عزيزي حسن شحاتة.. خذها نصيحة مني.. قالها السابقون: quot;اليوم خمر وغداً أمرquot;.. تعالي نكتفي بهذا القدر من الفرح والابتهاج.. وكان هذا من حقنا.. ولكني انظر إلي بعيد لا حرصا عليك وحدك لكن حرصا علي انطلاقتنا المظفرة بإذن الله.. ولا تنخدع بالكلام المعسول من أصحاب القلوب السوداء الذين حاولوا احباطنا في أحلك الظروف أقول لك انظر إلي بعيد.. واعلم ان هؤلاء ينتظرون فرصة للانقضاض علي كل انجازاتنا الماضية وطموحاتنا القادمة.
لذا انظر إلي مباراتنا المرتقبة في ملعب quot;ويمبليquot; بلندن أمام فريق انجلترا مكتملا.. تأكد اننا سنلعب امام نفس الفريق الذي سيخوض مباريات كأس العالم.. وإلا لماذا كانت مباراة تجريبية؟؟.. وسنلعب أمام جمهورهم.. لذا يجب أن يكون الاستعداد لها أكثر ولا أقول مثل.. اكثر من استعداداتنا لبطولة الأمم الافريقية.. صدقني وسأروي لك قصة مماثلة تماما.. تماما..
نعم التاريخ يعيد نفسه.. ولكن علينا أن نستفيد من دروس هذا التاريخ.
بعد أن تأهلنا لنهائيات كأس العالم 1990 بايطاليا.. وعمت البلاد نفس هذه الأفراح وأكثر..
بل اذكر قصة المليونير المصري الذي هاجر نهائيا إلي انجلترا وانقطعت علاقته نهائيا بمصر.. ولكن حدث بالصدفة ان ابنه الصغير أراد أن يري مصر ويتعرف علي جده وجدته.. بعد ايام من وصول الحفيد الي مصر فزنا علي الجزائر وتأهلنا لكأس العالم وقامت الأفراح.. وبالاتصال التليفوني اليومي من لندن فوجيء الأب المليونير بأن ابنه فقد صوته تماما.. وسأل الجد فاتضح له ان الابن تأثر بالمظاهرات فاشترك فيها وحمل علم مصر.. في اليوم التالي كان الأب المليونير بالقاهرة ويقدم مساعدات للفريق القومي لم يكن يحلم بها.. بل استغل الفرصة quot;البعضquot; فأنفق الرجل رقما خياليا من المال يكفي ان المعسكرات الخارجية كانت علي حسابه..
أروي لك هذه القصة لكي نحاول أن نستفيد معا من التاريخ..
لأنه في نفس هذا الوقت كان اصحاب القلوب السوداء يتربصون بمحمود الجوهري الذي أراد مثلك أن ينطلق نحو العالمية.. فتعاقدوا علي بعض المباريات الأوروبية.. وكانت المباراة الأولي مع اليونان في اثينا.. ولأنه لم يستعد لها الاستعداد الكافي وسط الأفراح.. انهزم quot;6-2quot;.. وقبل أن يعود كان قرار عزله من تدريب المنتخب منشورا في الصحف!!!.. نسوا كل انجازاته في لحظة!!!!
عزيزي حسن شحاتة..
انتهي يوم الخمر وتعالي نستعد للأمر.. انها نصيحة من قلم معاصر.. انت تعلمه جيدا..

جريدة الجمهورية المصرية