العناصر الجديدة ولكن الهيكل الأساسي للفريق ما زال كما هو حيث يعتمد على مجموعة من أصحاب الخبرة الكبيرة مثل حارس المرمى عصام الحضري والمدافع وائل جمعة ولاعب خط الوسط أحمد حسن قائد الفريق والمهاجمين النشيطين محمد زيدان وعماد متعب مع وجود بعض اللاعبين الجدد في صفوف الفريق مثل محمود عبد الرازق (شيكابلا) وأحمد رؤوف وجدو غيرهم.
ولكن مشكلة الفريق الحقيقية تكمن في غياب بعض عناصره المؤثرة بسبب الإصابة أو تراجع المستوى أو غيرها من الأسباب. ويأتي في مقدمة هذه العناصر اللاعب الشهير محمد أبو تريكة نجم الأهلي المصري والذي سجل ضربة الجزاء الحاسمة في نهائي بطولة عام 2006 وكذلك هدف الفوز 1/صفر في نهائي البطولة عام 2008 ، ويغيب أبو تريكة للإصابة.
كما يغيب عن صفوف الفريق لاعب الزمالك المصري عمرو زكي مهاجم الفريق بسبب الإصابة، على الرغم من أنّهأدى دورًا كبيرًا في فوز الفريق بلقب البطولتين الماضيتين.
ويفتقد الفريق أيضًا إلى جهود اللاعبين محمد شوقي (ميدلسبره الإنكليزي) وأحمد حسام (ميدو) نجم الزمالك حيث استبعدهما شحاتة من حساباته في هذه البطولة لأسباب فنية وخططية.
وعلى الرغم ممّا سبق من صعوبات إلا ان المنتخب المصري نجح في تعويض غياب عناصره المؤثرة وتجاوز المباراة الأولى أمام نيجيريا ، وهو يريد أن يمضي بثبات إلى المربع الذهبي للبطولة وصولاً للنهائي ومن ثم التتويج باللقب الأفريقي.
التعليقات